أخر الاخبار

أثر البيئة المدرسية على الجانب النفسي والإجتماعي لدى طلبة المرحلة الأساسية: دراسة ميدانية في مدرسة حكومية فلسطينة

: دراسة ميدانية في مدرسة حكومية فلسطينة


أثر البيئة المدرسية على الجانب النفسي والإجتماعي لدى طلبة المرحلة الأساسية: دراسة ميدانية في مدرسة حكومية فلسطينة

The effects of the school environment on students’ psychosocial development: A case study of elementary students at a state Palestinian school



محمد طيب علي فرج

Mohammed Tayeb Ali Faraj

بكالوريوس علم إجتماع وخدمة إجتماعية، كلية الآداب، جامعة النجاح الوطنية، فلسطين

Bachelors of sociology and Social Service, Faculty of Arts, An-Najah National University, Palestine

October, 2022

mohammedfaraj414@gmail.com

ملخص الدراسة:

     نظراً لأهمية البيئة المدرسية ودورها المؤثر في تطوير شخصية الطالب ،حاولت الدراسة معرفة أثر البيئة المدرسية على الجانب النفسي والإجتماعي لدى طلبة المرحلة الأساسية العليا، في مدرسة ذكور الكروم، من خلال استخدام المنهج الوصفي المبني على الإستبيان وتحليله، ومن  أدوات البحث المستخدمة: الإستمارة وتتضمنت أسئلة تقيس مدى تأثير البيئة المدرسية من جوانب أهمها: (الأنشطة المدرسية، دور المعلمين وأسلوبهم التعليمي والتربوي، البيئة المادية في المدرسة وغيرها ...) على شخصية الطلبة وفي تطوير مهاراتهم وقدراتهم وسلوكهم ومداركهم .

     كما اعتمدت الدراسة على الملاحظة والمشاهدة، وعلى أمثلة خلال العمل الميداني مع الطلبة، بالإضافة للمقابلات مع المعلمين والأهالي وإدارة المدرسة .

   وبينت الدراسة من خلال اجابات الطلبة على الأسئلة حول البيئة المدرسية، ومن خلال المتابعة والعمل مع بعض الطلبة ولقائهم المتكرر، تم استنباط أثر البيئة المدرسية على الجانب النفسي والإجتماعي لدى الطلبة التي شملتهم الدراسة .

     كما خلصت الدراسة إلى عدة نتائج وتوصيات أهمها : توفير متطلبات واحتياجات البيئة المدرسية، يزيد من حماس الطلبة إلى التعلم .تعميم الدراسة على المعلمين وعلى المدارس الأخرى للإستفادة منها وتطويرها، مشاركة الطلبة بالأنشطة المدرسية والإستفادة من مكوناتها المادية والمعنوية مما يزيد لديهم فرصة الإبداع، ويعزز فيهم القيم والمثل ويطور من شخصياتهم. أهمية تواصل وتعاون الأهل مع أطراف العملية التربوية للتغلب على التحديات التي تواجه البيئة المدرسية.التعاون مع المرشد التربوي ودعمه، كونه حلقة وصل ما بين أطراف العملية التربوية والأكثر معرفة بإحتياجات الطلبة، كل ذلك من شأنه أن يدعم المدرسة في تحقيق أهدافها .

الكلمات الإفتتاحية : أثر البيئة المدرسية، الجانب النفسي الإجتماعي، طلبة المرحلة الأساسية العليا

 

Abstract:

School environment plays a vocal role in developing students’ mental, psychological, physical, and social abilities. Taking this fact as a starting point, the study attempted to find out the effects of school environment on students’ psychosocial health. To achieve this aim, the researcher used a questionnaire, which was distributed on students. The research tool included questions related to school activities, teachers’ behavioral and educational characteristics, and the physical environment at school. Other research tools that have been used in this study are observation and interviews, which were conducted with teachers, parents, and the school principal.

After having analyzed the participants’ answers quantitatively it has been found that better school environment results in advancement in terms of students’ psychosocial health. Besides, the study has shown that better connection between the parents and the school benefits students. The findings of the study seem to go in line with similar studies that have been conducted in the same research field as they have come up with the same results.

 

        Key words: Effects of school environment, psychosocial development, elementary students

مقدمة :

      للبيئة المدرسية دور كبير في بناء وبلورة شخصية الطالب، نظراً لتفاعله اليومي والمستمر مع ما يحيط به في المجتمع المدرسي وتأثر شخصيته من النواحي: العقلية، الجسمانية، النفسية، والإجتماعية، بالإضافة إلى الناحية العلمية، وفي تطوير مهاراته و قدراته. تقدم الدراسة للقاريء مؤشر واضح من خلال تحليل اجابات الطلبة في الإستمارت التي وزعت على عينة منهم بشكل عشوائي. ونقصد هنا بالبيئة المدرسية: ما تشمله المدرسة من مكونات ومقومات علمية وثقافية ونفسية واجتماعية ومادية متنوعة : كالموارد البشرية كالطاقم التعليمي والإداري والعاملين ،الأنشطة المدرسية: الرياضية، الثقافية، الفنية، والأنشطة الإجتماعية: كالزيارات والرحلات، الأعمال التطوعية، والأنشطة الكشفية، والإرشادية، الإذاعة المدرسية، والعلاقات التفاعلية ما بين مجتمع المدرسة، والأساليب التدريسية والفعاليات التعليمية والتربوية الأخرى، والتجهيزات المادية: كالمختبرات، المسرح، المكتبة، الساحات، الحدائق، الملاعب، القاعات، وانعكاس كل ذلك على شخصية الطالب، ومردوده على وضعه النفسي والاجتماعي والثقافي ونموه الجسماني والتعليمي، وفي اكسابه المهارات الحياتية والشخصية، وما اذا كانت فعلاُ حققت تقدم على المستوى الشخصي والسلوكي للطلاب أم لا. وقد اجريت هذه الدراسة لكي نستطيع استنتاج بعض الملامح وانعكاسات البيئة المدرسية على شخصية الطلبة من خلال عرض تجربتنا البحثية المتواضعة . وبالتالي سنحاول من خلال هذه الدراسة التعرف على البيئة المدرسية، وقدرتها على اكساب الطلبة مهارات حياتية، وتطوير قدراتهم وقيمهم المعرفية، وانعكاسها على وضعهم النفسي والإجتماعي .

       فالبيئة المدرسية المناسبة هي تلك التي يتحقق فيها اندماج الطالب وإنتماءه لها، وتتوفر فيها الأدوات الثقافية والإجتماعية والنفسية بشكل اساسي، إضافة الى الجانب المادي مما تؤثر على التحصيل العلمي للطالب. (قبيسي 2017)

الدراسات السابقة :

 دراسة ( العقون  2016/2017) البيئة المدرسية وعلاقتها بالعنف المدرسي عند تلاميذ المرحلة الثانوية دراسة ميدانية ببعض ثانويات دائرتي تقرت وحاسي مسعود بولاية ورقلة.

 من أهداف الدراسة :

§        الكشف عن علاقة البيئة المدرسية بالعنف المدرسي عند التلاميذ.

§         فهم الظاهرة ومعالجتها كونها تؤثر على المؤسسة التربوية.  

§        تهيئة الظروف التعليمية المناسبة من أجل تعلم أفضل .

   استخدم الباحث في دراسته المنهج الوصفي التحليلي واعتمد في جمع المعلومات على: الإستمارة ، الملاحظة، المقابلة، الوثائق والسجلات .

 خلصت دراسته إلى تأثر السلوك العدواني عند التلاميذ بعناصر البيئة المدرسية الثلاثة بشكل رئيسي وهي: الأساتذة، اولبرامج الدراسية ، وعلاقة التلميذ مع زملائه في المدرسة. وحاجة التلاميذ إلى المساعدة والإرشاد من قبل أطراف العملية التربوية، وخاصة أن التلاميذ في مرحلة عمرية حرجة وهي مرحلة المراهقة .

       دراسة (حويدش 2017/ 2018 ) تناولت البيئة المدرسية وعلاقتها بالعنف لدى تلاميذ التعليم المتوسط – دراسة ميدانية بمتوسطة الصديق محمد بن يحيى – رسالة ماجستير، جامعة محمد بوضياف.

الفرضية العامة للدراسة 


  • وجود علاقة ارتباطية ما بين البيئة المدرسية وممارسة العنف لدى تلاميذ مرحلة المتوسط .

  • وجود علاقة ارتباطية ما بين السلوك الإتصالي للمشرف التربوي وممارسة العنف لدى تلاميذ مرحلة المتوسط

  • وجود علاقة ارتباطية ما بين جماعة الرفاق وممارسة العنف لدى تلاميذ مرحلة المتوسط .

أهمية دراسة حويدش:

تأتي أهمية الدراسة لخطورة ظاهرة العنف في المجتمع الجزائري والعنف المدرسي على وجه الخصوص، وكونه  موضوعاً حساساً ومهم لدى العاملين في قطاع التربية، يبين تأثير البيئة المدرسية على سلوكيات العنف لدى التلاميذ في مرحلة التعليم المتوسط ، المساهمة في وضع معايير مناسبة للبيئة المدرسية والتعرف على اسباب العنف والآثار المترتبة عليه في العملية التعليمية، وايجاد حلول في التعامل مع سلوك التلاميذ ضمن البيئة المدرسية .

      منهج الدراسة : استخدمت الباحثة المنهج الوصفي في البحث، واستعانت بجمع المعلومات من خلال : الإستبانة والملاحظة والمقابلة الغير مقننة والتي يقصد بها طرح الأسئلة أثناء المقبلة بعيداً عن التحضير المسبق لها ، وهذا النوع من المقابلة يسمح للمبحوث التعبير عن الإجابة دون التقيد بنمط اجابة معينة .

النتيجة العامة للدراسة : وجود علاقة ارتباطية بين البيئة المدرسية وبالتحديد البيئة الإجتماعية للمدرسة في ممارسة العنف لدى تلاميذ العليم المتوسط .

      دراسة (سليم 2002) وكانت حول نمط البيئة المدرسية اللازمة لتوفير شروط التربية الإبداعية- دراسة ميدانية، استاذ مساعد بقسم أصول التربية، كلية التربية بسوهاج، جامعة جنوب الوادي. طرحت الدراسة تساؤولات حول واقع البيئة المدرسية لدى مدارس التعليم العام في مدارس جنوب الوادي، وإسهامها في تلبية الشروط الإبداعية لدى الطلبة .

 هدفت الدراسة إلى نقد البيئة المدرسية في مدارس التعليم العام في جنوب الوادي، وتقديم رؤية مستقبلية حول البيئة المدرسية اللازمة للطلبة والمبنية على اساس التربية الإبداعية .

 ترجع أهمية الدراسة لتركيزها على التربية الإبداعية في مدارس التعليم العام، ودورها في خلق أفراد موهوبين يساهمون في تطوير الحياة، والإرث الثقافي وتقدم مجتمعاتهم. كما تؤكد الدراسة على أهمية أن يكون الطالب محور العملية التعليمية والمعلم ميسر ومشجع على الإبداع والإبتكار، مع ضرورة تمكين أفراد البيئة المدرسية وتطوير إسهاماتهم في تنمية التربية الإبداعية لدى الطلبة، كما تدعو الدراسة إلى تطوير المناهج التعليمية بما يتناسب مع قدرات جميع مستويات الطلاب بما فيهم الطلبة الموهوبين .

اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي ، واستخدم الباحث في جمع المعلومات الإستبانة والمقابلة مع المعلمين والطلاب .

      وفي دراسة (حبايب و الخليلي 2008)، حول واقع البيئة المدرسية في محافظة نابلس من وجهة نظر المعلمين ، ركزت الدراسة على اهمية المدرسة بعد الأسرة في التربية، وبناء المهارات وصقل شخصية الطالب وتطوره من النواحي: الجسمانية ، والنفسية، والإجتماعية، والتعليمية . نظراً لأهمية البيئة المدرسية الفلسطينية، التي تتأثر بالظروف السياسية، الإقتصادية، الإجتماعية والنفسية التي يعيشها الإنسان الفلسطيني، والحاجة إلى معرفة التحديات التي يعيشها العاملين التربويين من أجل التطوير على العملية التعليمية وتحسينها. ومن توصيات الدراسة : زيادة الألعاب والأدوات التعليمية، إتاحة الفرصة لتطوير مهارات العاملين التربويين، التخفيف من الإزدحام بين الطلبة في الصف الدراسي، تحسين تواصل الإدارة مع أولياء الأمور، توفير ساحات واماكن للعب، توفير مختبرات ومشاغل، تحسين التجهيزات وجودة الخدمات، تعزيز الطلبة وتحسين العلاقة بينهم والمعلمين، الإهتمام بالنظافة والمرافق الصحية .

       دراسة (معلولي 2010) دراسة مسحية ميدانية في مدارس التعليم الأساسي، مدينة دمشق. تناول فيها الباحث جودة البيئة المادية للمدرسة وعلاقتها بالأنشطة البيئية (أجابت الدراسة عن التساؤولات التي طرحها الباحث، حول مدى ملائمة البيئة المادية في مدارس التعليم الأساسي لمتطلبات جودة البيئة التعليمية؟ ومعرفة علاقة الأنشطة الصفية واللاصفية بالبيئة المدرسية ؟

كما ربطت الدراسة بين البيئة المادية للمدرسة، وأثرها على الأنشطة المدرسية، والفائدة المترتبة على نمو اتجاهات ايجابية للطلبة نحو المدرسة وفي تطورهم العقلي، والنفسي، والجسمي .

وخلصت الدراسة إلى حاجة البيئة التعليمية إلى تطوير؛ لتكون منسجمة مع تطور السياسات التربوية في سوريا، وتفعيل دور الطلبة في المشاركة بالأنشطة التربوية مما يساهم في تحقيق أهداف المنهاج الدراسي. الحاجة إلى تطوير البيئة المدرسية : من مختبرات، وصالات ،وقاعات، وساحات، مما يساهم في تطوير العملية التعليمية والتربوية، ويزيد من فرصة مشاركة الطلبة في عملية التعلم، وتغدو المدرسة، بيئة جاذبة ومكان يكتسب فيه الطالب الخبرات والمهارات والسلوكيات والمعارف اللازمة من أجل تطور شخصيته ومداركه.


 أهمية الأنشطة والفعاليات المدرسية :

     للأنشطة المدرسة ألوان متعددة، لكن هدفها الأول هو تربوي ، ويقصد بها تلك التي يتم تنفذها خارج غرفة الصف في المدرسة أو خارجها، ويشرف عليها مربي الصف، ودورها كبير على الطلبة من عدة نواحي، كما أشار إلى ذلك الباحث (عثمان2014 ) في مقالة له حول الأنشطة الطلابية ودورها في العملية التربوية من النواحي التالية :

أولاً : الناحية النفسية، تزيد هذه الأنشطة من الشعور بالرضى النفسي وتحقيق الذات.

ثانياً:  الناحية الإجتماعية: تنمي الأنشطة المدرسية روح التعاون والمساعدة، واحترام الآخرين وبناء علاقات صداقة، لما تتيحه الأنشطة من فرص التواصل والتفاعل والإندماج مع الآخرين، إضافة الى تحمل المسؤولية.

ثالثأ: الناحية التربوية: تساهم الأنشطة في تعزيز وتمكين المعرفة لدى الطلبة بصورة واقعية ملموسة يتفاعلون معها ويكتشفوها بأنفسهم عن قرب، على العكس من ذلك المعرفة النظرية المبنية على التلقين والحفظ.

رابعاً: الناحية الصحية: من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية وتعلم عادات صحية سليمة.

خامساً: الناحية الإقتصادية: تكون من خلال التعرف على المهن والحرف المختلفة، واكسابهم خبرات عملية حولها تفيد الطلبة في المستقبل.

       يرى كثير من المربين أن الصف مكان لتقييد حرية الطلاب، وحصر مداركهم وفهمهم، ويحد من الإرتقاء في روحهم؛ لبعد ما هو معرفي نظري عن الواقع الملموس، وإن الحرية الحقيقية والأكثر نجاعة في التعليم هو خارج اسوار المدرسة وخاصة في المراحل الأولى للتعليم، بمعنى أن يصطحب المربي طلابه في رحلة إلى الطبيعة لإكتشافها والتعرف على مكوناتها، أو الذهاب لزيارة مصنع أو مشروع انتاجي أو زيارة إحدى مؤسسات المجتمع أو التطوع في اعمال الزراعة والإنتاج. ( سوخوملينسكي1983، 11-41)

إشكالية الدراسة :

التعرف على البيئة المدرسية ؟ البيئة المدرسية وتأثيرها على شخصية الطلبة ؟ قدرة البيئة المدرسية في اكساب الطلبة مهارات وتطوير قدرات وتعزيز قيم انسانية لديهم؟

أهداف الدراسة :

1- التعرف على واقع البيئة المدرسية ومدى ملائمتها وانسجامها مع إحتياجات الطلبة العقلية، والجسمانية، والنفسية، والإجتماعية وغيرها .

2- معرفة قدرة البيئة المدرسية على بناء مهارات وتطوير قدرات الطلبة والتأكيد على المفاهيم والقيم المجتمعية والأخلاقية .

3- اكتشاف قدرة البيئة المدرسية على تنمية شخصية الطالب وقدرتها على تنشئته تنشئة اجتماعية سليمة، يعود بالنفع على بلده .

4-  دراسة واقع البيئة المدرسية ونقده، من أجل تطويره بما يتلائم مع أهداف التعليم ومتطلبات التقدم التكنولوجي والعلمي .

أهمية الدراسة :

- التعرف على واقع البيئة المدرسية، لفهم التحديات والمعيقات التي يواجهها المعلمين من أجل تطوير العملية التعليمية والتربوية .

- التعرف على أثر البيئة المدرسية على الطلبة، ومعرفة متطلبات البيئة المدرسية، واحتياجات الطلبة من خلال تجارب ميدانية ولقاءات مع المعلمين، والأهالي، والطلبة.

- المساهمة في تطوير البيئة المدرسية وتحسينها بما يتلائم مع التقدم العلمي والتكنولوجي في المجال التعليمي والتربوي .

- تقديم تصور لشكل ومضمون البيئة المدرسية، يتوافق مع احتياجات الطلبة النفسية، والجسمانية، والعقلية، والتعليمية، والتربوية، ليأخذ بالمجتمع نحو التقدم والرقي .

معلومات عامة عن المدرسة ومدينة بيتونيا :  

      تأسست ( مدرسة ذكور الكروم الأساسية العليا ) سنة 2018، وفتحت أبوابها لإستقبال الطلبة في أواخر شهر آب، من العام نفسه، وضمت حوالي 614 طالب من الذكور، شملت المرحلة التعليمية من ( الصف الأول ابتدائي حتى الصف التاسع الأساسي) أما عدد الشعب فهي 18 شعبة صفية، ويتراوح عدد الطلاب في الشعبة الصفية الواحدة ما بين 35- 40 طالب .

   تم تحويل المرحلة التعليمية للطلبة داخل المدرسة مع بداية العام الدراسي2020-2021 من الصف الخامس حتى الصف التاسع، وبالنظر إلى هذا الإجراء، قلّت الأعباء المدرسية الناتجة عن تعدد الفئات التعليمية في المدرسة، والوصول إلى تقارب أكثر في المرحلة العمرية بين الطلبة، وامكانية التركيز أكثر على متطلبات المرحلة التعليمية واحتياجاتها كون التخطيط والعمل ينصب على مرحلة تعليمية متقاربة إن صح التعبير.

      بيتونيا: تقع مدينة بيتونيا جنوب غرب رام الله وتركيبتها السكانية متنوعة، معظم سكانها من الوافدين من المدن الفلسطينية في الضفة وغزة ومن الداخل الفلسطيني المحتل منذ عام 1948. " يبلغ عدد سكان المدينة الحالي اكثر من 38 الف نسمة هم خليط يجمع كل أبناء شعبنا الفلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني." (موقع بلدية بيتونيا 2019 ).

   تكثر في المدينة المحال التجارية المتنوعة والمشاغل، و ورش العمل الكثيرة وبعض المصانع الخفيفة، وينقسم سكانها الى حرفيين وموظفين في مؤسسات حكومية أو خاصة " في بيتونيا هناك المتاجر الضخمة والمخابز والمتنزهات وأماكن التسوق التي يمكن ان يجد فيها المواطن ما يرغب" (موقع بلدية بيتونيا 2019 ).

    وكان للإحتلال الإسرائيلي دور رئيسي في تقليص طبقة المزارعين، والأراضي الزراعية، من خلال مصادرة مساحات واسعة من اراضي المدينة "اســتولى الاحتــلال على 20 ألــف دونم من أراضيها ســواء للاغراض العسكرية أو الجدار العنصري أو الاستيطان لذا فإن 80% من أراضيهــا مصــادرة " ( موقع بلدية بيتونيا 2019 ).

منهجية الدراسة :

     اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي المبني على اجابات الطلبة لأسئلة الإستبيان، والموزعة عشوائياً على مجموعة من الطلاب (عينة البحث ) في مجتمع الدراسة (طلاب المدرسة )، وتم اختيار العينة من خلال معلمي الصفوف.  واستهدفت الدراسة 22 طالب كعينة عشوائية، اخذت بالتساوي بين الصفوف، ما نسبته 8% من مجتمع الدراسة الذي يضم الصف السادس الأساسي حتى الصف الثامن الأساسي ولكل صف ثلاث شعب، بإستثناء الصف الثامن شعبتين وكانت الأعمار تتراوح بين 12-14 عام .

  بالإضافة إلى الملاحظة والمقابلات الشخصية والجماعية، أثناء العمل اليومي مع الطلاب وأطراف العملية التعليمية: الإدارة والمعلمين وأهالي الطلبة .

النتائج التي توصلت لها الدراسة :

أولاً : النتائج المستخلصة من أسئلة الإستبيان :

    بناءاً على ما سبق استهدفت الدراسة 22 طالب كعينة عشوائية، اخذت بالتساوي بين الصفوف بالإستعانة ببعض المعلمين، ما نسبته 8% من مجتمع الدراسة الذي يضم الصف السادس الأساسي حتى الصف الثامن الأساسي ولكل صف ثلاث شعب، بإستثناء الصف الثامن شعبتين، وكانت الأعمار تتراوح بين 12-14 عام، وتضمن الاستبيان 3 انواع من الأسئلة :

النوع الأول: تناول معلومات عامة عن المبحوثين ( المنطقة السكنية، الصف، العمر) حيث أن جميع المبحوثين اجابوا انهم من سكان بلدة بيتونيا قضاء رام الله .  

النوع الثاني: تناول ثمانية أسئلة مغلقة وكانت الإجابات عل النحو التالي  (أوافق بشدة، أوافق، أحياناُ، لا أوافق) وتم تحويلها الى نسب مئوية كما هي مبينه في الجدول رقم (1) ادناه :

                                                       جدول رقم (1)



    بدءاً من السؤال الثاني في الأسئلة المغلقة من الملاحظ وفق الجدول اعلاه ، أن نسبة الذين أبدوا موافقتهم بأنهم شاركوا في الأنشطة المختلفة التي تعقدها المدرسة، كانت ما نسبته 81.7% من العينة المبحوثة - علماً بأن اختيار العينة كان عشوائياً وكانت الإجابات مقسمة ما بين أوافق بشدة 45.4% و أوافق 36.3% ، و 18.% فقط كانت اجاباتهم عن المشاركة بأحياناُ، مما يعني أن مشاركتهم كانت محدودة، وفي بعض الأنشطة المدرسية.

     أما الأسئلة (1،8،7،6،5) المغلقة التي تناولت تأثير البيئة المدرسية ومساهمتها في اكساب الطلبة المعرفة بعيداً عن التلقين، وفي تحسين التحصيل الأكاديمي، واكتشاف أو تطوير مهارات وقدرات لدى الطلبة، وتعزيز القيم والمباديء الإجتماعية لديّهم وانعكاسها على السلوك الشخصي، وتأثير البيئة المدرسية في تحفيز الطلبة على التفاعل والمشاركة والإندماج مع زملائهم في الحصص واللقاءات التفاعلية وأثناء الإستراحة أوخلال الأنشطة اللامنهجية، حيث كانت الإجابات تتراوح ما بين: (الموافقة بشدة، والموافقة ) فكانت مجموع ادنى نسبة مئوية %54 للإجابات (موافق بشدة، وموافق) ، وكان مجموع أعلى نسبة مئوية 85% للإجابات (موافق بشدة وموافق)، وعند حساب المتوسط الحسابي لمجموع الإجابات حول تأثير البيئة المدرسية على الطلبة كانت بنسبة 74% تقريباً للإجابة على (موافق بشدة، وموافق)، والمتوسط الحسابي للإجابة ( أحياناً ) 22% تقريباً ، والمتوسط الحسابي للإجابة (لا أوافق)  3.6% حول تأثير البيئة المدرسية على الطلبة.

       من الواضح من خلال النسب المئوية أن غالبية الطلبة يؤيدون دور البيئة المدرسية وقدرتها على التأثير والمساهمة في تطوير شخصية الطالب وتنمية قدراته ومهاراته وتحسين مستواه الأكاديمي والمعرفي وتحقيق اندماجه وتفاعله الإجتماعي داخل المدرسة، مما يؤثر بشكل ايجابي على وضعه النفسي والإجتماعي .

     أما الأسئلة المغلقة ( 4،3 ) كانت حول استخدام المعلمين وسائل تربوية مبتكرة، لتوصيل المعرفة للطلاب ودورهم في تشجيع الطلبة للاستفادة علمياً من موارد المدرسة واستخدام المرافق المدرسية أثناء الحصص.حيث كان معدل الإجابة للطلبة على السؤالين 65.8% (موافق بشدة، وموافق)، و 29.5%  كانت الإجابة (أحيانأ )،  %4.5كانت الإجابة (لا أوافق )  .

     عزيزي القاريء سنترك لك فرصة التمعن والإطلاع على الجدول والنسب المئوية التي استخلصت من اجابات الطلبة على الاستبيان ولكن؛ نود ان نؤكد أن المعدل الأعلى للأسئلة كان من نصيب الإجابة (موافق بشدة، وموافق) 73% تقريباً، يليها الإجابة (أحياناَ ) بمعدل 23% تقريباً ، وما تبقى 3% تقريباً للإجابة (لا أوافق ) . وهذا يعطي مؤشر على أن البيئة المدرسية لها دور كبير ومؤثر في تطوير المهارات والقيم والمفاهيم، ومن المفترض أن تنعكس ايجاباُ على شخصية الطلبة في المدرسة وخارجها بشكل واضح، على المستوى الفكري، والعلمي، والنفسي، والإجتماعي للطلبة .

        إذا نظرنا إلى الشكل رقم (2) الذي يوضح بالرسم إجابات الطلبة حول الشق الثاني من أسئلة الإستبيان، والذي يتكون من ثمانية أسئلة مغلقة، وعن آرائهم في البيئة المدرسية، نرى لكل سؤال في الإستبيان أربعة أعمدة ملونة وموزعة على الإجابة ( موافق بشدة، موافق، أحياناً، لا أوافق ) نجد أن النسبة الأعلى للتصويت للإجابة على الأسئلة كانت باللون الأزرق وهي (أوافق بشدة ) أما الإجابة التي تليها كانت باللون البنفسجي والتي عبر عنها الطلبة ب( أوافق)، ويليهما الإجابة (أحياناً ) المشار إليها باللون الأخضر، واللون الأحمر يشير إلى عدم الموافقة على السؤال المطروح (لا اوافق) .

 

الشكل رقم (2)

  النوع الثالث: ينقسم إلى قسمين من الأسئلة المفتوحة التي تناولت المهارات والقيم التي اكتسبها الطلبة من البيئة المدرسية، ودور المدرسة في تطوير هذه المهارات ومدى تأثير القيم والمفاهيم في تغيير سلوك الطلبة الى الأفضل .

   وكانت أكثر المهارات التي عبر عنها الطلبة المبحوثين هي : الإتصال والتواصل، التعبير عن الذات مثال : الأنشطة التي يعقدها المعلمين كالإفطار الجماعي، مهارة حل المشكلات، العمل الجماعي و روح الفريق، مثال : الأنشطة الإرشادية والمسرح ويضيف احدهم  " التمثيل تجربة رائعة "، القيادة، مثال: الكشافة، ومهارة الإلقاء والخطابة في الإذاعة المدرسية وقول احدهم " لم أكن أعلم أنني أمتلك مهارة الإلقاء -ويقصد هنا بالخطابة، ويضيف: اكتشفت هذه المهارة، وساهمت المدرسة في تطويرها "بالإضافة الى المهارات الفنية والرياضية في حصص الرياضة والفن، ومهارات التواصل الإجتماعي حيث دون احدهم " تكوين صداقات"، مثال على ذلك: التفاعل المباشر مع زملائه في الصف أو باحة المدرسة أثناء الإستراحة، أو أثناء المشاركة بالأنشطة المدرسية.

وأما أكثر القيم الإجتماعية المكتسبة، والتي سجلها المبحوثين كانت كما يلي: الصدق، وإحترام الآخرين، والنظام، والإلتزام، والتعاون وتبين ذلك في: الأنشطة الإرشادية والأنشطة المدرسة الأخرى، كما عبر أحدهم : المحافظة على التراث الفلسطيني، وآخرين عبروا عن أهمية الأنشطة المدرسية في ابعادهم عن السلوكيات الخاطئة على حد تعبيرهم . 

    لا بد من القول هنا أن المبحوثين دونوا أنهم تأثروا بالأنشطة التي كان يعقدها المعلمين لهم :كالأعمال التطوعية، والافطارات الجماعية، والمشاركة في الإذاعة المدرسية، والأنشطة واللقاءات التي يعقدها المرشد التربوي معهم، وتشجيع المعلمين لهم لإستخدام بعض مرافق وأدوات المدرسة: كالمختبرات، والساحات، وغيرها، كما أن الأساليب التعليمية والأنشطة اللامنهجية المتبعة ومن خلال ربط التعليم بالترفيه، كل ذلك ساهم في تطوير مهارات وقدرات وبلورة مفاهيم، وساهمت في تحسين سلوك البعض من الطلبة في الجوانب الحياتية - كما اشار بعض المبحوثين، أو من خلال الإجابة على اسئلة الاستبيان، وفي زيادة اندماجهم وتكيفهم النفسي والاجتماعي في المدرسة وخارجها .

     عطفاً على ما سبق ذكره، نود أن نشير أن اجبابات الطلبة المبحوثين هي مؤشر حول البيئة المدرسية، والنتائج غير جازمة مئة بالمئة، كون المبحوثين طلاب تتراوح أعمارهم ما بين (12-14عام) ومن المحتمل أنهم وضعوا الإجابات وفق مفاهيمهم ومعاييرهم الخاصة، فقد تكون الأسلئة لبعضهم غير واضحة – بالرغم من محاولة تبسيطها لهم، وهنا نضع بالحسبان أن تشوب إجابة المبحوثين شيء من عدم قدرتهم عن التعبير حول الواقع كما يريدون بصراحة.

 

 

ثانياً: نتائج مستخلصة من الميدان :

     في خضم العمل الميداني المستمر والتواصل والتفاعل المباشر مع الأهالي والطلبة في المراحل التعليمية المختلفة، نعرض لكم تأثير البيئة المدرسية على بعض الطلبة، من خلال العمل المتواصل معهم وحتى لا نقع في لبس، سنشير لهم بأسماء مستعارة .

      الطالب(حسن) من الصف الرابع، لوحظ اثناء اللقاءات الإرشادية إنطواءه، لا يشارك، لا يتفاعل مع أقرانه، ليس له اصدقاء، وأكدت ذلك مربية صفه في احدى لقاءاتنا معها، حينما تم نقاش وضعه الأكاديمي والسلوكي. وذكرت أن وضعه الأكاديمي ضعيف، بالرغم من محاولته بذل جهداً في الإنتباه والدراسة.كما اشتكت زوجة أبيه من تأخره في العودة إلى البيت بعد انتهاء الدوام المدرسي. تم تحديد لقاء إرشادي للطالب بهدف التعرف عليه، ونقاشه بخطورة تأخره عن البيت بعد انتهاء الدوام المدرسي، وخوف الأهل من ذلك وقلقهم عليه، وقد تم الإتفاق مع الطالب للقاءه في جلسات ارشادية أخرى وهذا ما حصل لاحقاً، إلا أن تعرض الطالب لحادث أقعده في البيت، عندها تم التنسيق لزيارته من قبل معلميه وبعض زملائه في منزله ولقاء أهله، وتم الإطمئنان على سلامته ووضعه الصحي ونقاش عودته الى الدراسة وتعويض ما فاته من دروس وإلتحاقه بزملائه. كان لتلك الزيارة دور كبير في التغيير الذي حصل على الطالب بعد شفاءه وعودته الى مقاعد الدراسة، حيث تأكد أن هناك من يهتم به، اصبح أكثر ثقة بنفسه، يأتي الى غرفة الإرشاد صباحاً أو أثناء الإستراحة لبضع دقائق، يلقي التحية ويتحدث فيها عن نفسه وتجربته المرضية، وأصبحنا نرى أصدقاء برفقته، يتبادل معهم الكلام، ونجده مندمجا مع زملائه في الصف وأكثر حماساً للتعلم (مقابلة مع طالب في المرحلة الأساسية) .

      الطالب ( أحمد) من الصف التاسع، لديه مشكلة عدم تكيّف مع زملائه في الصف، يتشاجر معهم بإستمرار، تم لقاءه  ضمن جلسات إرشادية، وإشراكه بالأنشطة المدرسية، وتم تدريبه ليتولى مسؤولية تقديم أنشطة تفريغية لطلبة المرحلة الدنيا، لوحظ تحسن على وضعه السلوكي، وكان ذلك من خلال تراجع في مشاجراته مع زملائه، واهتمامه أكثر بالأنشطة الإرشادية وتحسن في تحصيله الأكاديمي (مقابلة مع طالب في المرحلة الأساسية).

      الطالب (علي) من الصف التاسع، يجد في الأنشطة الإرشادية مساحة ومتسع لتفريغ طاقاته بشكل جيد، واشغال نفسه بما يفيده ويطور من شخصيته، تم إبلاغه بحرمانه ليوم واحد من المشاركة في احدى الأنشطة الإرشادية، كإجراء عقابي لتكراره سلوك خاطيء، وهو التلفظ بعبارات مسيئة لزملائه، انهمرت دموعه باكياً، واعتذر نادماً، طالباً الصفح عنه، واعداً بأن لا يكرر تصرفه السيء مرة أخرى، والسماح له بالمشاركة في النشاط المزمع عقده في ذلك اليوم (مقابلة مع طالب في المرحلة الأساسية). فالأنشطة الإرشادية تساعد في تهذيب سلوك الطالب، وتأكد على القيم والمثل المجتمعية، ولايكون ذلك إلا من خلال العمل على تطوير مهاراتهم وتعزيز القيم الإجتماعية لديهم، ولا بد من متابعة ذلك بشكل مستمر سواء كان الطلاب ضمن لجان طلابية مشكلة، أو أثناء تنفيذ الأنشطة الإرشادية أو الطلابية وبالتنسيق مع المعلمين.

      الطالب ( يوسف ) من الصف الثامن، لديه إعاقة أثرت على تكيفه النفسي والإجتماعي في المدرسة، مما أدى إلى تكرار المشاكل السلوكية مع زملائه، تم لقاءه ضمن جلسات ارشادية، وتم تقديم الدعم النفسي له، بالإضافة الى اشراكه ببعض الأنشطة الإرشادية المدرسية، لاحقاً لوحظ تغيير في سلوكه العنيف، إلى أن تراجع سلوكه العدواني تجاه زملائه الطلبة بشكل كبير، ويكاد يكون معدوم في الفترة الأخيرة خلال دراسته، وأصبح أكثر اتزاناً في تعاملاته، وتراه محاطاً بالأصدقاء، ويتفاعل معهم بإستمرار (مقابلة مع طالب في المرحلة الأساسية).

      لوحظ  تزايد في السلوك العدواني وعدم الإنضباط  لدى طلاب الصف الثالث، وأثناء العمل الميداني معهم، ومن خلال الزيارات الصفية بشكل متواصل، اشتكى عدد من الطلبة مراراً، من عدم انضمامهم الى فرقة الكشافة المدرسية، وأشاروا الى انضمام اثنين من زملائهم في الفرقة الكشفية، وفعلاً  كانوا يرتدون ملابس الكشافة حينها من غير زملائهم في الصف، وأوضحت مجموعة اخرى من الطلبة في الصف ذاته، أنهم لا يلعبون الكرة، وليس لهم حصة رياضة كباقي الصفوف (مقابلة مع مجموعة من طلاب المرحلة الأساسية).  تم نقل مشكلة الطلبة الى الإدارة المدرسية ومسؤول الكشافة آنذك، من أجل متابعتها وحل مشكلة الطلبة. ويذكرنا هذا الموقف ما قاله أحد المربين: كي يعطي التعليم  ثماره ويضفي على المتعلمين آثاره، لابد أن يكون مشمولاً بالسعادة، يراعي التدرج في توصيل المعارف ويضم الحكايات، والخيال، والموسيقى والرسم، وملاحظة الظواهر الطبيعية والإبداع، الذي ينمي فيهم التفكير والتعبير بالكلمات، ويوازي بين تنمية الروح والبدن، وإلا أصبح مقيت ولا يحقق أهدافه. فالرياضة أو اللعب يساعد على النمو الذهني ويطور من مداركهم، ويحثهم على الإكتشاف وحب الإستطلاع وخاصة الأطفال( سوخوملينسكي1983، 115-124).

     قد تكون مشكلة الطلبة السلوكية ناتجة عن حرمانهم من حصص الرياضة - ويعود ذلك  كما تبين لاحقاَ إلى نقص الكادر التعليمي في المدرسة والعدد الزائد للطلبة عن امكانيات المدرسة، ومع ذلك لا يجب إهمال حقهم بلعب الكرة، وكما تعلمون أن في الأنشطة الرياضية، أهمية كبيرة في تفريغ الطاقات، واستعراض المهارات الحركية والرياضية. كما أنهم شعروا بالتمييز بينهم لعدم مشاركتهم بالكشافة المدرسية على غرار زملائهم في المدرسة، من الصفوف الأخرى. وما زاد من سخطهم أن إثنين من زملائهم في الصف– هم من أبناء أحد المعلمين - يشاركون في فرقة الكشافة المدرسية . إذاً العدالة وعدم التمييز في المعاملة وانصاف الطلبة مهم جداً في تحسين سلوكهم .

    وهنا لا بد من الإشارة إلى دور المعلم المهم، والمؤثر في العملية التربوية، وفي تعليمه القيم الإجتماعية، والأخلاق، ومسؤوليته في تطبيق ذلك أمام طلابه، كونه القدوة لهم، ومحط أنظارهم في سلوكياته، وتصرفاته، وتعاملاته كافة (المدخلي 2018) .

فالمعلم العادل يحبه طلبته، ويكون لهم القدوة والمثال، ويبدون له الإحترام والتقدير ويصغون له بإهتمام، على العكس من المعلم الذي يميز بين الطالب المتفوق والضعيف أكاديمياً .

   بالإضافة الى ما تقدم لحل مشكلة الطلبة، تم عمل خطة تدخل إرشادية لطلاب الصف الثالث، تهدف الى الحد من السلوك العدواني، وعمل أنشطة تفريغ نفسي في غرفة الصف، وساحة المدرسة، وعقد اللقاءات الإرشادية الفردية والجماعية للطلاب، والتواصل مع الأهل. وكان لذلك أثر ملموس في تحسن سلوك بعض الطلبة .

      لكن يبقى عدد الطلبة المرتفع في الصف، والذي يتراوح ما بين (35- 40) طالب في الغرفة الصفية الواحدة، والتغيير المتكرر في الكادر التربوي آنذاك، والمسؤول عن تدريسهم، وضعف تواصل الأهل وتعاونهم مع أطراف العملية التربوية في المدرسة، وخاصة المرشد التربوي، كان له تأثير واضح على سلوك الطلبة بشكل سلبي .

      في مقابلة مع عدد من الآباء والأمهات، وأثناء نقاش وضع أبنائهم السلوكي والدراسي، أشارت أحدى الأمهات إلى تراجع مشاركة الأب، وضعف تعاونه في العملية التربوية داخل الأسرة. ولاقى هذا الطرح تأييد من البعض الآخر من الأمهات أيضاً، وبررن ذلك إلى إنشغال الأب لأكثر من اثنى عشر ساعة في العمل خارج البيت (مقابلة مع مجموعة من أهالي طلبة المرحلة الأساسية)، وهذا ما أكده بعض الآباء في مقابلة معهم(مقابلة مع مجموعة من أهالي طلبة المرحلة الأساسية)، واعتذارهم عن عدم قدرتهم للقدوم إلى المدرسة بشكل منتظم، وانشغالهم الدائم في العمل طول اليوم. وأوضح عدد منهم أنهم يبيتون في مكان عملهم بالداخل المحتل، أو ما يعرف الممناطق المحتلة عام 1948، وهذا له علاقة بطبيعة العمل ومستوى الدخل لشعبنا في فلسطين.  وفي المقابلة ذاتها: علق عدد من الأهالي على الإجراءات التأديبية وبالتحديد العقاب البدني العفوي والغير مدروس المتخذ من بعض المربيين، لما له أثر واضحا على تراجع ابنهم الأكاديمي، واهتمامه بالتعلم، وتدني حماسه للذهاب إلى المدرسة وخوفه من العقاب البدني أو اللفظي، وقد يؤدي به إلى ترك المدرسة (مقابلة مع مجموعة من أهالي طلبة المرحلة الأساسية). وفيما يلي مثالين لتوضيح ذلك: وصف المربي للطالب أمام زملائه بالقول : "الصف مش سالم منو، مشكلجي، مخرب الصف، بالمرّه لا برسل ولابستقبل" ومثال آخر: شكوى إحدى الأمهات من عدم رغبة ابنها في الذهاب إلى المدرسة وخوفه الشديد، بسبب التهديد المتكرر لإبنها من قبل معلمته، وإرساله إلى الصف الأصغر من صفه، أو حرمانه من الحصة الدراسية (مقابلة مع إحدى امهات طلبة المرحلة الأساسية). كل ذلك من شأنه أن يضعف حماس الطالب ورغبته في الذهاب الى المدرسة واستمراره في التعلم. وفي مقابلة سابقة مع إحدى الأمهات أشارت إلى تأثر إبنها وتراجع استقراره النفسي، حيث لاحظ الأهل خوفه من الذهاب إلى المدرسة، وفيما بعد تبين بسبب الصراخ العالي من قبل أحد المربيين (مقابلة مع إحدى امهات طلبة المرحلة الأساسية).  في المقابل أضاف بعض الأهالي (مقابلة مع مجموعة من أهالي طلبة المرحلة الأساسية) أن الإنضباط المدرسي، يؤثر إيجاباً على سلوك الطالب وفي تحسن وضعه الدراسي. فالتغاضي أو التهاون في السلوكيات المسيئة التي يرتكبها أحد الطلبة ويقوم بتكرارها تجاه زملائه أو المدرسة، كالعنف اللفظي والجسدي، دون محاسبة الطالب المسيئ، والعمل على تقويم سلوكه، بما يقتضي القانون والنظام المدرسي، للوصول إلى بيئة مدرسية آمنة، تضمن الحماية لحقوق الطلبة جميعهم. وهذا يتفق مع ما جاء في لوائح وأهداف نظام الإنضباط المدرسي في المدارس الحكومية والخاصة الفلسطينية لوزارة التربية والتعليم العالي (وزارة التربية والتعليم العالي). فالتغاضي عن بعض السلوكيات المسيئة التي يكررها طالب ما، وممارسة سلوكيات مسيئة تضر باللآخرين وتمس حقوقهم أو تخل بالنظام المدرسي دون محاسبة:  كإثارة الفوضى، والإعتداء الجسدي واللفظي على طلبة الصف، أو التنمر على أحدهم، عدم احترام المعلمين، التلفظ بألفاظ نابية، الخروج من الحصة أو المدرسة بدون إذن، اللامبالاة بالنظام المدرسي ، تخريب ممتلكات المدرسة، كل ذلك من شأنه أن يتأثر به زملائه في الصف أو المدرسة .

      إضافة الى ما سبق إن الشدة والعقاب القاسي للطالب يؤدي به الى الخمول وعدم الرغبة بالتعلم، كما أنه يضعف شخصيته ويدفعه إلى الكذب، فالعقاب يجب أن يكون آخر الوسائل للعلاج ويجب على المربي أن يستخدمه بحكمة وبعناية وكذلك الثواب، لما لهما من أثر على نفس الطالب وعلى دافعيته نحو التعلم. ( سوخوملينسكي1983، 180)

     وخلال العمل الإرشادي في الميدان، تم رصد حالات من الطلبة تعرضت للتنمر بشكل متكرر من قبل زملائهم،  أدى ذلك إلى عدم إرتياحهم النفسي وتكيفهم في الصف والمدرسة، وكان ذلك واضحاً من شكواهم المتكرر من بعض زملائهم وعدم تفاعلهم الطبيعي مع البقية في الصف، وشكوى آبائهم من خوفهم للذهاب الى المدرسة وتراجعهم الأكاديمي، كل ذلك سببه تعرضهم لعنف زملائهم. فالنظام المدرسي الفاعل يقوي شخصية الطلبة، ويطور من مواهبهم ومهاراتهم وقدراتهم، وينمي لديهم روح التعاون، والإنتماء، والإحترام، والمسؤولية، والتعبير، والمشاركة. لأن حقوقهم مصونة ومحمية بموجب القانون المدرسي ولا يسمح لأحد المس بها، كما أشارت إلى ذلك الكاتبة في مقالها (الحطاب 2014)

    عطفاً على ما ذكر من أمثلة وخلال العمل الإرشادي في المدرسية، لدينا من الأمثلة وقصص النجاح في اشراك الطلبة بالأنشطة المدرسية، ولكن لا يكفي اشراك الطلبة في الأنشطة المدرسية من قبل المربي، والتي هدفها تعزيز القيم والمثل الإنسانية بمعزل عن متابعة وملاحظة سلوك الطلاب، والعمل على تهذيبها، وضبطتها بما تقتضي العملية التربوية .

     اضافة إلى ما سبق إن العملية التربوية والإرشادية على وجه الخصوص يستوجب فيها إلتزام الأهل في متابعة أبنائهم وبناتهم، والتعاون مع الكادر التربوي، فكثير من المشاكل والصعوبات التي تواجه الطلاب لا يمكن حلها أو التخفيف من آثارها إلا من خلال الأهل، وتعاون أطراف العملية التربوية ككل، دون تقاعس أو غياب طرف آخر كما في الشكل رقم (3) أدناه للباحثة، في مقال لها عبر مدونتها الشخصية (أبو حسنة 2020) .

الشكل رقم (3)

آراء بعض المعلمين حول البيئة المدرسية :

     يعتمد نماء البيئة المدرسية على عوامل مرتبطة ومكملة لبعضها، كما أشار بعض المعلمين: منها ما يتعلق بالدعم المجتمعي لهذه المؤسسة التعليمية والتربوية، سواء كان مادياً من خلال توفير الأدوات والإمكانيات التعليمية المساعدة والضرورية، أو معنوياً- وهذا الأهم، ويكون بتقدير دور المربي والسمو بمكانته ( مقابلة مع إحدى معلمي اللغة العربية لطلبة المرحلة الأساسية).

     خصوصية التعليم في فلسطين وتحكم الإحتلال في مختلف جوانب الحياة، والتضييق على الشعب الفلسطيني في تعليم ابنائه، والتدخل في المناهج الدراسية ومضمونها، يدفعنا للإستفادة من التجارب المختلفة لدول العالم بما يتلائم والحالة الفلسطينية، دون اقتباس أو مطابقة في النهج والطريقة (مقابلة مع إحدى معلمي طلبة المرحلة الأساسية) .

       تراجع اهتمام الأهل بتعليم أبنائهم وتحديداً الذكور، ونرى ذلك من خلال ضعف تعاون الأهل وتواصلهم مع المدرسة والهيئة التدريسية، وتراجع إحترام الطالب للمعلم وتقدير دوره كمربي ومعلم، وتقارن العلاقة ما بين الحاضر والماضي، حيث المكانة والتقدير للمعلم آنذاك، كما أن ضعف استعداد الطلبة واهتمامهم للتعلم في الصف، يؤشر على انخفاض الدعم والتشجيع من قبل الأهل لأبنائهم (مقابلة مع إحدى معلمات طلبة المرحلة الأساسية).

        ومن العوامل المؤثرة سلباً في البيئة المدرسية، عدد الطلبة الذي يفوق قدرة المؤسسة التعليمية وإمكانياتها- الإكتظاظ المدرسي للطلبة، مما يشكل ضغط على مرافق المدرسة ويقلل من فرصة الطالب للتعلم، فالطالب الذي يكون في غرفة صفية تتكون من (25طالب ) تكون حصته من التعلم أكبر وفرصته في المشاركة أفضل، أما الطالب الذي يكون من بين 35 طالب في الغرفة الصفية تكون حصته من التعلم أقل وفرصته في المشاركة متدنية، وهنا لا بد من الأخذ بعين الإعتبار عدد الطلبة مقارنة بإمكانيات وقدرة المدرسة الإستيعابية، وبالتالي تكون الجهود والأعباء كبيرة على المعلم، والتخفيف منها يكون: بتوظيف كوادر تعليمية كافية، وانصاف المعلم من ناحية دخله المادي، وتدريبه ومتابعته بالدعم والتوجيه المبني على التقدير، وتقييمه العادل والواضح من قبل المشرفيين والإداريين (مقابلة مع إحدى معلمي طلبة المرحلة الأساسية)  .

التحديات :

1.     لم نكتفي بالعينة العشوائية التي تم اختيارها في اليوم الأول، لذلك تم مضاعفة حجم العينة لتمثل نسبة أعلى من الطلاب، وتم جمع آراء عشرة طلاب آخرين في اليوم الثاني .

2.     الدراسة قصيرة مقارنة بموضوعها المعالج، لكنها تعطي مؤشر لتصحيح المسار التعليمي والتربوي، والإستفادة من الملاحظات والآراء المستمدة من الميدان من أجل التطوير والبناء عليها .

تأثير وباء كورونا أو ما يعرف ب (Covied19) على البيئة المدرسية :

       خلال العمل على هذه الدراسة كان لوباء كورونا أو ما يعرف ب (Covied19) عظيم التأثير على كافة الجوانب الحياتية في العالم ومنها التعليم، وفي فلسطين كان تأثيره أكبر، كونها تعاني من نقص في الإمكانيات والموارد أصلاً، واللازمة لمواجهة الوباء .

       تم تقسيم طلبة المدرسة للدوام على مجموعتين، وهذا ما حصل في مدارس أخرى، حيث يكون الدوام ليومين أو ثلاثة أيام في الإسبوع وذلك للتخفيف من الإكتظاظ المدرسي، ولضمان التباعد بين طلبة المدرسة وفق الإجراءات الصحية المتخذة والمنصوص عليها في البروتوكول الصحي في داخل المدارس، حسب ما نشرته وكالة وفا للأنباء نقلاً ( وزارتي: التربية والتعليم، والصحة2020 ) (ارتداء القناع، التعقيم المستمر، التباعد بين الطلبة ) أصبحت قيوداً إضافية على المتعلم، مما انعكس على نفسية الطالب لخوفه من الإصابة بالمرض بسبب العدوى. وما لاحظناه أيضاً تأثر مشاركة الطلبة إيجاباً، وزيادة تفاعلهم داخل غرفة الصف عند تقسيمهم إلى مجموعتين تضم كل واحدة منها ما بين 15-20 طالب، أما على المستوى العام للمدرسة تراجعت ظاهرة العنف في صفوف الطلبة إلى حد كبير نتيجة تخفيض نسبة عدد الطلبة في الصف والمدرسة .

توقف بعض الأنشطة والفعاليات المدرسية التي يكون فيها تجمهر واحتكاك بين الطلبة، كالأنشطة الإجتماعية ومنها :الزيارات والرحلات، والأنشطة الرياضية، والأنشطة الثقافية: كالزيارات التبادلية والمسابقات. غياب بعض أعضاء الكادر التعليمي بسبب الإصابة بالفيروس أو مخالطة شخص مصاب. تعطيل المدارس للحد من انتشار الوباء في صفوف الطلبة والكادر التعليمي. وكان التعليم عن بعد وسيلة ضرورية لإستمرار التعليم، وبديلاً عن التعليم الوجاهي في المدرسة، وبالرغم من التحديات الكثيرة التي التعليم، وهي خارج نطاق بحثنا الآن، حيث من الممكن ان نتناولها لاحقاً في بحث آخر.

       كان لإنقطاع الطلبة عن الدوام المدرسي تأثير واضح في إلتزامهم، وحضورهم للمدرسة في الأيام الأولى للدوام الوجاهي، وشجع عدم إنتظام الدوام المدرسي؛ إلى عدم متابعة الدراسة والتغيب المتكرر لبعضهم، و أحياناً إلى التسرب من المدرسة.

    كان لتقسيم الطلبة إلى مجموعتين، بسبب عددهم الكبير، على أيام دراسية مختلفة لكل مجموعة من الطلبة، إلى تراجع المشاكل السلوكية بين الطلبة .

نتائج وتوصيات عامة :

أ . النتائج المستخلصة من إجابة الطلبة على أسئلة الإستبيان :

1.     زيادة حجم العينة الممثلة للطلاب، ساعدت في اثراء الموضوع بآراء متنوعة وكانت النتائج غنية أكثر بالمعلومات .

2.     التفاعل مع البيئة المدرسية والإستفادة من مقوماتها المادية والمعنوية، والأنشطة المتنوعة والغير محصورة في المدرسة أكثر قدرة على اكتساب مهارات واكتشاف ميول الطلبة، وتسهم الى حد كبير في بناء شخصيتهم المستقبلية واندماجهم النفسي والإجتماعي، وتأثيرها كبير في تدعيم القيم. وفي تنمية مواهبهم وقدراتهم، وتوسيع مدارك الطلبة وتفكيرهم الإبداعي، بناءاً على اجابات أكثرية الطلبة في الإستبيانات .

3.     تعميم الدراسة على المعلمين في المدرسة وفي مدارس أخرى، من أجل التطوير عليها والاستفادة منها في العملية التربوية والتعليمية

4.     توفر متطلبات البيئة المدرسية، يزيد من رغبة الطلبة وحماسهم للتعلم وينمي فيهم روح المسؤولية.

ب. النتائج المستخلصة من التجارب الميدانية والمقابلات :

1. تواصل الأهل والتعاون الحقيقي مع المدرسة، بصفتهم شركاء استراتيجيين في العملية التربوية والتعليمية، يحسن إلى حد كبير في البيئة المدرسية، ويساهم في تبديد المشاكل والمعيقات التي تواجه الأبناء .

2. المقابلات والملاحظات الميدانية؛ تعطي مؤشرات قوية وأكثر دقة لإحتياجات الطلبة المدرسية، من أجل متابعتها والعمل على تلبيتها .

3.  تعاون أطراف العملية التربوية كافة، مع المرشد التربوي، والإيمان بدوره وأهميته المحوري والمهم، كونه حلقة الوصل ما بين أطراف العملية التربوية، وملامسته هموم الطلبة واحتياجاتهم .

4. تأثر الطلبة بالبيئة المدرسية سلباً أو إيجاباَ من خلال مقابلة ذويهم، أو ملاحظتهم في الميدان .

5. كون مدينة بيتونيا تكثر فيها المحال التجارية والمشاغل الحرفية والورش والمتاجر والمصانع الخفيفة، يشجع ذلك على عمل الأبناء مع ذويهم في تجارتهم، وتوجه بعض الأبناء للعمل من أجل مساعدة الأسرة، لزيادة الدخل أو من أجل كسب المال وانفاقه على الحاجات الشخصية. ولا بد من الإشارة إلى أهمية متابعة الأهل لعمل أبنائهم وفق القانون المسموح به، كون عمل الأبناء –كما لوحظ، يؤثر سلباً على سلوكهم وتحصيلهم الأكاديمي، وفي إنسجامهم مع البيئة المدرسية وأنظمتها .

الخلاصة :

        إذا أردنا أن نصنع بيئة مدرسية مثيرة ومحفزة للطالب كما نطمح، علينا أن نوفر الشروط والعوامل اللازمة لتحقيق ذلك الهدف، ومن هذه الشروط :

أولاً: توفير كادر تعليمي مدرب ومؤهل ويتمتع بكافة الحقوق المادية والمعنوية، ومتفرغ للعمل الأكاديمي، يضع طاقاته وامكاناته في سبيل الإبداع، ويجاري التطور في طرائق التدريس، ويدفع الطلبة إلى التفكير والتأمل بدلاً من ملئه بالحقائق والمعلومات فالمعلم الجيد هو من لا يقدم الحقيقة للطلبة، بل يقوم بتعليمهم كيفية العثور عليها، كما يقول ديستيرفيج (سهل 2014) .

ثانياً: الحد من الإكتظاظ المدرسي، يزيد من فرصة الطالب في المشاركة والتفاعل وإكتساب الخبرات والمهارات المختلفة .

ثالثا: توفير نظام اداري تشاركي حقيقي، منفتح على الجهاز التعليمي، يطور على العملية التربوية والتعليمية يعتمد في قراراته على دراسات علمية، ونقاشات مستمرة مع الكادر التعليمي والتربوي .

رابعاً: توظيف كوادر تعليمية وتربوية تتناسب واعداد الطلبة، تزيد من فرصة تلقي الطالب للخدمات التعليمية والتربوية والإرشادية بشكل أكبر .

خامساً:  تقديم الدعم والإهتمام للأسرة من قبل الدولة، والتعاون مابين المؤسسات المختصة بالأسرة، في الجوانب الإقتصادية، الصحية، والتوعوية والإرشادية، وغير ذلك من الخدمات اللازمة لتنشئة الأطفال ورعايتهم . فالأسرة المكان الأول للتعلم والتربية، وفيه يكتسب الأطفال من آبائهم وأمهاتهم سلوكياتهم وأخلاقهم. ويؤكد الدارسين على أهمية الأسرة في تحفيز قدرات الطفل وتشجيعه على التعلم قبل بلوغ سن السادسة ( تشامبان ، و كامبل 2008، 137). وضرورة التثقيف التربوي للآباء والأمهات وتعريفهم بالتطور الجسماني، والنفسي، والذهني، والجمالي، والمعنوي للطفل. وكيفية رعايته، خاصة في السنوات الستة الأولى من عمره، لما لهذه المرحلة من قدر عال في الحساسية والأهمية وفي تكوين شخصية الطفل مستقبلاً ( سوخوملينسكي1983، 155-171)

سادساً: خلق تعاون وشراكة حقيقية متكاملة بين المدرسة ومؤسسات المجتمع والأسرة، تبنى على الدعم المتبادل وفهم دور كل منها، دون تداخل في الأدوار، وخاصة فيما يتعلق بتعميق القيم والأخلاق المجتمعية .   

سابعاً: توفير موارد واحتياجات مادية ولوجستية، مثال : زيادة عدد المدارس ،توسيع الساحات وتوفير أماكن التدريب، والمكتبات والملاعب، والمسارح وغيرها، تدفع الطلبة للإبداع وتكشف عن ميولهم، وتطور من قدراتهم ومهاراتهم .

ثامناً: توفير بيئة مدرسية آمنه للطلبة، وتطبيق الأنظمة والقوانين المدرسية، لتصان فيها حقوق الطلبة، وتضمن مشاركتهم، ويتحملون مسؤولياتهم تجاه مدرستهم .


الأعمال المستقبلة :

 1.  إعداد دراسة تتناول مكونات البيئة المدرسة بشمولية أكثر، تتناول العوامل المؤثرة بموضوع البحث : دور المرشد المدرسي الداعم للطلبة، ومساهمته في إزالة العقبات من أمامهم (كالعنف المدرسي، والتنمر)، نظام الإنضباط المدرسي ودور الإدارة المدرسية في تفعيله، المنهاج المدرسي، اسلوب التدريس، الإكتظاظ المدرسي، الأسرة ودورها التربوي، الوضع السياسي والإقتصادي وتأثيره على التحصيل الأكاديمي.

2. نماذج وقصص نجاح في البيئة المدرسية، كانت محفزة للطلبة ومشجعة لهم على التغيير نحو الأفضل، سواء كان ذلك من الناحية السلوكية أو التعليمية، وتوفر الفضاء اللازم لهم في تفريغ الطاقات وفي تنمية مهاراتهم، وقدراتهم، ومواهبهم .

3. مدى تأثر التعليم في المدارس خلال وبعد انتشار وباء كورونا أو ما يعرف ب (Covied19)

4. واقع التعليم تحت الإحتلال .

 

خاتمة :

     يرى الدارسين والمربين، أهمية اشراك الطفل منذ الصغر في الأنشطة المختلفة، وأهمية البحث عن وسائل وفعاليات تشغل الأبناء وتملأ أوقات فراغهم، بما يفيدهم، ويساعدهم في تطوير مهاراتهم وقدراتهم، وبما يشبع فضولهم للمعرفة والتعلم ويثمر طاقاتهم ( تشامبان ، و كامبل 2008، 68-69).

      لما سبق ذكره من تأثير واضح في ضبط سلوك الطلبة وفي اتزانهم الشخصي، سواء كانت الأنشطة في المنزل أو المدرسة، وهنا نتحدث عن طفل او مجموعة أطفال، فماذا لو كنا نتحدث عن اكثر من 600 طالب في مدرسة، علماً بأن قدرتها الإستيعابية بحدود 350 طالب فقط ! 

      ليس بالضرورة ان تكون البيئة المدرسية الداعمة المشجعة على الإبداع للطلبة، مبنية على الطراز الحديث أو تمتلك خطط إدارية وتعليمية متعددة ،إنما يلزم أيضاً، توفر عوامل مترابطة مع بعضها البعض، واهمها إتاحة المدرسة المساحة الكافية للتفكير وإبداع الطلبة، وانسجام الثقافة العامة للمجتمع، مع ما تقدمه المدرسة من قيم ومفاهيم .


المراجع :

-       ابو حسنة، نعيمة. 2020، أطراف العملية الإرشادية  Parties to the indicative process ، مقال منشور على موقع:  https://portal.arid.my/ar-LY/Posts/Details/85a19cbf-ed32-4155-a395-2adb38828193?fbclid=IwAR2vEZRfNd6q1Nem2tzmIgyNjXd5gV0HDW8WWECasLY-bxQqKWHLhXZICRA  ، (تاريخ الدخول 24 آذار 2021)

-       إحدى امهات طلبة المرحلة الأساسية، مقابلة مع الباحث، بيتونيا، أيلول2019،11

-       إحدى امهات طلبة المرحلة الأساسية، مقابلة مع الباحث، بيتونيا، شباط2020،3

-       إحدى معلمات طلبة المرحلة الأساسية، مقابلة مع الباحث، بيتونيا، تشرين أول2021،18

-       إحدى معلمي اللغة العربية لطلبة المرحلة الأساسية، مقابلة مع الباحث، بيتونيا، شباط2021،15

-       إحدى معلمي طلبة المرحلة الأساسية، مقابلة مع الباحث، بيتونيا، تشرين أول2021،20

-       إحدى معلمي طلبة المرحلة الأساسية، مقابلة مع الباحث، بيتونيا، شباط2021،14

-       تشامبان، جاري و روس كامبل. 2014. لغات الحب الخمس التي يستخدمها الأطفال . مترجمة مكتبة جرير ، الطبعة الأولى .

-       حبايب ،علي و الخليلي، فاخر. 2008. واقع البيئة المدرسية في محافظة نابلس من وجهة نظر المعلمين. مجلة جامعة بيت لحم ،العدد 27  ، الرابط:  https://www.jstor.org/stable/26448693?seq=1#metadata_info_tab_contents (تاريخ الدخول شباط12، 2022)

-       الحطاب، أمينة منصور2014 . ، الإنضباط المدرسي يعزز السلوك الإجتماعي السليم ، صحيفة الرأي ، مقال منشور على موقع:  http://alrai.com/article/668201.html ،  (تاريخ الدخول 7 أيار 2020)

-       حويدش ، فطيمة الزهراء . 2017-2018 . البيئة المدرسية وعلاقتها بالعنف لدى تلاميذ التعليم المتوسط – دراسة ميدانية بمتوسطة الصديق محمد بن يحيى . رسالة ماجستير، جامعة محمد بوضياف .

الرابط:  http://dspace.univ-msila.dz:8080/xmlui/bitstream/handle/123456789/8016/%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9%20%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d8%b1%d9%8a%d8%a9%20%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%85%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b7%d9%8a%d8%a9%20%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%a9.pdf?sequence=1&isAllowed=y

-       سليم، محمد. 2002. نمط البيئة المدرسية اللازمة لتوفير شروط التربية الإبداعية- دراسة ميدانية. المجلة التربوية ،العدد17( يناير)، الرابط :   https://edusohag.journals.ekb.eg/article_130280_8dea05385a5b535a535bf33c0ab5a66c.pdf (تاريخ الدخول شباط9، 2022)

-       سهل، ليلى.2014، واقع العملية التعليمية بين مطرقة القديم وسندان المعاصرة، مجلة المخبر، جامعة بسكرة ،الجزائر. العدد العاشر ، الرابط: http://lab.univ-biskra.dz/lla/images/pdf/revue10/04.pdf  (تاريخ الدخول 4 آب 2020)

-       سوخوملينسكي، عمارة ، ترجمة. 1983. للأطفال قلبي ، دار التقدم . 

-       طالب في المرحلة الأساسية، مقابلة مع الباحث، بيتونيا، آذار20، 2019

-       طالب في المرحلة الأساسية، مقابلة مع الباحث، بيتونيا، تشرين أول2019،20

-       طالب في المرحلة الأساسية، مقابلة مع الباحث، بيتونيا، تشرين ثاني2019،3

-       طالب في المرحلة الأساسية، مقابلة مع الباحث، بيتونيا، تشرين ثاني2019،5

-       عثمان ، السعيد محمود السعيد .2014. الأنشطة الطلابية ودورها في العملية التربوية،، مقال منشور على موقع : http://www.tarbyatona.net/include/plugins/article/article.php?action=s&id=279 ، (تاريخ الدخول تموز2020،13 )

-       العقون ، صالح . 2016- 2017 . البيئة المدرسية وعلاقتها بالعنف المدرسي عند تلاميذ المرحلة الثانوية – دراسة ميدانية ببعض ثانويات دائرتي تقرت وحاسي مسعود بولاية ورقلة . أطروحة دكتوراه ، جامعة محمد خيضر بسكرة .

الرابط: http://thesis.univ-biskra.dz/2938/1/Th%C3%A8se_97_2017.pdf

-       قبيسي ، رولا. 26آذار 2017. تأثير البيئة المدرسية على شخصية الطالب وأدائه الأكاديمي . مجلة الشرق ، https://al-sharq.com/article/26/03/2017/%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D9%88%D8%A3%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%8A   (تاريخ الدخول تشرين ثاني 20 ، 2020)

-       مجموعة من أهالي طلبة المرحلة الأساسية، مقابلة مع الباحث، بيتونيا، شباط2020،20

-       مجموعة من طلاب المرحلة الأساسية، مقابلة مع الباحث، بيتونيا، شباط2019،7

-       المدخلي، محمد عمر. 2018، إسـهامات معلـم المرحلـة المتوسـطة فـي تنميـة القيـم لطلابه والمعوقــات التــي تواجهــه ومقترحــات علاجهــا. مجلة جامعة أم القرى للعلوم التربوية والنفسية، المجلد التاسع ، العدد الأول، الرابط:https://drive.uqu.edu.sa/_/jep/files/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%20(9)%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF%20(1)%20%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%A71439%D9%87%D9%80/jep-9-1-4.pdf  ، (تاريخ الدخول3 آب2020 )

-       معلولي ، ريمون. 2010. جودة البيئة المادية للمدرسة وعلاقتها بالأنشطة البيئية (دراسة مسحية – ميدانية في مدارس التعليم الأساسي- مدينة دمشق ) . مجلة جامعة دمشق، المجلد 26 ، العدد (1+2) ، الرابط : http://www.damascusuniversity.edu.sy/mag/edu/images/stories/97-136.pdf 

(تاريخ الدخول شباط20، 2022).

-       موقع بلدية بيتونيا 2019. التطور العمراني في المدينة. الرابط : https://beitunia.ps/index.php/ar/2019-09-04-05-40-23/2019-07-31-21-46-35/item/13-2019-08-08-07-09-49  ، (تاريخ الدخول نيسان30، 2020)

-       موقع بلدية بيتونيا 2019. جدار الفصل العنصري. الرابط :  https://beitunia.ps/index.php/ar/2019-09-04- 05-40-23/2019-07-31-21-46-35/item/8-2019-08-08-06-40-21  ، (تاريخ الدخول نيسان30، 2020)

-       وزارة التربية والتعليم العالي. الإنضباط المدرسي: اللوائح ، منشور على موقع : https://www.mohe.ps/home/%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B6%D8%A8%D8%A7%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%AD/#%D8%A2%D9%84%D9%8A%D8%A9 ، (تاريخ الدخول 6 أيار 2020)

-       وزارة التربية والتعليم، وزارة الصحة. 2020 . البروتوكول الصحي لعودة الطلبة للمدارس في ظل "كورونا" . وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية – وفا، منشور على موقع : https://www.wafa.ps/Pages/Details/8573  ، ( تاريخ الدخول 24 آذار 2021)


ملحق:

استبيان لمعرفة أثر البيئة المدرسية على الجانب النفسي والإجتماعي لدى طلبة المرحلة الأساسية

التاريخ :

     عزيزي الطالب هذا الاستبيان يهدف إلى معرفة أثر البيئة المدرسية كالحديقة ، غرفة المصادر ، المسرح ، الملعب ، الأدوات والتجهيزات العلمية، مختبرات العلوم ، الحاسوب، المكتبة  ، أساليب التدريس ، وغيرها من البرامج والأدوات أو الموارد العلمية والتربوية في تطوير وتحسين مستوى التفاعل والمشاركة  ومدى الاندماج في البيئة المدرسية وأثر ذالك في تحسين السلوك والمهارات لدى الطلبة  .

نشكر تعاونك معنا في خدمة أغراض البحث .

مكان السكن أو المنطقة :                       الصف :                                         العمر  :     

1)     ضع دائرة حول الرقم الذي يدل على المصطلح الذي تعبر عنه :

1-   أوافق بشدة   2-  أوافق   3-  أحياناً   4- لا أوافق

1

البيئة المدرسية أضافت لي الكثير من المعرفة والإطلاع بعيداً عن التلقين .

1

2

3

4

2

إذا شاركت بأي نشاط من الأنشطة المدرسية .

1

2

3

4

3

غالباً ما يستخدم المعلمون وسائل تربوية وعلمية مبتكرة في توصيل المعرفة للطلاب.

1

2

3

4

4

يشجع المعلمون الطلبة للاستفادة علمياً من موارد المدرسة كما أنهم يستخدمون هذه المرافق في الحصص المدرسية .

1

2

3

4

5

البيئة المدرسة وما تشمله من تجهيزات وأدوات وأساليب التدريس المتبعة تؤثر بشكل ملحوظ على تحسن في تحصيلك الأكاديمي.

1

2

3

4

6

ساهمت البيئة المدرسية في اكتشاف أو تطوير مهارات و قدرات في شخصيتي.

1

2

3

4

7

شجعتني البيئة المدرسية على التفاعل والمشاركة والاندماج مع الزملاء في الحصص وأوقات الفراغ .

 

1

2

3

4

8

ساهمت البيئة المدرسية في تطوير قيم و مبادئ لدي مما انعكست على سلوكي الشخصي.

1

2

3

4

2)     أسئلة مفتوحة :

         -  ما هي المهارات التي اكتسبتها في المدرسة وكيف ساعدت البيئة المدرسية على تطويرها؟

-       كيف ترى مساهمة البيئة المدرسية في تطوير قيم ومفاهيم ساعدت على التغيير في سلوكك؟

شكرا

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -