أخر الاخبار

علم اجتماع التنظيم pdf

علم اجتماع التنظيم pdf
نشأة علم اجتماع التنظيم 

علم اجمتاع التنظيم 

مدخل الى علم اجتماع التنظيم

علم اجتماع التنظيم هو علم حديث النشأة، ارتبط في نشأته ارتباط وثيقا بعلم الاجتماع الصناعي، الذي اقترن تشكله بتطور مفهوم الصناعة أو التصنيع Industrialization .

وقد اختلف الباحثون في تسميتهم لعم اجتماع التنظيم، فقد اطلق عليه بعض العلماء الأنجلو أمريكان مصطلح علم الاجتماع الصناعي Sociology Industrial على اعتبار أن موضوعه يقتصر على العمل الصناعي أي أنه يختص بدراسة المصنع كنسق اجتماعي، في حين ان العلماء الفرنسيين وابرزهم آلآن توران، ميشيل كروزيه، جورج فريدمان، بيير نافيل يفضلون استخدام مصطلح علم اجتماع العمل travail du Sociologie ،فهم لا يضيقون مجال اهتمامه على دراسة الظواهر الاجتماعية في الصناعة نما المجال يتسع ليشمل كل عمل يقوم به الفرد من نشاط ز ارعي أو صناعي أو تجاري، وهناك فحسب، وبعض العلماء يعتبرونه فرع من علم اجتماع التنظيم، في حين أن كل من ميلر وفورم يفضلان أن يطلقا  على هذا العلم اسم علم اجتماع تنظيم العمل.

ولقد شكلت الثورة الصناعية Revolution Industrial التي ظهرت مع أواخر القرن الثامن عشر والبدايات الأولى للقرن التاسع عشر، في أوروبا الغربية وتحديدا في بريطانيا، ثم انتشرت الى العديد من الدول الاوروبية، والولايات المتحدة الامريكية، نقطة تحول جذرية غيرت من ملامح الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، نتيجة ظهور المصنع، كمؤسسة جديدة تختلف وظيفتها في الحياة الاقتصادية مما كانت عليه المؤسسات الانتاجية في العصور الوسطى القديمة، حيث كانت توجد العديد من الورش الحرفية الصغيرة، والتي لم تكن قد وصلت بعد الى حجم المصنع الذي ادى الى تغير في شكل العالقات الاجتماعية والمهنية داخل الحياة العامة.

لقد استحدثت الثورة الصناعية تغيرات هيكلية ليس فقط على مستوى النشاط الاقتصادي والنمط الانتاجي، ولكن امتدت هذه التغيرات الى مجال الحياة الاجتماعية، وربما كان هذا البعد الاجتماعي هو المنطلق الأساسي لهذه الثورة.

 وهو ما تؤكده نظريات كل من كارل ماركس، وماكس فيبر، وتاوني في الاشارة الى الثورة الايديولوجية والاجتماعية التي سبقت الثورة الصناعية. فقد كان من الضروري أولا أن تستبدل القيم التقليدية المستمدة من المجتمعات الزراعية والحرفية التي كانت موجودة في اوروبا أواخر العصور الوسطى، كان لا بد أن تستبدل بقيم رشيدة.

 كذلك كان لا بد من توفر كثير من الشروط والظروف الموضوعية الاجتماعية والقانونية ( مثل الملكية الخاصة لوسائل الانتاج، وتحرير الأيدي العاملة، وتحلل نظام الطوائف القديم...) التي غيرت من تشكيلة البناء الطبقي الذي كان سائد في ظل المجتمع التقليدي، والذي كان يتكون من طبقتين رئيسيتين: وهما طبقة الأسياد أو اصحاب الأراضي الزراعية، وطبقة عبيد الأرض أو الأجراء، أو ما كان يطلق عليهم بالأقنان، وكان كثيرا ما يتملك االسياد الأرض والفالحين الذين يعملون بها.

نشأة علم اجتماع التنظيم

وتأسيسا على ما سبق يمكن القول أن نشأة علم الاجتماع الصناعي جاءت مواكبة لظهور مجتمع المصنع، وما افرزه من تغيرات تتعلق بالصناعة كظاهرة سوسيولوجية، وبكل ما احدثته من تغيرات في الحياة الاجتماعية، والاقتصادية. 

غير أن تطور هذا المجتمع الصناعي الحديث، وتعقد ظاهرة تقسيم العمل، وزيادة التخصص الوظيفي، واتساع نطاق النمو التنظيمي، وفاعلية الدور الذي يؤديه هذا التنظيم في الحياة الاجتماعية، للمستوى الذي جعل روبرت بريثيوس Presthus يطلق على المجتمع الحديث اسم المجتمع التنظيمي، الذي يشهد باستمرار حالة من التغير، والتطور، استدعى ضرورة وجود تخصص معرفي اكثر شمولية، لا يختص فقط بدراسة تنظيم المصنع، ولكنه يستقطب بالدراسة والاهتمام كل التنظيمات البيروقراطية مهما كانت طبيعتها، والتغيرات التي تحدث داخلها، وما قد يترتب عليها من مشكلات تنظيمية. 

لذلك فقد ظهرت الحاجة إلى ميدان جديد من ميادين الدراسة في علم الاجتماع لدراسة التنظيمات. وقد كان لكتاب أميتاى إنزيوني الذي أطلق علية "التنظيمات الحديثة " modern organization الفضل في إيقاظ الفكرة الداعية إلى ضرورة تخصيص فرع من فروع الدراسة في علم  الاجتماع لدراسة التنظيمات.

لقد اعتبر اوجست كونت تقسيم العمل مؤشر دلالي يوضح مستوى تعقد الحياة الاجتماعية بين افراد يلتزمون التخصص الوظيفي عندما تتعقد صور حياتهم، وهو ما يدفعهم الى ضرورة التضامن الاجتماعي وتوحيد الجهود فيما بينهم من اجل الوصول الى حالة من الاشباع، التوازن والاستقرار داخل المجتمع.
 وهو حسب اوجست كونت يتكون من ثلاثة عناصر، هي الفرد والعائلة والدولة، غير أن الفرد في حد ذاته لا يعتبر عنصر اجتماعي " لأن القوة الاجتماعية تستمد حقيقتها من تضامن الأفراد ومشاركتهم في العمل وتوزيع الوظائف فيما بينهم. ومعنى هذا أن الفردية الخالصة -على فرض وجودها- لا تمثل شيئا في الحياة الاجتماعية، ولذلك ينظر كونت الى الاسرة باعتبارها أول خلية في جسد التركيب  الجمعي" بها ومن خلالها يستمد الفرد الطابع الاجتماعي في شخصيته.

أما كارل ماركس وفي ضوء تفسيره المادي للتاريخ فيعتبر أن العمل هو نتاج الحياة الانسانية، وغايتها، وهو أيضا " عملية اجتماعية تنتج من التفاعل بين الناس ومن تعاون الأفراد بعضهم مع البعض الآخر، فالأفراد في المجتمع ينتجون وينشطون تحت محددات وأوضاع مادية تعتمد على ارادتهم" فليس شعور الأفراد هو الذي يحدد وجودهم، 

ولكن على العكس من ذلك، فإن وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد شعورهم، ما يعني أن المادة هي التي تحدد الوعي، وبأن البناء التحتي هو المؤثر في البناء الفكري الفوقي، فهو يؤكد الأساس الاقتصادي الذي يقوم عليه المجتمع في كل مرحلة من مراحل تطور ه،

 كما أن تقسيم الشكل الوجودي للمجتمع الرأسمالي الى طبقتين برجوازية وبروليتارية يقوم جانب مادي يتعلق بملكية وسائل الانتاج، التي تحدد مواقع الأفراد ومكانتهم الاجتماعية في بناء القوة داخل المجتمع، فإما ينتمون الى الطبقة المالكة المسيطرة أو الطبقة الخاضعة المحكومة والمسيطر عليها. 

وبالتالي فالبعد الاقتصادي هو المرتكز الأساس الذي يحدد شكل العلاقة التفاضلية بين الأطراف المتصارعة وغير المتكافئة.  وبالنسبة لهربرت سبنسر وانطلاقا من مقاربة المماثلة العضوية التي يقيمها بين المجتمع والكائن العضوي، فإنه يرى أن تقسيم العمل ظاهرة حيوية لضمان قدرة النسق على النمو والاستمرارية، فبتطور مراحل الحياة من البساطة والتجانس الى التعقيد ولا تجانس، وبحدوث ارتقاء للمجتمع وتعقد صور تطوره تزداد قدرة الأفراد على نحو التخصص والاستقلالية بحيث يتعذر على أي عضو في المجتمع أن يؤدي عمل الآخر، مما ينمي صور الاعتماد المتبادل، ومعه تتقوى ملامح التماسك والتضامن بما يحفظ تحقيق توازن النسق الكلي وتكيف اجزائه الفرعية.

علم اجتماع التنظيم والعمل pdf

♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -