كتاب المشكلات الإجتماعيه المعاصره |
ملخص كتاب المشكلات الإجتماعيه المعاصره pdf
من كتاب: المشكلات الإجتماعة المعاصره مداخل نظرية - تجارب عربية - اساليب المواجهة د.عصام قمر - د.سحر مبروك - د.عبير فيصل
يرى روبرت ميرتون: أن المشكلات الاجتماعيه هي التباين أو التناقض بين ماهو موجود في المجتمع وبين ماترغب مجموعه هامه من هذا المجتمع بصوره جديه أن يكون ويتأثرمدى هذا التناقض عن طريقين:
1-أما برفع المستويات التي تكونلها فاعليه وعموميه في المجتمع.
-2-أو بأستمرار أنحطاط الظروف الاجتماعيه التي تؤدي الى زياده حده هذا التناقض أو التباين.
كما يرى ميرتون
-ان المشكلات الاجتماعيه تصاحب التقدم الصناعي ويزداد الاحساس بها عند بعض مجموعات السكان عندما يقارنون الظروف التي
الفصـل الأول اسس دراسة المشكلات الإجتماعية
اولاً: العوامل في تفسير المشكلات الاجتماعيه وتقرير أسبابها وطرق علاجها
ملخص المشكلات الإجتماعيه المعاصره
حلول المشكلات المجتمعيه متشعبة ولا يسهل حسم نتائجها وخاصة عند الشروع في تنفيذها.2-
3-المشكلات المجتمعيه وثيقة الصلة بالتغير الاجتماعي ,فقد يكون التغير باعثا على خلق هذه المشكلات,كما أن تدابير علاج بعض المشكلات المجتمعيه قد ينتج عنها أحداث تغيرات في جوانب من المجتمع
4-تؤثر المشكلات المجتمعيه على فئات وعناصر مختلفة في المجتمع بدرجات متفاوتة وبعض هذه المشكلات عند تناولها بالحل والعلاج يتسع نطاقها من حيزها المجتمعي المحدود الى المجتمع الكبير بأسره كمشكله تلوث البيئة.
5-المشكلات المجتمعيه قد تنشأ بسبب أساليب الضبط الاجتماعي ومنها القانون التي قد يكون لها نتائج مجتمعيه تعمل على إستمرار تفاقم المشكلات أو خلقها
6-الافراد بمجهوداتهم الخاصة في المجتمع الحديث لا يستطيعون حماية أنفسهم من مؤثرات ونتائج المشكلات الاجتماعيه,بل يجدون أنهم داخل المشكله ويتطلعون الى تدابير على المستويات العليا في المجتمع تنتشلهم من أثارها
- تعد المشكلات الانحرافيه السلوكيه غير المرغوب فيها مجتمعيآ وبيئيآ في مقدمه المشكلات في المجتمع الحديث,لأنها تبتعد عن السلوك السوي المتفق عليه..
لكي نحكم على المشكله الاجتماعيه أنها مشكله بالفعل ينبغي أن يتوافر لها شرطان:
1- ضرورة وجود ظرف موضوعي:جريمه او فقر او توتر عرقي بالحجم والمقدار الذي يمكن ملاحظته وقياسه بمعرفه
ملاحظين إجتماعيين.
2-ينبغي أن يكون هناك تعريف ذاتي من خلال بعض أعضاء المجتمع بإن هذا الظرف الموضوعي يعد بمثابة مشكلة وهنا قد تلعب القيم دورها لأنه عندما يفهم بإن القيم مهدده لوجود هذا الظرف الموضوعي فإن هذا الظرف الموضوعي يصبح مشكله اجتماعية.
- مفهوم المشكلات الاجتماعيه
المشكله في اللغه: من أشكل أي ألتبس, والمشكل هو الملتبس, وهو عند الاصوليين مالا يفهم حتى يدل عليه دليل من غيره- ان المشكله الاجتماعيه هي موقف يتطلب معالجه اصلاحيه وينجم عن احوال المجتمع والبيئه الاجتماعيه لمواجهته وتحسينه.
- يرى مارشال:
ان المشكله الاجتماعيه هي أنحراف في سلوك الافراد عن المعايير التي تعارف عليها المجتمع للسلوك المرغوب فيه.
- يرى روبرت ميرتون:
أن المشكلات الاجتماعيه هي التباين أو التناقض بين ماهو موجود في المجتمع وبين ماترغب مجموعه هامه من هذا المجتمع بصوره جديه أن يكون ويتأثرمدى هذا التناقض عن طريقين:
1-أما برفع المستويات التي تكونلها فاعليه وعموميه في المجتمع.
-2-أو بأستمرار أنحطاط الظروف الاجتماعيه التي تؤدي الى زياده حده هذا التناقض أو التباين.
كما يرى ميرتون
-ان المشكلات الاجتماعيه تصاحب التقدم الصناعي ويزداد الاحساس بها عند بعض مجموعات السكان عندما يقارنون الظروف التي
يحيها الناس مثلا بالظروف التي يمكن ان تكون موجوده وتؤدي الي كسر حده هذه المشكلات ولذلك تتقسم المشكلات الاجتماعيه الي قسمين هما:
أ- التفكك الاجتماعي ب - السلوك الانحرافي
ويري محمد المحيس :ان المشكله الاجتماعيه هي تلك الصعوبات ومظاهر الانحراف والشذوذ في السلوك الاجتماعي، ومظاهر سوء التكيف الاجتماعي السليم التي يتعرض لها الفرد فتقلل من فاعليته وكفايته الاجتماعيه وتحدد من قدراته علي بناء علاقات اجتماعيه ناجحة مع الآخرين وعلي تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب ، فالمشكلة الاجتماعيه للشباب ليست منفصلة عن مشكلاتهم الجسميه والنفسية والعقلية والفكرية، بل هي مرتبطة تمام الارتباط وفي كثير من الاحيان نجدها متداخلة معها ، فالشباب اذا ساءت صحته او اصيب بنقص جسماني لايقف تأثير ذلك عند حد تقليل كفايته الجسميه ، بل يتعدي ذلك الي تقليل كفايته النفسيه والعقلية والاجتماعية.
ويري كل من هورتون وليزلي ان المشكله الاجتماعيه هي حاله تؤثر علي عدد من الناس ويتم هذا التآثير بطرق واساليب ينظر اليها علي انها مرفوضه وغير مرغوب فيها ، كما انهم يشعرون برغبه شديد للقيام بفعل اجتماعي جمعي مضاد لهذه الاساليب والطرف التي يتم بها ظهور المشكله.
خصائص المشكله الاجتماعية:
المشكله الاجتماعيه تتميز بما يلي:1-انها تثير اهتمام وانتباه قدر كبير من افراد المجتمع ومؤسساته
2-الصعوبه النسبيه لانها تمس الفرد والمجتمع معا
3-التدخل بين المشكلات الاجتماعيه فهي عاده بعضها مع بعض كتداخل النظم الاجتماعيه تماما فمشكله الاحداث المتشردين متداخلة في النظم الاقتصادية
والتربوية و الاسرية وغيرها.
4- للمشكلة الاجتماعيه الواحدة ابعاد مختلفة تؤثر في مظاهرها ودرجاتها ومدي اولويتها فهي ترتبط ببعد التاريخ والمكان والقانون والسياسه والاقتصاد والبعد الثقافي والتربوي.
5- ان المشكلات الاجتماعيه تختلف باختلاف المجتماعات والأزمان كما ان تحديد المشكلات يتأثر بحاله الفرد ، فقد تبرز المشكله بسبب عامل السن او اللون او العرق.
6- انها تلقائية من صنع الفرد او بضعه افراد ولكنها من صنع المجتمع كله.
7-انها مزوده بصفه الجبر والإلزام ، اي انها تفرض نفسها علي الافراد ولا يسع هؤلاء ان يخالوها.
8-انها عامه ومنتشرة ،كما انها ظاهره تاريخيه اي عبارة عن لحظه في تاريخ جماعه من الناس.
تصنيف المشكلات الاجتماعية:
توجد عده انواع للمشكلات الاجتماعيه هي:1-مشكلات حياتيه ( أساسيه)
وهي التي تؤثر علي افراد علي افراد المجتمع تآثير كبيرا مثل مشكلات ( الاسكان ، الغذاء ، التعليم ، الصحه ، الرعايه الاجتماعيه) ومثل هذه المشكلات اذا لم يتم موجهتها تؤثر علي بناء المجتمع ووظائفه ويترتب عليها مشكلات اخري مثل ارتفاع معدلات الجريمه ، والاميه وانتشار الاوبئه والامراض.
فاذا لم يتم مواجهه المشكلات زادت نسبه الاميه، واذا لم تكن هناك رعاية صحية مناسبة (وقائية ، علاجيه ) انتشرت الاوبئه والأمراض.
مشكلات اقتصادية 2-
وتشمل انخفاض متوسط دخل الفرد ، وانخفاض الانتاجيه لدي افراد المجتمع ، وضعف المؤسسات الاقتصادية عن القيام بوظائفها الانتاجيه، والاعتماد علي استهلاك اكثر من الانتاج ، وضعف المدخرات الخاصه بالمواطنين وعدم ميل الموطنين الي انشاء مشروعات اقتصاديه.
3- مشكلات اجتماعيه
وهي تعني اكثر من مجرد وجود احتياجات غير مشبعه لقطاعات كبيره من السكان ، وانما يشعر افراد المجتمع بوطآه هذه المشكلات ويسعون الي بذل الجهد سواء بمفردهم او بمساعده فريق لمواجهه هذه المشكلات .ومن هذه المشكلات الاجتماعيه ما تعانيه الاسره من تفكك في العلاقات الاجتماعيه عدم وجود اماكن لشغل الفراغ ، اصابه احد افراد الاسره بمشكله كبيره مثل ادمان المخدرات مشكلات النزاعات الاسره ، الطلاق
مشكلات مجتمعيه 4-
وهي تتصل ببناء المجتمع ( المنظمات ، والمؤسسات) وسياسه المجتمع (مجموعه الاجراءات واللوائح ، والتشريعات والسياسات العامه للمجتمات ) والافراد المكونين للمجتمع ( افراد> جماعات ، مجتمعات محليه ) كما انها تتصل بوظائف المجتمع ( الانتاجيه ، الاجتماعيه ، السياسه ) والتي لها انعكاس مباشر علي امن واستقرار المجتمع.
كما تشمل المشكلات المجتمعيه مشكلات انحراف الاحداث ، البطاله ، الارهاب ، ومثل هذه المشكلات لها تاثير علي كافه القطاعات الاخري بالمجتمع ، ويندرج تحت هذا النوع من المشكلات ( المشكلات الاقتصاديه ، الاجتماعيه ، السياسيه ، الصحيه ، الامنيه ، التعليميه)
خامسا :
اسباب المشكلات الاجتماعيه
يتمركز الاتجاه في علم الاجتماع الحديث حول دراسة المشكلات الاجتماعيه من نقطه بداية واحده هي الانحراف عن القواعد والمعايير التي حددها المجتمع للسلوك الصحيح ، كما ان الاهتمام بدراسة السلوك المنحرف لا ينصب علي انواعه البسيطه او غير المتكرره ، او التي تصادف مجرد النفور والاشمئزاز ، وإنما تدور حول تلك الانواع التي تعتبر مهدده لكيان الجماعه من ناحية ، ولقواعد السلوك المقبول من ناحية اخري.-فالمشكلة الاجتماعيه هي انحراف السلوك الاجتماعي عن القواعد التي حددها المجتمع للسلوك الصحيح ، طالما ان هذه القواعد تضع معايير معينه يكون الانحراف عنها مؤديا الي رد فعل واضح من الجماعه.
- ويري العديد من الباحثين ان كثير من المشكلات الاجتماعيه ترجع الي عدم اشباع بعض الاحتياجات بين افراد المجتمع ، وهذه الاحتياجات قد تكون اجتماعيه او نفسيه او اقتصاديه او بيولوجيه او صحيه او تعليمه او ترويجيه.
-وعدم الاشباع في النواحي السابقه يرجع الي مجموعه من العوامل هي:
1-عوامل ذاتيه : ترجع الي المواطن نفسه.
2-عوامل اسريه : ترجع الي اسره المواطن.
3- عوامل اجتماعيه : ترجع الي الجماعات التي اليها المواطن.
4-عوامل بيئيه : ترجع الي الحي او المجتمع المحدود الذي يسكن فيه المواطن.
5-عوامل مجتمعيه : ترجع الي ظروف المجتمع العام الذي يعيش فيه المواطن.
-ومن الاسباب التي تؤدي الي المشكلات الاجتماعيه واهمها مايلي:
1- التقدم التكنولوجي الذي يصحبه تصدير انواع من الاجهزه والعدد والالات الي بعض المجتمعات، والذي تصحبه انماط ثقافيه جديده علي تلك المجتمعات، وقد يكون بعض هذه الانماط الثقافيه غريبا تماما علي افراد المجتمع ، ومن هنا يحدث شيئ من الهزات الاجتماعيه التي قد تنجم عنها بعض المشكلات الاجتماعيه.
2- الانفتاح الشديد علي المجتمعات الاخري والنقل الحضاري منها، حيث ان المجتمعات البشريه تتعامل مع بعضها ، وينقل بعضها من بعض في مجالات كثيره ، وخاصه في المجالات التقنيه ، تلك التي ازدادت هذه الايام بسبب سهوله الاتصالات ، وبسبب صلاحيه الانماط التقنيه للاستعمال في كل المجتمعات.
عدم تفهم المجتمعات لحاجات الشباب ، وعدم اشباع تلك الحاجات بالطرق السليمه المشروعه. 3-
4-الفجوه الثقافيه بين الاجيال ، فمن الملاحظ ان هناك اختلافا بين الكبار والصغار في فهمهم للامور ، وفي تعاملهم مع الاحداث ، ولذلك هناك انواع من الصراع تبدآ بين اطراف المعادله في المجتمع الواحد.
-ول نستطيع ادارك وتفسير المشكلات الاجتماعيه ، هناك العديد من الحقائق التي ينبغي ان تؤخذ في الاعتبار وهي
مقاييس (معايير) المشكله الاجتماعية:
-توجد المشكله الاجتماعيه في العادة حينما يظهر نوع من التناقض او التعارض بين ماهو كائن او موجود بالفعل، ويبين مايعتقد الناس انه يكون، وهذا الكلام يختلف تقديره من مجتمع الاخر ، بل ومن جماعه لاخري داخل المجتمع الواحد، طبقا لقواعد السلوك التي تحكم الافراد في هذه المجتمعات او الجماعات ، وكذلك مثل هذه الامور تختلف داخل المجتمع الواحد من وقت لاخر حسب تطور المجتمع ودرجه نموه.
مثلا بآن المجتمع السعودي علي سبيل المثال يمارس نوعا من السلوك المعين ذي الصفه الاجتماعيه الخصوصيه، فيما يتعلق بالمظهر الخارجي للفرد ، وبالذات مايتعلق بملبسه ، واي خروج علي هذا المظهر من جانب بعض المواطنين سوف يمثل خروجا علي هذا السلوك العام الذي ارتضاه افراد المجتمع لانفسهم ولن يرتاح له الكثيرون وكذلك اللباس الفاضح الذي تسمح به بعض المجتمعات خاصه فيما يتعلق بالاناث ، لاتسمح به مجتمعات الخليج بصفه عامه، وذلك بحكم انتمائها جميعا لعقيده الاسلام وايمانها بها ، وهي عقيده تفرض الاحتشام ، كما انها تتطلب الاعتدال في كل شيء.
-الاصول الاجتماعيه للمشكلات:
المشكلات الاجتماعيه لها اصول اجتماعيه ، وعلي الرغم من ان المجتمع حينما يصف التناقض الذي بين بعض افراده او جماعاته بسبب وجود المشكله بانه غير مقبول، وبانه ينبغي الوقوف في وجهه والعمل علي مواجهته ، علي الرغم من ذلك يمكن ان يكون المجتمع ذاته وراء حدوث المشكله الاجتماعيه بطريقه او بآخري
ان علماء الاجتماع يركزون عاده علي الاصول الاجتماعيه للمشكلات,اكثر من تركيزهم على أي شي اخر
وهذا بطبيعه الحال لايمنع ان هناك اسبابا اخري للمشكلات الاجتماعيه مثل الكوارث الطبيعيه كالزلازل والبراكين الثائره والفيضانات والاعاصير
والامراض المعديه والتي قد ينتج عنها مشكلات اجتماعيه كثيره.
-المشكلات الاجتماعيه الظاهرة والكامنه:
الكثير من المشكلات الاجتماعيه ظاهره وواضحه للعيان ولا يختلف عليها الناس فالجرائم بكل انواعها جزء من المشكلات الواضحه الظاهره التي تحاول كل المجتمعات جاهده للقضاء عليها مثل تعاطي المخدرات.
هناك انواعا من المشكلات الاجتماعيه خافيه غير واضحه بالنسبه للكثيريين ، فعلي سبيل المثال هناك مشكلات اجتماعيه قد تنشآ بين الشباب نتيجه مشاهدتهم لبعض البرامج التلفزيونيه حيث ثبت ان بعض الشباب الصغار يقلدون ابطال المسلسلات التليفزيونه التي يشاهدونها في مجال الجريمه كسرقه السيارات بآسلوب معين او السطو علي بعض الامنين في منازلهم.
-تصورات الناس وقناعاتهم عن المشكله الاجتماعية:
تختلف تصورات الناس وقناعاتهم عن المشكله الاجتماعيه فهناك من ينظر الي المشكله الاجتماعيه علي انها كل صعوبه تواجه انماط السلوك السويه في المجتمع او انها انحرافات تظهر في سلوك الافراد والجماعات ، بمعني انها انحراف عن المعايير المتفق عليها في ثقافه من الثقافات او مجتمع من المجتمعات.
كما ان هناك العديد من النظريات العلميه التي حاولت ان تشرح المشكلات الاجتماعيه وركزت علي الجانب الاجتماعي وتري ان المشكلات الاجتماعيه تتعامل مع مشكلات تتعلق بآعداد كبيره من افراد المجتمع وبالمشكلات التي تتعرض حياتهم او ينغمسون فيها.
سادسا :
نظريات تفسير المشكلات الاجتماعية:
ان ثبات ورسوخ اي مجتمع يعود الي اجماع افراده واتفاقهم علي معايير السلوك وقواعده التي ارتضوها لانفسهم ، وبالتالي يصبح الجميع متكيفين بشكل طيب في حياتهم ، ولكن حينما يهتز اجماع هؤلاء الافراد ، لسبب او لآخر ، وحينما لاتصبح قواعد السلوك الموجوده متماسكه ، او حينما تتحدي هذه القواعد السلوكيه قواعد اخري جديده يصبح المجتمع حينئذ في حاله تفكك اجتماعي.1- نظريه التفكك الاجتماعي
يمكن القول ان التفكك الاجتماعي عباره عن حاله جديده للمجتمع يجد افراده انفسهم فيها وهم لايتقاسمون نفس معايير السلوك التي كانو يتقاسمونها من قبل,كما ان توقعاتهم بالنسبه لسلوك فيما بينهم لم تعد محل اتفاق اوإجماع..
ومن ناحيه اخري فان نتائج التفكك الاجتماعيه تسبب ضغطا علي الافراد والجماعات داخل المجتمع الواحد فان ظاهره الطلاق التي تعاني منها كثير من المجتمعات تسبب خللا في الخليه الاولي للمجتمع ، وهي الاسره ، كما ان الادوار التي كان يقوم بها الوالدان تختل ايضا ، مما يزيد من حده التفكك الاجتماعي.
2 - نظريه التغير الاجتماعي
والتغير الاجتماعي هنا يشير الي تغير في انماط التفاعل داخل المجتمع مثل التغير في العادات والتقاليد والتكنولوجيا المستخدمه ،كذلك فآن التغير الاجتماعي يمكن ان يشمل علي شيئ ابتداء من اتجاهات الناس المتغيره نحو اي شيء.وهذا ولقد تبني بعض العلماء الاجتماع فكره مؤداها ان التغير الاجتماعي هو السبب الاصلي والمبدئي للمشكلات الاجتماعيه ولقد حاولوا ان يربطوا ذلك بالتحديد مع معدل التغير، فبينما قال بعضهم بان سرعه التغير وراء المشكلات الاجتماعيه قال بعضهم الاخر ان اختلاف معدل التغير بالنسبه لاجزاء معينه من المجتمع هو السبب في التغير.
3-نظريه صراع القيم الاجتماعيه
من المعروف انه في كل مجتمع توجد مجموعات من القيم التي يشترك فيها جميع افراد هذا المجتمع تقربيا كما ان هناك قيما تختص بها مجموعات معينه داخل المجتمع الواحد وليس شرطا ان تكون عامه بين جميع الافراد وهذه القيم الاخيره تختلف من جماعه لاخري.
واهم شيء ينبغي ان نتنبه اليه هو ان الصراع القيم يعتبر من اخطر الصراعات وانه ليس من ان يتوصل فيه المجتمع الي حلول بسيطه وذلك لان كل جماعه تعتقد انها علي حق فيما يتعلق بقيمها التي تدافع عنها ومن ناحيه اخري انها ليست علي للتنازل عن قيمها بيسر وسهولة.
-4-نظريه الانحراف
نادي بنظريه الانحراف وفقدان المعايير دور كاين ويري ان المشكله الاجتماعيه هي انتهاكات للمعايير الموجوده في المجتمع وخروج عليها.
وحسب تفسير هذه النظريه فإن مجموعه او مجموعات من الافراد ينشقون علي المجتمع في تصرفاتهم بحيث تبدو هذه التصرفات شاذه بالنسبه لمعايير المجتمع ، وبالتالي تتعارض معها تماما ومع توقعات السلوك العاديه التي يتوقعها افراد المجتمع من افراده.
ويري ميرتون ان لكل مجتمع اهدافا معينه يسعي لتحقيقها من خلال او بواسطه وسائل مشروعه ارتضاها المجتمع ، ولكن داخل كل مجتمع نجد ان هناك بعض الافراد او الجماعات الصغيره التي حرمت تحقيق هذه الاهداف وبالتالي فإنهم يتبعون وسائل غير مشروعه للوصول الي مايبتغون وهم بذلك يخرجون علي عرف الجماعه وعلي قوانينها التي ارتضتها.
5-نظريه البناء الاجتماعي
واصحاب هذه النظريه يرون ان المجتمع كله هو المشكله بما في ذلك كل مؤسساته وايضا كل ماهو
موجود فيه من آراء ومذاهب ، فهم يرفضون بناء المجتمع ذاته ، وذلك علي العكس تماما من النظريات الاخري التي تؤيد وتدعم البناء الاجتماعي.
ويرون انه لكي تحل المشكله ينبغي علينا ان نعيد تنظيم الوضع الاجتماعي كله من جديد ويقدمون وجهه نظر شامله تؤكد اننا لاينبغي ان نعير التفافا للافراد او حتي للجماعات المختلفه في المجتمع وانما البناء الاجتماعي كله هو الذي ينبغي النظر اليه والاهتمام واننا لكي نحل اي مشكله اجتماعيه لابد ان نعيد تشكيل البناء الاجتماعي في كل مقوماته.
سابعا:كيفيه دراسه المشكلات الاجتماعيه:
-ان الدراسه العلميه للمشكلات الاجتماعيه مثل المدخل العلمي لدراسه اي ماده، فدراسه المشكلات الاجتماعيه تعتمد علي اساليب البحث الاجتماعي ، كما تعتمد العلوم الطبيعيه علي الادوات المعمليه والاتجاه العلمي في دراسه المشكلات الاجتماعيه يمكن تحديده فيما يلي:
1-تحديد القواعد او المعايير التي يقاس ع اساسها السلوك الانحرافي.
2-تقدير الدرجه التي يتمثل فيها سكان المجتمع للقاعده التي سوف تكون بمثابه المقياس.
3-دراسه السلوك الانحرافي في ضوء الموقف الذي حدث فيه ، وكذلك تقدير درجه افتقار المنحرف الي الحساسيه بالنسبه لقواعد المجتمع.
-وفي ضوء هذه الخطوات يصل الباحث الي وصف سليم لمشاكل المجتمع، بالاضافه الي مافيها من فائده
تطبيقيه لاناره الطريق امامه لحمايه المجتمع او للوصول الي علاج المشكله.
-كذلك ينبغي علي الباحث ان يعرف مايسمي ( بفهم اجتماعيه المشكلات الاجتماعيه) بمعني ان يفهم كيف
تطورت المشكله الي ماصارت عليه ولماذا؟ وكيف تؤثر هذه المشكله في حياه الناس؟ وماهي العناصر الفعاليه فيها؟
وهذا الفهم يعتبر اطارا مرجعيا هاما للباحث في عمله وهو يساعد علي تنظيم معلوماته التي يحصل عليها مما يوفر له الكثير من الوقت ، ويساعده في النهايه علي حل المشكلات بذكاء وفاعليه.
-عند دراسه المشكله الاجتماعيه نخضع بالضروره لمجموعه من الاعتبارات هي:
١ - الالتزام الدقيق بالمنهج العلمي الذي يؤدي الي التسليم بتسلسل العوامل المسببه والطابع الانتشاري للمشكله الاجتماعيه، وهذا يترتب عليه التسليم من جهه اخري بان المشكله الكبري في المجتمع تعكس تناقض اجزاء البناء، بينما يمكن ان تكون بعض المشكلات الصغري معبره عن اختلال الوظيفه.
٢- دراسه المشكله الاجتماعيه لايجب ان تتم بمعزل عن فهم الارتباط الوثيق بين الثقافه والمجتمع.
٣-النظم الاجتماعيه مترابطه ترابطا عضويا، وكذلك المشكلات الاجتماعيه مترابطه ترابطا عضويا ايضا، وتفسير هذه الارتباطات يرجع في المقام الاول الي ان البناء الاجتماعي نفسه ووظائفه يرتبط ارتباطا عضويا هو الاخر ولذلك فالمشكله الاجتماعيه ليست الا نتيجه تخلخل يصيب البناء الاجتماعي.
٤- المشكله الاجتماعيه تعكس التوجيه القيمي للمجتمع وحل المشكلات الاجتماعيه يمكن ان يؤدي الي تغير كلي لطابع الحياه الاجتماعيه.
٥- ليس هناك حتميه في ان المشكله الاجتماعيه لها صفه العموميه، وان الحياه الاجتماعيه تؤدي الي انحرافات في ادوار الناس ومراكزهم نتيجه للهزات التي تصيب البناء الاجتماعي.
المداخل والاساليب الهامه لدراسه المشكلات الاجتماعيه مايلي:
1-الدين: نظام اخلاقي فالدين يكشف ويوجد الاساس والجوهر التآليفي في الحياه ويعالج كثيرا من المشكلات خاصه مايتعلق بالاحرافات عن النظام الاخلاقي من وجهه نظر ثيولوجيه بالقول بان الله يعاقب عليها وهذه الانحرافات هي من قبيل الشر والإثم والعدوان ، ورجل الدين يكون علي استعداد اذا طلب منه المساعده في تفسير كثير والسرقه وان يدعو الي التوبه والمغفره لعدم اتيان مثل هذه الافعال الضاره بالمجتمع.
وبطبيعه الحال فإن تفسيراته لهذه الافعال يرجع الي الدين باعتبار ان هذه الافعال تمثل انحرافات او خروجا عن تعاليم الله وآوامره باعتبارها اثما.
2-القانون: للقانون وظيفتين : بنائيه و عقابيه،
هناك حقيقه هامه لاينبغي اغفالها هي ان المشكله الاجتماعيه لها واقع قانوني كالجريمه او اي خرق للنظام القانوني، فالقتل يمثل جرما يحرك الاجهزه العقابيه للدوله ككل وهذا التحرك دائم من الناحيه القانونيه طالما ان هناك اثما.
من المؤكد ان هناك تزايدا في الاجراءات القانونيه اليوم حتي ارتبطت بالطب وعلم النفس والعلوم الاجتماعيه والقضيه تحت تبدآ تحت طائله القانون المحكم ، بالفهم واقامه الدعوي ومعاقبه منحرفي الرآي ووجهات النظر وتصل الي ساحه العداله وتنتهي بالعلاج اكثر مماتنتهي بالعقاب.
3- الصحافه : يختلف مدخل الصحافه تماما عن اي مدخل اخر في دراسه وفهم المشكلات الاجتماعيه، فقد كانت الصحف حتي القرن الثامن عشر ( الاخباريه - المجلات) جديره بالذكر تكشف للعيان كل شيء وتحمي ضد الاستغلال والفساد والانحطاط الفكري او الخلقي في المجتمع.
واليوم اصبحت الصحف والمجلات اداه مفيده لإيقاظ وتنبيه الاستجابه العامه ضد العديد من المشكلات الاجتماعيه مثل ادمان المخدرات والبغاء حيث اصبحت تمثل الركيزه الاولي التي تنبه وتوقظ الشعب تجاه معرفه المنحرفين عن النظام القانوني او الاخلاقي.
فالكشف والافصاح عن المشكلات الاجتماعيه هو الهدف الاسمي سواء للفهم او المنع او الحمايه او العقاب والمنهج هنا دائما انطباعي ، ونادرا مايكون هادئا.
المدخل السوسيولوجي:
-عالم الاجتماع يدرس الجانب الاجتماعي للمشكله ، ولايعني ذلك ان يعزلها عن باقي اجزاء المجتمع، ذلك لانه بالرغم من تباين وتفاوت المشكله الاجتماعيه، خاصه في المجتمع الحديث وعلي الرغم من ان اسبابها تكمن خارج الفرد فانها تحدث داخل البناء الاجتماعي.
-وعلي عالم الاجتماع ان يكون موضوعيا بمعني ان يكتب مايراه ويدرس مايلاحظه . ويتصف بالحياد وعدم التحيز كمطلب للعلم وهدف للتجريد، خاصه فيما يتعلق بالقواعد الاخلاقيه لآي صوره من صور السلوك.
علاج المشكلات الاجتماعيه قد يطول أمده وتتعدد وسائله واساليبه.-
وهناك مستويات لدراسه المشكله الاجتماعيه والعمل علي حلها ومواجهتها وهذان المستويان هما:
المستوى العلاجي: ويهدف الي القضاء علي مشكلات قائمه او علي الاقل التخفيف من نتائجها قدر المستطاع.1-
2-المستوى الوقائي: وهو الذي يتوقع فيه المسئولون عن المجتمع حدوث المشكلات نتيجه لعلمهم بآسبابها مقدما ومن ثم يبدآون في اعداد العده لذلك قبل وقوع البلاء وتكون النتيجه هي قله الخسائر ويعتمد المستوي الوقائي علي نتائج العلوم الاخري وعلي معطياتهم مثل (علم النفس, وعلم الاجتماع,وعلم الاحصاء)
الصعوبات التي تعترض حل المشكلات الاجتماعيه:
هناك العديد من الصعوبات التي تقلل من استخدام هذا الاسلوب وتحد من الوصول الي النتائج الممشابهه او حتي القريبه من تلك التي تخرج بها العلوم الطبيعيه ويمكن اجمالها فيما يلي:
-تعقد المواقف الاجتماعيه
ذلك انه يصعب فصل المواقف الاجتماعيه عن بعضها بسبب انها تتشابك وتتعقد في مجال العلوم الاجتماعيه لان المشكله قد تعود في اسبابها الي ظروف طبيعيه او الي عوامل بشريه اجتماعيه ومثل هذه العوامل البشريه الاجتماعيه تتغير من وقت لآخر حسب حركه الحياه في المجتمع وحسب الظروف المحيطه به وعلاقاته بالاخرين. كذلك فإن المواقف الاجتماعيه يصعب ضبطها والتحكم فيها بل انه في كثير من الاحيان
يصعب عزل احاسيس الباحث نفسه عن الموضوع الذي يبحث فيه او المشكله التي يحاول ان يحلها.
2-صعوبه اجراء التجارب في العلوم الاجتماعية:
في العلوم الطبيعيه يمكن ضبط جميع المتغيرات والتحكم فيها ، وكذلك معرفه نتائج كل تجربه وقياسها ، ثم اعادتها من جديد للتحكم في اي عامل او عنصر مهما كان بسيطا، ولكن في العلوم الاجتماعيه يصعب ذلك الي حد كبير، وذلك نظرآ لتشابك العوامل التي تؤدي الى حدوث المشكله الاجتماعيه, كما ان المشكله الاجتماعيه تمتاز بالتفرد ،بمعني انها لاتحدث الامره واحده بنفس الشكل.
وكذلك المشكلات الاجتماعيه التي تحدث في مجتمع ماقد تتشابه الي حد ما مع بعض المشكلات التي قد تحدث في مجتماعات اخري، ولكنها تظل تحمل خصائص المجتمع الذي تقع فيه ، وخصائص العصر الذي تعيشه.
تعذرالوصول الى قوانين اجتماعيه:3-
طالما اننا لانستطيع ان نضبط الظاهره الاجتماعيه، وكذلك لانستطيع ان نضبط المشكلات الاجتماعيه الناتجه عنها، فالبتالي لا نستطيع ان نتحدث عن قوانين اجتماعيه يمكن ان تسن ، ولا ان تطبق علي المشكلات الاجتماعيه.
بسبب سرعه التغيرالاجتماعي تختلف من مجتمع لاخر وايضا داخل المجتمع الواحد،ومن عصر لآخر ، ايضا حتي داخل المجتمع الواحد ومن هنا يصعب الوصول الي قوانين اجتماعيه تنطبق علي بعض المجتمعات ومشكلاتها الاجتماعيه او علي مجتمع واحد في فترات مختلفه فيما يتعلق بالتعامل مع مشكلاته الاجتماعيه.
صعوبه تجنب الباحث للنواحي الذاتيه:4-
ان المشكلات الاجتماعيه التي يقوم العلماء بدراستها لايمكن ان تسلم نتائجها من بعض الاحكام الشخصيه، تلك التي تعكسها شخصيات الباحثين، ففي كثير من الاحيان يصعب ان يجرد الباحث نفسه تمامآ عند دراسه احدى المشكلات ، وذلك عكس مايحدث مثلا عند دراسه بعض الظواهر الطبيعيه . ومهما حاول الباحث ان يحقق قدرا من الموضوعيه والحياد
- فإن اختياره للمشكلة وكذلك دراستها وتحليلها ومحاوله علاجها يتأثر بعده عوامل:
1-خبراته وانتمائه الايدولوجي 2-وضعه الطبقي 3-موقفه في المجتمع
استحاله دقه المقاييس الاجتماعيه :5-
فعلي سبيل المثال: مشكله تسرب التلاميذ من المرحله الابتدائيه امر مسلم بخطورتهم فانه من السهل معرفه اعداد التلاميذ المتسربين ، وقد يمكن معرفه اسباب تسربهم من خلال الدرسات العلميه المتآديه ولكن قياس خطر هذه المشكله الاجتماعيه من اصعب تحقيقه.
بعض الانطباعات الخاطئه عن المشكلات الاجتماعيه:6-
يوجد لدي عامه الناس مجموعه من الانطباعات قد لاتكون بالضروره صحيحه وهي تؤثر في كثير من الاحيان ع عمل الاجتماعيين والتربويين منها:
عدم الاتفاق بين الناس علي مايعتبر مشكله اجتماعيه.1
اعتبار المشكلات الاجتماعيه شيئآ طبيعيآ.2
عدم كفايه المعلومات عن بعض المشكلات:7-
بعض المشكلات الاجتماعيه الخطيره قد لاتتوافر بيانات كافيه عنها لسبب او لآخر ومن بين هذه الاسباب ان بعض الافراد لايسمحون لغيرهم بالتقصي عنهم ومعرفه امورهم الخاصه تلك التي تجعلهم طرفا في مشكله اجتماعيه تمس قطاعا عريضا من قطاعات المجتمع.
تحفظ بعض الدول ع الاحصاءات والبيانات الخاصه ببعض المشكلات بحجه ان النشر يسئ لسمعتها.
صراعات القيم والمصالح:8-
ففي بعض المجتمعات قد تتعارض بعض القيم التي يؤمن بها الغالبيه العظمي من افراد تلك المجتمعات مع مصالح طبقه معينه ذات مصالح خاصه وذات تأثير معين في سير الامور في تلك المجتمعات.
النقص في تكامل الحلول:9-
كثره المشكلات الاجتماعيه واتساعها لتشمل قطاعات كبيره من المجتمعات المعاصره قد جعل تكامل الحلول المتعلقه بها امرا متعذرا ، سواء بالنسبه للحكومات او للمؤسسات التي تسعي وراء هذا الحلول ، كذلك فإن
الحلول التي وجدت لبعض المشكلات نتجت عنها مشكلات اخرى لا يمكن التهوين من شأنها.
مثل:العنايه الطبيه وارتفاع مستويات المعيشه بالنسبه للطبقات المتوسطه ساعد على الوصول الى الانفجار السكاني.
وكذلك الاعتماد على الالات الحديثه في التصنيع وفي ميكنه الزراعه قد خفف من الاعتماد على الانسان.
تاسعا: امثله المشكلات الاجتماعيه في الوطن العربي
المشكلات الزواجيه والاسريه:1-
توازن ايه جماعه اجتماعيه مع المجتمع ينبع من التحديات الاخلاقيه والسلوكيه التي تحافظ علي الكيان الاجتماعي من الوقوع في براثن المشكلات نتيجه لسوء التوافق وعدم القدره علي التكيف داخل اطار الجماعه ، وقد تتطور هذه المشكلات بصوره سلبيه الي ان تصبح مجالات لتفكك الجماعه وانهيارها.
وما ينطبق عن الجماعه الاجتماعيه ينطبق علي الاسره( حيث انها الجماعه الاجتماعيه الاساسيه في المجتمع) ومن هنا تتجه الاسره سوء التكيف الي متاهات سلوكيه وخلقيه تنعكس علي تماسكها وامكانيه استمرارها.
تتحدد المعايير والقيم الاخلاقيه والسلوكيه للأسره من خلال مايفرضه المجتمع من آداب للسلوك والمعاملات لأي عضو من افراد الأسره من حيث التلقين والتطبيق لصياغه السلوك العام.
ولعل اهم علاقه تساهم في تدعيم روابط الاستقرار في الاسره هي الزواج الذي يعتبر اساس تكوين الاسره، وهي العلاقه التي تقوم علي اساسها وتبني كافه العلاقات الأسريه الاخري فالزواج ليس مجرد علاقه فقط بل هو رابطه طبيعيه مقرره اجتماعيا، الهدف منها الاستمرار لبناء وحده اجتماعيه عن طريق الانجاب ورعايه الاطفال وتربيتهم كمواطنين صالحين ، ويتوقف استمرار وثبات الزواج علي مدي التفاهم والتوافق وامكانيه التكيف بين الزوجين، وشرط رفض علاقات البغي والزنا، والعلاقات التي لا تتمشي مع الدين والاعراف الاجتماعيه والنظم السائده في المجتمع.
من اهم المشكلات الزوجيه والأسريه
1-مشكله الطلاق:من هذه الاسباب : عدم الانسجام بين الزوجين عاطفيا او ثقافيا او ماديا
تعاظم الخلاف الي درجه الصراع بين كل من اسرتي الزوج والزوجه بسبب الاطفال ومسؤلياتهم في الرعايه والمعيشه
كما تختلف معدلات الطلاق من مجتمع لآخر تبعا لظروفه المجتمعيه والسياسيه والاقتصاديه وتبعا للقيم والمعايير التي يؤمن بها المجتمع والديانه التي يدين بها الافراد
ترتفع نسبه الطلاق في الدول العربيه بصفه عامه ويتحكم في ذلك عده اعتبارات من اهمها:
فتره الزواج الاولي ، والتي تتميز بخطورتها في العلاقه الزواجيه نتيجه لاختلاف وتباين الزواج والزوجه وعدم القدره علي تقبل كل منهما للآخر ، وانعدام التوافق النفسي والتكيف مع الواقع الجديد
وغالبا ماتستمر هذه المرحله في السنين الاولي من الزواج وتنخفض حالات الطلاق كلما طالت العشره حيث يزداد فهم كل من الزوجه والزوج للآخر ، وحيث تنجب الاسره وتزداد مسؤلياتهم ، وينصرف كل منهما الي اداء واجباته وادواره في رعايه اسرته
مما يزيد من قوه الرابطه الزوجيه، ويؤدي الي انخفاض نسب الطلاق وجود الاولاد وظهور ثمرات ايجابيه للحياه الاسريه، لان عدم وجودهم غالبا مايؤدي البحث عن زوجه اخري تعطي الزوج الشعور بالامان والاطمئنان للحياه الزوجيه.
اسباب الطلاق
1-اسباب خاصه : وهي التي تتعلق بالزوج والزوجهمن جهه الزوج وترجع الاسباب الي عده امور من اهمها:
:الكراهيه - تعدد الزوجات - سوء معامله الزوجه - عدم القدره ع تحمل نفقات الاسره - الفروق في السن -المرض - الانحطاط الاخلاقي وسوء السلوك.
من جهه الزوجه وترجع الاسباب الي عده امور من اهمها:
كراهيه الرجل والنفور منه - سوء الاخلاق ورعونه التصرف - عدم قدرتها على الوفاء بواجبتها الزوجيه بسب المرض مثلا - خيانه الامانه الزوجيه - اهمال شؤون المنزل - فارق السن وعدم طاعه الزوج.
اسباب عامه:2-
وترجع في الوقت الحاضر الي مايآتي:
العامل الاقتصادي , وأثره في حياه الاسره.1
تطور مركز المرأه الاجتماعيه.2
3.عدم قيام الزواج على اسس واضحه
الاختلاف في المستوى الثقافي والوضع الاجتماعي والسن.4
ضعف الوازع الديني والاخلاقي وخاصه في المجتمعات الحضريه.5
عدم وجود الانسجام اللازم لتدعيم الاسره قبل وبعد الزواج.6
عدم الاستقرار العائلي وتعذر الوصول الى حل وسط .7
علاج مشكله الطلاق:
1-توسيع نطاق الرعايه والمساعدات الاجتماعيه، لتخفيف الاعباء علي ارباب الاسر، لعلاج الاسباب الماديه والصحيه المهدده لحياه الاسره.
2-يجب فحص طلبات الزواج او الطلاق، ودراستها من خلال المتخصصين نفسيا واجتماعيا وطبيا واقامه مايسمي بالعيادات الأسريه في محاوله لتحديد المشكلات وتقديم النصح والعمل علي التوفيق بين الاطراف.
3-التوعيه بما يسببه تعدد الزوجات من مشاكل واضرار فهو ضروره في حالات وظروف خاصه، اما الزواج المتعدد لغرض المتعه فقط فيجب التوعيه بآضراره وآثاره علي الأسره وأعضائها وعلي المجتمع.
4-العنايه بالنواحي الترويحيه وتنظيم اوقات الفراغ للاسره ومحاوله الارتقاء بمستوياتها الفنيه والذوقيه لتخفيف حده التوتر العائلي الذس يؤدي الي كثير من حالات الطلاق .
5-أنشاء مكاتب صحيه للكشف على الراغبين في الزواج قبل عقده، وبذلك تختفي حالات الطلاق بسبب المرض والعقم او الشذوذ الجنسي.
6-رفع سن الزواج بالنسبه للجنسين
7-نشر الثقافه الاسريه في المدارس والجامعات
8-قيام اجهزه الاعلام بنشر الوعي الزواجي
9-يمكن التخفيف من حده مشكلات التفكك الاسري عن طريق انتشارالبرامج الدراسيه الخاصه بالتعليم الزواجي في الكليات الجامعيه والمدارس الثانويه.
مشكله التفكك الاسري:
تدل التجارب علي ان حالات التوتر بين الزوجين لابد ان تنهي علي حياه الاسره اي بتفككها وانحلالها وقد يكون هذا التفكك داخليا او جزئيا مثل الانفصال المؤقت او الهجر المتقطع.
والانفصال والهجر يعنيان ترك الحياه الزوجيه والتفكير في إنهائها او التهرب من مسئولياتها، غير ان هناك فرقا دقيقا في استعامل اللفظين، فيدل معنى الانفصال: ترك الزوج اوالزوجه الحياه المنزليه بناء ع اتفااق سابق بين الزوجين ع هذا الوضع.
اما معني الهجر: ترك احدهما الاخر بدون اتفاق وبدون ان يبدي وجهه نظره في الابقاء علي العلاقات الزوجيه او انهائها.
-والاسره غير المتماسكه هي ايضا نتيجه للتوتر الزواجي،
- فالزوجان لايتمكنان من العيش سويا ويستشعران الغربه إزاء بعضهما البعض ، ولايشعر الزوجان بالتزام قوم نحو بعضهما ولكنها لاسباب عديده لايقدمان علي الانفصال او الطلاق.
-والملاحظ ان العنف والخلافات العلنيه تسود هذا النمط من الاسره ،
- فجو الاسره يخلو عاده من الضحك والفكاهه بل وتسيطر عليهم كآبه واضحه ولايميل افراد هذه الاسره الي مناقشه بعضهم فيما يتعلق بمشكلاتهم وخبراتهم ممايعني ان الاتصال بينهم محدود للغايه،
-نجد ان الاباء والأبناء يؤدون التزاماتهم بطريقه آليه لاتعبيريه.
-فالزوج يشغل وظيفه ويعول الأسره ،
- والزوجه تهتم بشؤون المنزل واعداد الوجبات الغذائيه ورعايه الاولاد ،
- والأولاد يذهبون لمدارسهم ويؤدون واجباتهم اليوميه ، ويتم هذه كله بدون اي تعبير عاطفي من جانب آفراد الأسره نحو بعضهم البعض.
-وفي هذا النمط من الأسر نجد آن آحد الزوجين او كلاهما يتمتع بشخصيه قويه وتجنبها الطلاق هو قرار رشيد من جانبهما.
-اما تبريرات ذلك، فهي التضحيه من اجل اطفالهما، أو الحفاظ علي احترام الاخرين لهما، او عدم الرغبه في انتهاء القواعد الأخلاقيه.
-وفي هذا النمط من الأسره تسود العداوه بين الآفراد الي حد بعيد كما ان المناقشات والخلافات غالبا ماتتآثر بخبراتهم داخل الآسره.
مشكله وفاه احد الزوجين:
هناك اوجه تشابه عديده بين الطلاق ووفاه احد الزوجين ,وهذا يرتبط بطبيعه الحال بحقيقه سوسيولوجيه اساسيه هي انهما يعنيان توقف احد الزوجين عن اداء أدواره والتزاماته مما يتطلب تكيفا علي مستوي الأسره بآكملها.
ويمكن تلخيص اوجه التشابه بين الموت والطلاق فيما يلي:
-توقف الاشباع الجنسي
-فقدان الاحساس بالامن والامان
-فقدان المثل الاعلى والنموذج والقدوه للاولاد
-زياده الاعباء على الطرف الموجود في مسؤليه رعايه الاولاد
-زياده المشكلات الماديه وخاصه في حاله رحيل الزوج
-إعاده توزيع المهام والمسؤليات المنزليه
اذا كانت هذه هي أوجه التشابه، فهناك اختلاف جوهري بين معني الموت والطلاق ،
فالزواج عندما ينتهي بموت احد الشريكين فإن الاعتقاد السائد انه لولا الوفاه لاستمر الزواج فإن الشريك الآخر ينظر اليه علي انه شخص لم يفقد انسانا شريكا فحسب وانما ينظر اليه علي ان علاقه زواجيه قد انتهت.
٢- المشكلات المجتمعيه
أ-مشكله التسول
-يعد التسول أحد الظواهر الاجتماعيه التي تهدد الحياه الاجتماعيه في الدول المتقدمه والناميه على حد سواء
-وتدل هذه الظاهرة على سمات شخصيه مرضيه كالتواكل والسلبيه,
- ومن الناحيه الاجتماعيه يعد أحد أشكال التهديد الحقيقي للطبقه النشطه في المجتمع ودلاله واضحه على صعوبه التكيف مع الأطار العام للمجتمع
-والتسول ببساطه شديده هو مد الاكف بطلب الإحسان من الغير او التظاهر بالحاجه الشديده اليه عن طريق ممارسه اشكال السلك الهامشي او طرق قد تلفت الانتباه.
-ويعد نصيب المجتمعات الاسلاميه كبيرآ من حجم ظاهره التسول وذلك لان المتسول يحاول استثاره العطف ومشاعر الشفقه في الانسان المسلم تحت دعوي فعل الخير ونصره الملهوف والمحتاج وتوجد في كافه الفئات العمريه.
-هناك العديد من العوامل التي تؤدي الي التسول ، وربما تختلف من مجتمع الي اخر ومن فئه عمريه الي اخري إلا أن هنام خصائص جسميه أوعقليه أو نفسيه أو أجتماعيه تدفع الشخص الى التسول منها:-
-التشوهات الخلقيه
-الضعف العقلي
-ضعف الامكانيات والقدرات الشخصيه
-بعض الامراض المزمن
--الحرمان وعدم الاشباع المادي او العاطفي
--أضطراب نمو الشخصيه
--الفشل واليأس من تعدد مطالب الحياه
--الفقر وانخفاض المكانه الاجتماعيه لبعض الاسر
-وللقضاء علي هذه الظاهره ينبغي تضافر جهود كافه مؤسسات الدولة
ب- مشكله البطاله:
تعتبر مشكله البطاله في مقدمه المشكلات التي يعاني منها العالم الثالث بشكل خاص، وكل العالم علي وجه العموم، بيدا ان حجمها وابعادها تتفاوت حسب نظره كل مجتمع للافراد المتعطلين، كما ان البطاله مرضا ينتج عنه امراض كثيره اذا تفشت في مجتمع ما فإن هذا المجتمع يصاب بأمراض اقتصاديه واجتماعيه خطيره يمكن ان نجملها فيما يلي:
-النتائج الاقتصاديه: تتلخص في الاثار الاقتصاديه للبطاله والفقر وانخفاض مستوى المعيشه مما يقود الى الاوبئه والامراض والعلل.
-النتائج الاجتماعيه: حيث ان للبطاله اثرها السلبي في نمو السكان فهي تقود الى تأخير سن الزواج, والاجرام بانواعه وخاصه السرقه, فالمتعطل فاسد في نفسه مفسد لغيره ومنحرف في اخلاقه مؤذ لغيره ولوطنه.
-النتائج النفسيه: للبطاله ايضا اثار نفسيه ، فالمتعطل لايشعر بالانتماء القومي, ويتولد لديه شعور بعدم الامان واللامبالاه ويترتب على ذلك تصرفه بعنف في كل الامور ، والمتعطل مرتبط التفكير والاحاسيس واتكالي
-النتائج السياسيه: وللبطاله اثارها السياسيه فالمتعطلون من أكثر طبقات الشعب اثاره للشغب والفوضى,وهم يتحينون الفرص للتخريب والتدمير.
-أوضحت العديد من الدراسات أرتباط مشكله البطاله بالجريمه, وهناك عده سمات يتميز بها العاطل يمكن تلخيصها فيما يلي:
-يميل العاطل الى مخالطه جيران واصدقاء يتسمون بالسلوك الاجرامي ومن أرباب السوابق الاجراميه.
-ينزع العاطل الى الهجره الداخليه بحثآ عن العمل, الا أنه سرعان مايترك هذا العمل بمحض أختياره.
يميل الى العزله الاجتماعيه ومظاهر ذلك:
-مشاكله مع زملائه في أي عمل يلتحق به.
-لجوئه لترك العمل هروبآ من هذه المشاكل.
-سوء علاقته بجيرانه في السكن.
ج-مشكله البغاء
المبادئ الخلقيه والعقائد الدينيه باعتبارها ظاهره لها خطرها علي البشريه ونظمها والبغاء هو انحراف سلوكي غير مرغوب فيه مجتمعيا وهو نوع من الشذوذ في الاتصال الجنسي لقاء عرض مادي.
وجد عدد من العوامل والظروف التي تؤدي الى انتشار البغاء منها
-التركيب السكاني, سواء من ناحيه الكثافه السكانيه او من ناحيه التباين السكاني.
-انخفاض معدلات الزواج نتيجه لتغير الظروف الاقتصاديه والتعليم وعمل المراه.
-ضعف العلاقات الاجتماعيه ألتزاماتها.
-ضعف الوازع الديني والرقابه,والضوابط الشخصيه.
-انتشار الاحياء المتخلفه العشوائيه بما تتصف به من مستوي اجتماعي منحط وقدوه سيئه والمهن الهامشيه وغير المشروعه والمخدرات والتسول.
-التفكك الاجتماعي ومايؤدي إليه من وجود نساء لايكفل لهم المجتمع وضعآ أنسانيآ كريمآ أو وسيله مشروعه للكسب.
د- مشكله جناح وتشرد الاحداث
تأتي مشكله تشرد الاحداث وجناحهم كنتيجه للتغيرات الاجتماعيه التي صاحبت التطور في البيئه الاجتماعيه,نتيجه للتصنيع,تشغيل الاطفال,خروج المرأه للعمل,ضعف الرقابه الاسريه. خاصه في الاحياء المتخلفه والمدن الحضريه الصناعيه.
الحدث الجانح: هو كل شخص جاوز السابعه,ولم يجاوزالخامسه عشرمن عمره ,ذلك الحدث غير متكيف, يرتكب السلوك السيئ مما يستوجب مؤاخذته قانونآ, ويطلق هذا التعريف على الحدث المذنب فعلآ, والمعرض للأجرام, والنوع الاخير ينشأ في بيئه ثقافيه خاطئه تعرضه لارتكاب الجرائم بسبب ظروف معينه من بينها مايأتي:-
-تعرض( الحدث ) لمخالطه القدوه السيئه كالمجرمين, والمتسولين وتجار المخدرات وغيرذلك.
-الهروب من سلطه الوالدين وسيطره الاهل على سلوك الحدث وأفعاله.
-القيام بأفعال لاأخلاقيه تضر بالاخرين وتعرضهم للخطر.
وقد قدمت الامم المتحده تعريفاً للأحداث الجانحين: اولئك الاحداث الذين يرتكبون أفعالآ تعتبر جرائم طبقآ لقانون دولتهم.
وقد حددت بعض الدول العربيه الاحداث المشردين (ذكوراً كانوا أم أناثاً) فيمن تنطبق عليهم الحالات الاتيه :
-الذي يوجد منهم متسولآ.
-الذي يجمع منهم أعقاب السجائرأوغيرها من الفضلات أوالمهملات.
-الذي يقوم منهم بأعمال الدعاره أو الفسق او تولي خدمه من يقومون بهذا الأمر .
-الذي يكون سيئ السلوك ومارقآ من سلطه أبيه أو وليه أو وصيه او امه ، اذا كان الولي متوفيا أو غائبا أو عديمم الاهليه .
-الذي ليس له محل أقامه مستقر.
-الذي ليس له وسيله مشروعه للتعيش، ولا عائل يؤتمن، وكان ابواه متوفين او مسجونين او غائبين .
- ما العوامل المجتمعيه والاسريه التي تؤدي الى ظهور هذه المشكله:
هناك أراء عده تتناول الإجابه علي هذا التساؤل منها
1-تفكك المجتمع بصفه عامه, وتفكك الاسره بصفه خاصه
2-نسبه كبيره من أنحراف الاحداث تعود الى تصدع الاسره(الصراع ,الطلاق ,التوتر ,تعدد الزوجات)
-ان الطفل الذي ينمو عاطفيا وروحيا نموا سليما يبدأ رحله التنشئه الاجتماعيه داخل المنزل وخارجه بدايه طيبه، ويستمر متوافقا مع المجتمع يساعده علي الانسجام مع التعاليم والقيم، وفي حاله اختلاف توازن عمليه التنشئه ، فانه يكون محركا لعوامل تساعد الانحراف في البيئه.
يعد التحلل من الالتزامات الجمعيه من العوامل المشجعه على تفشي التشرد والجناح في البيئه الاجتماعيه ويدخل ضمن التحلل مايأتي:
-عدم الاهتمام من جانب المسئولين من رعايه الصغار بتوفير أساليب التربيه الحديثه, وكذلك المعامله المتطرفه سواء كانت تدليلآ أو قسوه.
-الظروف الاقتصاديه.
-عدم توافرالظروف التربويه المناسبه فكثيرآ مايحرم الصغار لظروف أسريه أو مجتعيه من التعليم الملائم في المدرسه.
-المستوى السلوكي السيئ الذي لايوفر القدوه الحسنه.
-أفتقار البيئه الى التدابير اللازمه لمنع انحراف الاحداث تشردآ كان أنحرافهم أم جناحآ ومن بين ذلك مايأتي:
1-الحاجه الى أجهزه متخصصه للعنايه بالاحداث المشردين والجانحين
2-الحاجه الى تدابير فعاله لمواجهه البطاله
3-ضروره توفير فرص التأهيل المهني للاحداث المعوقين
4-توفير دور الحضانه لأطفال الامهات العاملات
5-الحاجه الى مزيد من التعاون بين وسائط التنشئه الاجتماعيه وخاصه المدرسه والاسره في مجال التربيه والتثقيف، والإهتمام بالمشاكل السلوكيه التي تكشف عن نزعات عدوانيه ضد المجتمع
6-حاجه البيئه الاجتماعيه الى تشريعات لحمايه الطفوله وتنفيذ التشريعات القائمه لمواجهه الاثار المترتبه على الانحراف
هـ - مشكله التلوث:
-التلوث في اكثر معانيه ببساطه هو أي مظهر من مظاهر التدخل في مكون من مكونات البيئه بحيث يؤثر فيه ويغير من طبيعته, ويؤدي هذا بالتالي الى إلحاق الضرر بالانسان وبغيره من الكائنات الحيه.
-ولقد أدركت جميع الدول على أختلاف مستوياتها الاقتصاديه وأنتماءاتها السياسيه خطوره التلوث بكل أشكاله أنواعه، -وأدركت أنه يؤدي الى الاضرار بكل الكائنات الحيه على سطح الارض، بل وسيصبح مصدرآ لعديد من الامراض التي سيصعب علاجها على المدى البعيد، وقد اهتمت منظمات عده بأمرالتلوث
-و يلخص مصطلح التلوث مختلف التهديدات البيئيه التي يتعرض لها الافراد واصبحو في كثيرمن الاحيان اكثر تعوداً عليها
-اما العوامل التي تنتج حاله التلوث فتعرف بالملوثات، والملوثات هي المواد او الميكروبات التي تلحق الاذي بالانسان أو تسبب له الأمراض أو تؤدي به الي الهلاك
-يمكن تصنيف الملوثات الى نوعين:
ملوثات طبيعية:
وهي الملوثات النابعه من مكونات البيئه ذاتها من : حشرات ضاره ,ميكروبات ,نباتات ,حيوانات سامه.
ملوثات مستحدثة:
-وهي التي تتكون نتيجه مااستحدثه الانسان في البيئه من تقنيات وما أبتكره من اكتشافات ومشروعات كتلك الناتجه عن شتى الصناعات والتفجيرات الذريه ووسائل المواصلات وماسببته تلك الوسائل من غازات ونفايات وضوضاء
-بدأت مشكلات التلوث للبيئه مع أكتشاف الانسان للنار، ومع تزايد السكان واستمرار البحث عن الثروات فوق سطح الارض وباطنها وعن موارد الطاقه الاخرى,واستحداث أنشطه متنوعه لتحقيق رفاهيه الانسان (تم أختراع الاله البخاريه, وأله الاحتراق الداخلي, ونمو الصناعه, واستخدام السيارات, والافراط في استخدام الوقود مع التقدم العلمي والصناعي والتكنولوجي واستمرار زياده السكان , وتفاقمت مشاكل التلوث في الجو وفي الارض وفي البحار والانهار مما أدى الى كوارث بيئيه متنوعة.
وبناء على ماسبق يمكن تعريف التلوث: بأنه كل مايؤثر في جميع عناصر البيئه بما فيها من نبات وحيوان وأنسان ,وكذلك كل مايؤثر في تركيب العناصرالطبيعيه غير الحيه (الهواء,التربه والبحيرات والبحار)
-وقد أصبح التلوث ظاهره حيث لم تعد البيئه قادره على تجديد مواردها الطبيعيه, وأختل التوازن بين العناصرالمختلفه, -ولم تعد هذه العناصر قادره على تحليل مخلفات الانسان أو أستهلاك النفايات الناتجه عن نشاطاته المختلفه ومن أهمها:
1-تلوث المدن بالدخان المتصاعد من عادم السيارات والغازات من مداخن المصانع ومحطات القوى
2-تلوث التربه الزراعيه نتيجه الاستعمال المكثف للمبيدات
3-تلوث المجاري المائيه نتيجه مايلقى فيها من مخلفات الصناعه وفضلات الإنسان
4-الضغط الهائل على الموارد الطبيعيه نتيجه التقدم الصناعي خاصه الموارد غير المتجدده (كالفحم, البترول, المياه الجوفيه, الخامات المعدنيه)
5-تجريد مساحات كبيره من الاحراش والغابات وانقراض عدد كبير من الحيوانات
6-أرتفاع نسبه الفاقد من الكائنات البحريه وزياده نسبه المستنقعات
7-المواد المشعه من مناطق التجارب النوويه
8-الاسراف في أستخدام التكنولوجيا دون مراعاه خطورتها على الانسان والبيئه
الفصل الثاني:- الادمان مشكله أجتماعيه متعدده الابعاد
أولاً: الادمان مشكله اجتماعيه
الادمان: مشكله قانونيه ونفسيه وبدنيه واقتصاديه واجتماعيه ينظر إليها من الجوانب التاليه
1-الادمان مشكله قانونيه:
ان ادمان المواد المخدره يعتبر مشكله قانونيه ، لان افراد المشكله ، سواء المتاعطين او التجار ، يصطدمون بقوانين المجتمع ، وفي ذلك ضياع لقوي البشريه وتعطيل لها ، كما هو ضياع وتعطيل لقوي الدوله ، فالقانون ينظر الي تعاطي المواد المخدره والاتجار فيها باعتبارها جريمه في حق المجتمع.
2-الادمان مشكله نفسيه وبدنيه
تعاطي المواد المخدره مشكله صحيه تتعلق بالجانب البدني من ناحيه وبالجانب السيكولوجي من ناحيه اخري فالمخدر ايا كان نوعه لاشك انه يؤثر علي اجهزه البدن المختلفه ، وكذلك يؤثر علي الجانب السيكولجي ، فالبعض يري ان الادمان يؤدي حاله من الإضطراب العقلي المؤقت يزول بالامتناع عن المخدر ، والبعض يري ان الادمان ماهو الا عرض ودلاله علي اضطراب نفسي موجود اصلا في الشخصيه، فالإدمان يؤثر علي الوظائف العقليه للفرد، من حيث الإدراك والتذكر والتخيل، وما يترتب علي ذلك من تكيف بالنسبه للفرد مع نفسه ، وبالنسبه له مع غيره من الناس.
3-الادمان مشكله اقتصاديه:
ظاهره الادمان لها جانب اقتصادي بالنسبه للفرد من ناحيه، وبالنسبه للمجتمع من ناحيه اخري فالدوله تتفق امولا في المكافحه والمحاكمه والعقاب ، ويمكن ان تستغل هذه الاموال لرفع المستوي الاقتصادي للشعب ، وكذلك الشخص المدمن من حيث هو قوه عامله معطله عن العمل والانتاج فالمدمن يتآثر مستوي طموحه بطريقه مباشره او غير مباشره علي اعتبار ان عمليه التخدير تستلزم الجهد والسهر وفي ذلك مايستنفذ قدراته من طاقه وجهد وفي هذا ايضا خساره وللمجتمع واعاقه لتقدمه.
4-الادمان مشكله أجتماعيه
يعتبر الادمان شكلآ من أشكال التكيف الانسحابي غير المتوافق مع المعايير والقيم السائده في المجتمع,فهو المجتمع فهو عرضه نتيجه لاضطراب مافي شخصيه المدمن ، كما ان له اثاره الضاره علي الفرد والمجتمع وفي هذا يرى البعض أن الادمان هو تناول المخدر بشكل يحول تمامآ دون قيام الفرد بوظائفه الاجتماعيه علي نحو عادي.
وهكذا فإن كلمه إدمان تعني اشياء كثيره مختلفه لآناس مختلفين فكل من رجال القانون ورجال الطب النفسي وعلماء الصيدله وعلماء الاقتصاد، وعلماء الاجتماع كل منهم ينظر اليها ويعرفها بطريقه مختلفه.
-الادمان بالنسبه للطبيب: مشكله صحه عامه من حيث أنه يؤدي الى أمراض جسميه كثيره بالكبد والجهاز المعوي والكلى والجهاز التنفسي والجهاز العصبي والجهازالتناسلي
-بالنسبه لرجال القانون: يمثل مخالفه لقواعد وقوانين وعرف أرتضاء المجتمع, فالادمان يعتبر خروجآ عن القانون ويستوجب العلاج
-بالنسبه لرجال الطب النفسي: هو اعتماد قهري على سموم يستوجب العلاج للتخلص منها, فالأدمان عباره عن حاله عقليه تنتاب أنماطآ معينه من الناس لهم شخصيه معتله--بالنسبة لرجال الاقتصاد فالادمان عباره عن نقص في الانتاجيه وسوء في توزيع الدخل وتعطيل للقوى البشريه المنتجه.
بالنسبه لعلماء الاجتماع: هو نتاج فقر وبيئات دنيا وضغوط اجتماعيه, ومسايره قيم عدوانيه تجاه المجتمع
وحدوث الادمان يحتاج الى توافر عوامل ثلاثه هي:
1-توافر الماده المدمنه: حيث يختلف حال الفرد ومظاهرالادمان باختلاف الماده المستخدمه
2-الشخص المدمن: شخصيه قابله للاعتماديه او لظروف خارجيه خاصه تخضع لها
3-الظروف البيئيه والاجتماعيه: وكذلك اعتماد الفرد علي عقار او عدم اعتماده عليه
يرجع الى تفاعل عوامل ثلاثه هي:
1-السمات الشخصيه وتجارب الفرد المتعاطي
2-طبيعه البيئه الاجتماعيه والثقافيه العامه لفرد
3-الخصائص الديناميه الفارماكولوجيه للعقار المستخدم
وقد حاولت منظمه الصحه العالميه سنه1957وضع تعريف للأدمان وميزته عن الاعتياد:
فالادمان هو حاله تسمم دوريه أو مزمنه ناتجه عن الاستخدام المتكرر لعقار ما وتتصف بالاتي:
1-رغبه غلابه أوحاجه قهريه تدفع الشخص الى الاستمرار في تعاطي العقار والحصول عليه بأي وسيله
2-ميل الى زياده الجرعه المتعاطاه من العقار
3-اعتماد جسمي بوجه عام ونفسي بوجه خاص على أثار العقار
4-تأثير ضار بالفرد والمجتمع
أما الاعتياد فهو حاله تنتج عن الاستهلاك المستمرلعقار ما.
وتتصف بالاتي:
أ-رغبه ليست قهريه في الاستمرار في تعاطي العقار, وذلك للحصول على الاحساس بالسعاده
ب-ميل ضئيل وقد لايكون هناك ميل على الاطلاق لزياده الجرعه
ج-درجه ما من الاعتماد السيكولوجي على أثار العقار مع عدم وجود أعتماد فسيولوجي أو أعراض أنسحاب
د-أثار ضاره بالفرد فقط
هناك نوعان من الادمان هما:
الادمان النفسي او السيكولوجي: وهوعباره عن رغبه للاستمرار في تعاطي العقار لتحقيق الشعور بالانتباه.
الادمان الفسيولوجي او الجسمي: حيث تعتاد خلايا الجسم على المخدر ولاتعمل بدونه ويصبح الانسان مقهوراً امام ادمانه ويعاني من غربه عارمه او قهرر للاستمرار في التعاطي والرغبه في زياده الجرعه مع التدهور المستمر والمتلاحق في شخصيه المريض.
ولكل من الادمان النفسي والادمان الجسمي مظاهر تتمثل في لاشكال الاتيه:
-نوبات من المرح والانبساط وهذا هو الشكل الاساسي للأدمان
-أضطراب جنسي أو نشاط جنسي مشوش أوغير واضح
-مظاهر بارانويا, وتحدث في الحالات المتقدمه من الادمان
-تدهور عقلي
-تدهور خلقي وأجتماعي ومهني
انواع المواد المخدره:
1-1-الطباق( التبغ) النيكوتين: هو الماده الفعاله نفسيآ في الدخان وهو من اهم العقاقير التي يؤدي تناولها الى التعود عليها وقد عرفت أوروبا تدخين الطباق اثر نقله إليها من القاره الامريكيه في اواخر القرن الخامس عشر ويقال أن الانتشار الشديد للتدخين في أواخرالقرن التاسع عشر,وأوائل القرن العشرين جاء مصاحبآ لعاملين على جانب كبير من الاهميه الاقتصاديه, أحداهما تصنيع السجائر على نطاق واسع والاخر تقدم أساليب الاعلان.
عرف العرب تدخين السجائرعن طريق الاتراك الذين تعرفو عليه من الاوربييين ومن فرنسا بوجه خاص فيما بين عامي1503\1572
حيث كانت تربطها علاقه تجاريه قويه جدا مع تركيا.
ثم نقل الاتراك زراعه التبغ الى مصر عام1859 بعد الفتح العثماني لها.
2-الكحوليات
من اقدم المواد النفسيه التي تعاطاها الانسان
تعتبر الصين من اقدم الدول واسبقها الي معرفتها وتصنيعها للكحول منذ عصور ماقبل التاريخ
3-القنب ( الحشيش - البانجو – الماريجوانا)
القنب :تشير بعض المراجع التاريخيه الي انه عرف منذ حوالي القرن العشرين قبل الميلاد واستخدمت في علاج بعض امراض العيون
وفي أوائل القرن الثالث عشر كان القنب قد أنتشر في فارس والشام ومصر, وكتب ابي البيطار عن القنب وقال: أنه يؤكل أن أكله يشعر بالخفه والسرور ولكنه ينتهي الى العته وربما الموت
الحشيش: هو اكثر انواع المخدرات انتشارآ في دول الشرق الاوسط.وكذلك البانجو
البانجو:نبات يجفف ع حالته وتباع اجزاؤه كامله, وقد ساعد رخص ثمنه علي سهوله رواجه وانتشاره بين قطاعات المتعاطين
4-الأفيون ومشتقاته
تشير بعض المراجع الي ان الاستخدام الطبي للافيون عرف منذ مايقارب سبعه الاف سنه قبل الميلاد الي انه كان
يستخدم قديما في علاج المغص عند الاطفال, وكذلك ورد ذكره في ملاحم هوميروس باعتباره الدواء الذي يهدي الالم والغضب ويمحو من الذاكره كل اثر الاحزان.
5-الكوكايين:
وهو من المنشطات الطبيعيه، و يستخلص من نبات الكوكا الذي ينمو في امريكا اللاتينيه ,لاسيما في حوض نهر الامازون,ويعد الكوكايين من أقوى العقاقير المنشطه ذات الاصل الطبيعي, وقد أنتشر أثناء الحرب العالميه الثانيه
القات: يزرع نبات القات في افريقيا بكينيا و الصومال واليمن, وللقات مثل اغلب العقاقير المنشطه له اضرار صحيه كثيره وله تأثيرمزدوج على الجهاز العصبي.
-يمكن تصنف المخدرات الى:
مخدرات طبيعيه: وهي كل المواد من اصل نباتي
مخدرات تصنيعيه:يكون اساسها طبيعيا
مخدرات تخليقيه: هي المواد التي تصنع في المعامل او المصانع كيميائيا، و تشمل الحبوب بجميعع انواعها
-كما يمكن تصنيف المخدرات على حسب تأثيرها على النشاط العقلي والناحيه النفسيه الى:
المهبطات:وهي المواد التي تبطي من النشاط الذهني تشمل (الافيون, المورفين, الهيرويين, الكودايين)
المنشطات: مواد تؤثر في النشاط العقلي عن طريق التنبيه والاثاره (تشمل الكوكايين,القات,مجموعه الامفيتامينات وهي المواد التي لها قدره واسعه على مقاومه النعاس والارهاق
المهلوسات: مواد تسبب الهلوسه والاوهام والتخيلات
المستنشقات: وتسمى بالمذيبات الطياره وهي مؤثره بصفه عامه علي الجهاز العصبي تحدث احيانآ حالات من التهيج والانتعاش تتلوها اعراض هذيان ومن هذه المواد (البنزين ,مخفف الطلاء ,مزيل طلاء الاظافر,سائل الوقود,لاصق الاطارات,الغراء)
6-الحشيش:عباره عن عصاره صمغيه تفرز في الاجزاء العليا الناميه من النبات والازهار ويؤدي تناوله الى عدم القدره على التركيز والهلوسه.
ثانيا : مفهوم الادمان
يقصد بالادمان لغه: المداومه على الشي او الاعتماد المطرد عليه ورجل مدمن خمرآ أي مداوم شرابه وفلان يدمن كذا أي يديمه.
-واتجه الرأي اخيرا الي ان تأثير الماده المخدره لايتسبب عنه مجرد المداومه والاعتياد مع طول الوقت ولكن يترتب عليه اعتماد الجسم علي تعاطي الماده المخدره في اداء وظائفه بحيث تنتاب الجسم تغيرات وآلام اذا ماانقطع عنها، وهو امر لايستطيع المتعاطي احتماله.
-وهناك تعريفات عديده للادمان منها
الادمان: هو حاله تسمم دوريه او مزمنه تلحق الضرر الشديد بالجسم وهي تنتج عن تعاطي عقار مخدر سواء كان طبيعيآ او مصنعآ، واهم خصائص الادمان انه يؤدي الي الحاجه القهريه للاستمرار في تعاطي العقار والميل الي زياده جرعته.
الادمان: هو حاله يعاني منها الفرد بعد تعاطي المخدر لفتره طويله فيتعود الجسم عليها وتعرف بالاعتماد العضوي وبعد فتره يشعر المدمن
انه في حاجه الي زياده الكميه ليحصل علي ذات التأثير
- التحليل السيسولجي للإدمان
-يرتبط الإدمان من وجهه النظر الإجتماعيه ( السيسولجيه) بالمعايير الاجتماعيه والقيم فهو يعتبر شكلآ من أشكال التكيف الانسحابي غير المتوافق مع المعايير والقيم السائده في المجتمع.
وعاده مايفسر الادمان من الوجهه الاجتماعيه البحته انه نتيجه ضغوط المجتمع الذي يعيش فيه الفرد
كالفقر واحباطات الاقليات والقوي المدمره التي قد تعمل مع الفقر علي اظهار دوافع عدم رضا لدي الشباب والأسر المفككه والفراغ الخالي من الأهداف.
-ونستطيع ان نحدد اهم الاتجاهات الاجتماعيه السوسيولوجيه لتفسير الادمان في الاتي:
(الدورالاجتماعي - الخلل الوظيفي- العوامل الايكولوجيه- التعلم الاجتماعي- السلوك محصله للتفاعل بين الفرد والمجتمع)
1-الدورالاجتماعي:
يرى أصحاب هذا الاتجاه أن الانحرافات السلوكيه بعامه , وادمان المخدرات والكحوليات بخاصه ناتجه عن مشاعر القلق المتزايده التي تشيع لدي بعض الافرادالذين يفشلون في أداء أدوارهم الاجتماعيه بالطريقه التي يتوقعها منهم المجتمع، فمن المعروف ان للدور الاجتماعي شأنا كبيرا في شعورر الفرد بذاته وتقديره لها.
-كلما أدى الفرد أدواره الاجتماعيه بالطريقه التي يتوقعها منه المجتمع قلت كميه القلق لديه,وبالتالي قل أحتمال الانحرافات السلوكيه لديه, وهذه الظاهرة نعني بها الفشل في تحقيق أداء الدوركما يتوقعه المجتمع لاتكون موجوده في المجتمعات البدائيه البسيطه, حيث أن الادوار فيها منسقه ومتكامله بينما نجد المجتمعات المعقده لاتسير فيها الادوار وفق تناسق أو تكامل كما في المجتمعات البدائيه,وهذا بالتالي ينعكس على طبيعه أداء الافراد لأدوارهم ودرجه نجاحهم في تحقيق مايتطلبه المجتمع.
2-الخلل الوظيفي
يرى أصحاب هذا الاتجاه أن وجود مشكله أجتماعيه في قطاع ما يعني بالضروره وجود خلل وظيفي في النظام وعليه فإن كل اهتماماتهم تنصب نحو دراسه الاثار المترتبه على أي انحراف او جناح او خلل وظيفي اجتماعي
فإذا كان ذلك يسبب خللآ وظيفيآ للمجتمع فعلآ,فإنهم يعدونه مشكله أجتماعيه,وهم لذلك يركزون في دراساتهم عن الادمان على أعداد المدمنين, وتوزيعهم الجغرافي, وفئاتهم العمريه وإنتاجيتهم في العمل, وتفشي البطاله بينهم
3-العوامل الايكولوجيه
يهتم أنصار هذا الاتجاه بالربط بين أنحرافات السلوك المختلفه للفرد وبين البيئه الفيزيقيه التي يحيا بها والتي تتضمن ضغوطا مختلفه سيئه وأوضاعا قاصره حضاريا بحيث تساعده علي اكتساب انواع شتي من السلوك المرضي او المعادي للمجتمع والقانون.
وتتميز هذه المناطق كما يتبين في العديد من الدراسات الاجتماعيه المختلفه بالتالي:
أ- شيوع المساكن المنهدمه والضيقه والمزدحمه التي لاتتوافر فيها الشروط الصحيه التي عاده ماتكون في اطراف المدن
ب- انتماء السكان الي انماط ثقافيه مختلفه فنهمم النازحون الي المدينه من الريف ومنهم المهاجرون الذين اغراهم رخص ايجارات هذه المناطق بالسكن فيها
ج- ارتفاع نسبه البطاله ومن ثم انخفاض المستوي الاجتماعي الاقتصادي
د- وجود صراع ثقافي بين هذه المناطق والمناطق المجاوره
هـ - عدم استقرار قواعد الضبط الاجتماعي فيها
4-التعلم الاجتماعي
مؤدى هذا الاتجاه أن السلوك بعامه هو سلوك متعلم عن طريق التفاعل الاجتماعي بين الفرد والاخرين, وان معظم أنواع السلوك يتم تعلمها من خلال جماعه ما قد تكون الاسره أو المدرسه,او جماعات الاتراب وان الفرد يكتسب مجموعه من الاتجاهات والمعتقدات المؤيده او المعارضه حيال الموضوعات المختلفه وذلك طبقا لما تمليه البيئه المحيطهه به، كما أن سلوك المدمن يفسر بناء على التعلم الاجتماعي للسلوك.
يتم تعلم الادمان في ثلاث خطوات:
1-تعلم الطريقه الصحيحه للتعاطي
2-الخبره التخديريه وربطها استخدام المخدر
3-تعلم الاستمتاع باثار المخدر
-أن أي من هذه الخطوات الثلاث تتم عن طريق التعلم الاجتماعي. اذا من المتعذر علي فرد ما ان يتعاطي مخدرا لم يسمع عنه من الجماعه
-كما ان ممارسه الخبره التخديريه وتعلم الاستمتاع بها يتمم وسط جماعه ايضا.
5-السلوك محصله للتفاعل بين الفرد والمجتمع
-يعتمد هذا الاتجاه على دراسات علم النفس الاجتماعي والطب النفسي وعلم النفس العام فالفرد والمجتمع وجهان مختلفان لعمله واحده هي التفاعل الاجتماعي
-الشخصيه تقوم في اساسها علي تبادل العلاقات بين الفرد والجماعه سواء في طفولته او في رشده فإن المجتمع المضطرب المفكك ينتج شخصيات مفككه مضطربه
-أن سوء وقوه الفرد ترتبط إيجابيآ بسوء وقوه العلاقات التي تتضمنها الجماعه التي ينتمي اليها فالعلاقات المتبادله بين الفرد والمجتمع هي الاساس في سواء السلوك وعدم سوائه، ويفسر الاجتماعيون اضطراب هذه العلاقات علي النحو التالي:
1-فشل عمليه التطبيع الاجتماعي
2-صراع الاتجاهات الفرديه مع القيم الاجتماعيه
3-الفشل في اداء الدور الاجتماعي المتوقع من الفرد
-فعدم نجاح عمليه التطبيع الاجتماعي يجعل العلاقات المتبادله بين الفرد والمجتمع في صوره فجه، كما انه يساهم ايضا في خلق الصراع بين مايعنتقه الفرد من قيم واتجهات وبين ماهو موجود في المجتمع وذلك يؤدي بالتالي الي فشل أداء الفرد لأدواره الاجتماعية.
-والسلوك الاجتماعي في حد ذاته لايمكن أن يقال أنه سلوك منحرف او غير منحرف سوي أو مرضي , ولكن الذي يصفه بهذه الصفه أو تلك هو تقييم المجتمع له في ضوء مدى ألتزامه أوخروجه عن المعايير الاجتماعيه للسلوك،
-ويعتبر المنحرف مريضا اجتماعيا
-الاسباب الاجتماعيه التي تساعد علي ظهور السلوك الشاذ والاضطراب الكامن في الشخصيه، ومن هذه الاسباب
1-البيئه الاجتماعيه
2-العوامل الحضاريه والثقافيه
3-اضطراب في التنشئه الاجتماعيه
-ويرى ويلكر ان هناك عاملين مرتبطين ارتباطاً جوهرياً بإدمان المخدرات عند الافراد عند وصولهم الى سن المراهقه هما:
1-صراعات خاصه بالرغبه في الاتكاليه وتتمثل في
أ-تنافر الوالدين
ب-تذبذب الام بين العطف والحنان من جهه والنبذ من جهه أخرى
ج-أنحراف الام
د-أهانه الاب للابن
2-عدم قدره الطفل علي ادراك دوره في المجتمع نتيجه للعديد من الامور
أ-نبذ الوالدين للطفل
ب-انعدام طموحات الوالدين
ج-انعدام مراقبه الطفل
د-تهرب الاب من المسئوليه
التأثيرات الاجتماعيه والنفسيه للادمان:
-كانت النظره القديمه ترى أن الادمان يحقق الارضاء ويشبع الرغبات,كما كان ينظرالى البحث عن العقار وأستخدامه باعتباره بحثآ مكلفآ لسعاده رخيصه,أي أن النظره هنا تنصب على أعتبارالادمان وسيله إشباع وتحقيق رغبات
-اما النظره الحديثه لوظيفه الادمان السيكولوجيه فلا تنكر دور الاشباع وتحقيق الرغبات كجانب من جوانب الادمان, ولكنها تؤكد أيضآ على الادمان كوسيله للدفاع, فالقول بأن الادمان هروب من المواقف الخارجيه التي لاتحتمل قول له صدى لدى الجميع.
-أما مفهوم الحاجه الى العقار كدفاع ضد العوامل الخارجيه التي لاتحتمل وبصفه خاصه العوامل الوجدانيه فلم تلق الكثير من الاهتمام.
- ومن بين من نظروا الى وظيفه الادمان الدفاعيه:
فرويد" في وصفه المخدرات كوسائل للتعامل مع الألم وأبعاد الهموم
جلوفر" الذي قال أن من اهم وظائف الادمان الدفاعيه هي التحكم في القوى الساديه,كما أن الادمان يعمل بصوره وقائيه ضد الارجاعات الذهانيه في حالات النكوص.
فينيكل"ينظر الى الادمان كوسيله لتحاشي الانهيار الاكتئابي
هارتمان" يرى أن الدوافع اللاشعوريه للأدمان هي الرغبه في تحاشي المشاعر المؤلمه والتخلص من بعض الاعراض
وايدر وكابلان" يرى كل منهما أن الدافع الشعوري المسيطر للأدمان ليس البحث عن المباهج الجنسيه ولكن الرغبه في الحصول على تخفيض فارماكولوجي للاحساس بالكآبه التي لايستطيع الفرد أن يتعامل معها بمجهوداته الذاتيه
-ومن الممكن إذن أن نقول أن للأدمان وظيفتين أساسيتين هما
1-هي الهروب من الواقع الضاغط الذي لايستطيع أن يواجهه المدمن
2-هي أنه ميكانيزم دفاعي يمنع ظهور الاعراض النفسيه التي قد تدمر الذات ولكنه من الميكانيزم الدائريه, إذ أن الاستخدام المزمن للعقاقير يزيد من مرضيه الانا.
- سيكولوجيه الادمان تقوم على أساسين هما
الأول:صراعات نفسيه ترجع الى:
أ-الحاجه الى الاشباع الجنسي النرجسي الذي يرجع أساسآ الى أضطرابات علاقات الحب والاشباع العضوي وبخاصه في المرحله الفميه.
ب-الحاجه الى الأمن.
ج-الحاجه الى أثبات الذات وتأكيدها.
وتكرار التعاطي يعني الفشل في حل تلك الصراعات وأشباع هذه الحاجات
الثاني: الاثار الكيميائيه للمخدر , وهو الذي يميز مدمني المخدرات عن غيرهم، وبذلك فإن الاصل في الادمان وطبيعته يرجعان الى التركيب النفسي للمريض الذي يحدث حاله الاستعداد, ومن ثم يأتي الدور الذي تلعبه أثار المخدر الكيميائيه وخواصه.
صفات شخصيه المدمن:
اتفق الباحثون المهتمون بدارسه مشكله الإدمان ان أهم خصائص شخصيه المدمن هي
1-الانطوائيه والانعزال عن الاخرين بصوره غير عاديه
2-الاهمال وعدم الاهتمام او العنايه بالمظهر
3-الكسل الدائم والتثاؤب المستمر
4-شحوب الوجه وعرق ورعشه بالاطراف
5-فقدان الشهيه والهزال والامساك
6-الهياج لأقل سبب ممايخالف طبيعه الشاب المعتاده "العصبيه"
7-الاهمال الواضح في الامور الذاتيه وعدم الانتظام في الدراسه اوالعمل
8-إهمال الهوايات المختلفه
9-اللجوء الى الكذب والحيل الخادعه للحصول على مزيد من المال
10-اللجوء الى السرقه أحيانآ من أجل الحصول على المال اللازم لشراء الماده التي يدمنها
-كما ان هناك عده امور او اعراض ظاهره تشير الى وجود ظاهره ادمانيه لدي الشخص اهمها:
1-العصبيه والعزله عن الاسره
2-تغيير الاهتمامات والاصدقاء
3-تدهور الصحه
4-المرواغه والكذب
5-ظهور المخدر بالتحليل المعملي
-أسباب ادمان المخدرات لدي الشباب المعاصر:
-تتنوع اسباب الادمان لتشمل الجوانب النفسيه والاجتماعيه والدينيه والتربويه فتعاطي المخدرات قد يدل على اضطراب الشخصيه
-وجوهر هذه الاضطراب يتمركز في معاناه المتعاطي من مشاعر القلق، والإكتئاب وعدم الثقه في النفس واليأس وفقدان القدره علي مواجهه الإحباط ، وفقدان الكيان والإعتبار للذات، وغياب الهدف ، وهنا تقوم المخدرات بوظيفه مهمه للمدمن وهي اشباع حاجته للشعور بذاته وتحقيق كيانه والتخفيف من مشاعر النقص والضياع والاغتراب
-وكذلك قد يدفع ضعف الوازع الديني العديد من الشباب للوقوع في هوه الإدمان ، فإذا أدرك البعض ان كلا من الإسلام والمسيحيه قد حرما كل مايذهب بالعقل ويهدد سلامه الانسان لامتنعوا عن الإدمان
-يقول الله تبارك وتعالي في هذا الصدد (ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) المائده 90
اضرار الإدمان:
-يتعاطي البعض المخدرات متوهما أنها قد تساعده علي الهروب من الواقع الآليم أو علي تقويته جنسيا، أو قد تساعده في التغلب علي الهموم والكآبه والضغوط ولكن كل ذلك وهم وزيف وسراب
-كذلك تتنوع الأضرار والآثار الناتجه عن التعاطي ، وتتفاوت مابين أضرار تحدثها عموما المخدرات (بصرف النظر عن نوعها) ومابين ضرر ينفرد به نوع دون آخر ، وبين ثالث يتخطي الآضرار البدنيه إلي أضرار عصبيه ونفسيه
1-الاثار النفسيه والعقليه للادمان
المخدرات تؤثرعلى الوعي والسلوك وجهاز المناعه
أ-الوعي:
تسبب المخدرات تأثيرآ واضحآ على الوعي بأكثر من شكل
1-تقليل الوعي او تغييبه (الافيون ,الهيروين)
2-تنبيه الوعي وتنشيطه (الكوكايين , الامفيتامينات)
3-اضطراب في ادراك الواقع وهلوسه (البانجو , الحشيش)
ب-السلوك:
يصبح المدمن مشغولآ بتعاطي المخدر وينسى مشاغل الحياه الاخرى, ويتعرض الى حاله سيئه, ويتألم إذا لم يجد المخدر التي يتعاطاها، ويزداد أمر المدمن سوء اذا اعتاد جسمه علي المخدر، فيقل تأثيره عليه، وبالتالي تزداد الجرعه التي يتعاطاها فيسوء الأمر أكثر.
ج-جهاز المناعه:
المواد المخدره تضعف جهاز المناعه ويصبح المدمن عرضه للمرض، وأكثر معاناه منه.فالمخدرات بجميع أنواعها لها تأثير خطير على الجهاز العصبي ,كما أنها تهاجم مراكز المخ العليا ويظهر علي المدمن الاختلال الحركي وتشويش الإدراك ، وتحدث ظاهره انخفاض الإحساس بالآلم.
2-الاثار الصحيه والجسميه للادمان:
-المدمنون يعانون بصفه عامه من الضعف العام والتدهور في كافه جوانب حياتهم الصحيه الي الدرجه التي يعجزون فيها عن القيام بأي عمل مهني مهما كان سهلا ,
-بالاضافه الى التسمم الناتج عن أدمان الكحوليات,والتليف الكبدي والذي يؤدي في كثير من الأحيان بحياه المدمن، كما يعمل الآدمان علي تدمير الشخصية..
3-الاثار الاجتماعيه للأدمان:
أنتشار المخدر كارثه وأدمان تعاطيه آفه ومرض أجتماعي، يذل الفرد ويحطمه ويؤثر علي نفسيته وينعكس علي شخصيته فيمحو منها الفضيله ويدفعها الي الرذيله ويهدم المثل العليا ويقود الشخص الي التبلد واللامبالاه، ويفقد الشعور بالمسؤليه ويبعده عن واقع الحياه ويؤثر في صحته وصحه حكمه علي الآشياء وتصرفه غير طبيعي وتفكيره سقيم،دائم الجلوس وقليل الحركه ولايقبل علي العمل.
ومن الناحيه الاجتماعيه فأن أغلب حالات الادمان تؤدي الى التفكك الاسري وفقدان الروابط داخل الاسره فالأب المدمن هو شخص غير قادر علي تنشئه أولاده التنشئه الاجتماعيه الصحيحه لانه يكون غير مدرك لمشكلات اسرته ، علاوه علي ذلك فهو يفقد احترام ابنائه له نتيجه لتشويه صورته أمام أبنائه مما يؤثر علي نموذج القدوه لديهم.
4-الاثار الاقتصاديه للادمان
مشكله الادمان لها جانبها الاقتصادي وهو على قدر كبير من الاهميه,بالنسبه للفرد والمجتمع, فهناك أموال كثيره تنفقها الدوله في مكافحه المخدرات.
بالنسبه للفرد فلها تأثير سلبي علي الفرد حيث يوجه الجزء الأكبر من دخله الي الإنفاق علي المخدرات
وكذلك أنتاج الفرد في العمل يتأثر كمآ وكيفآ بما يطرأ عليه من تغيرات كنتيجه مباشره للتعاطي, وبالتالي فهي لها دخل كبير في أنتشار البطاله وقله الانتاج
-فعلي مستوي الفرد: مرض وانحلال وإجرام وتدهور في القيم الخلقيه والدينيه,ثم أنهيار للحاله الاقتصاديه.
-بالنسبه للمجتمع: فأنها تنعكس على الانتاج كمآ وكيفآ وتضطرب أقتصاديات المجتمع وتتأثر تبعآ لذلك كل المشروعات الانتاجيه والاقتصاديه كما تتكامل الآثار النفسيه والاجتماعيه والصحيه مع الآثار الإقتصاديه وتقضي علي افراد المجتمع وتضعفهم وتحطمهم وبذلك ينهار المجتمع من داخله.
-علاج الادمان
الاكتشاف المبكر: يعد الاكتشاف المبكر للتعاطي من الامور التي تسهل العلاج وتضمنه
-كما ان الصوره والتغير الواضح في عده امور او أعراض أهمها مايلي:
أ- العصبيه والعزله عن الأسره
ب-تغيير الاهتمامات والأصدقاء
ج- تدهور الصحه
د- المرواغه والكذب
هـ - ظهور المخدر بالتحليل المعملي
وهناك ابعاد مختلفه لعمليه علاج الادمان تتمثل في:
1-الاسره: هي القادره على أكتشاف حالات الادمان مبكرا بين أفرادها وحثهم وتشجيعهم على العلاج
2-العيادات الخارجيه: تكون مناسبه لاستيعاب غيرالقادرين ماديا, ولمن يملكون الاراده ومدمني الصدفه والذين يكون إدمانهم ثانويا
3-الخدمه الاجتماعية وهي اساسيه في العلاج لانها تدخل تعديلات شامله ع شخصيه المدمن واسرته وبيئته
4-انديه الدفاع الاجتماعي :تؤدي الخدمه في سريه تامه والعلاج مجاني وتنفذ منهاجآ تكامليآ للعلاج(اجتماعي -نفسي -ديني - مهني – ترويحي)
-العلاج الاجتماعي: وفيه تأكيد على دور منظمات المجتمع المختلفه وخاصه المؤسسات الاجتماعيه في حمايه الشباب من الانحراف ، وتوفير القاده المهنيين الذين تتوافر فيهم عناصر القدوه الصالحه والتمسك بالقيم والآخلاق والدين والضمير الحي
-التمريض النفسي يهدف الى مساعده الانسان على ان يكون صوره ايجابيه عن ذاتة، وان يقدر علي تكوين علاقات سويه، وأن يكون له دور فعال بالمجتمع
-كلما كان العلاج تكاملياً بين هذه الجوانب (الابعاد)كلما كانت أكثر فائدة و أشد فاعليه
-الادمان ليس مرضا في حد ذاته ولكنه نمط حياة.
-فمرحله التأهيل والرعايه اللاحقه هي مرحله لازمه ومكمله وضروريه للعلاج الطبي والنفسي والاجتماعي.
-تنقسم مرحله التأهيل والرعاية الى ثلاث مراحل اساسيه ماهي:
1-مرحله التأهيل العملي: خاصه بحل مشكلات المدمن مع عمله فهي تستهدف استعاده المدمن لقدراته وفاعليته في مجال عمله، وعلاج المشكلات التي تمنع عودته إلي العمل
2-مرحله التأهيل الاجتماعي: تستهدف هذه العمليه أعاده دمج المدمن في الاسره والمجتمع, وذلك علاجآ لما يسمى (بظاهره الانخلاع) حيث يؤدي الادمان الى أنخلاع المدمن من شبكه العلاقات الاسريه والاجتماعيه, وتعتمد على تحسين العلاقه بين الطرفين( المدمن من ناحيه ، والأسره والمجتمع من ناحيه اخري ) وتدريبهما على تقبل وتفهم كل منهما للآخر
3-مرحله الوقايه من النكسات: تستهدف هذه العمليه المتابعه العلاجيه لمن شفي لفترات تتراوح بين سته أشهر وعامين من بداية العلاج مع تدريبه وأسرته علي الاكتشاف المبكر للعلاقات المنذورة لاحتمال النكسة لسرعة التصرف الوقائية تجاهها.
-دور المجتمع بهيئاته المختلفه في علاج الادمان:
1-دور الاعلام:
للإعلام دور مثمر وفعال في علاج مشكله الادمان يؤديه بطريقه هادفة وغير مباشرة وذلك بعرض مشكله الادمان من خلال استراتيجيه موجهه من خلال وسائل الاعلام ( المرئية - المسموعة - المقروءة) لما لها من قدره علي التأثير في الرأي العام بهدف خلق الوعي بخطر الادمان وتكوين رأي عام مناهض له وهو تعبئه الرأي العام ضد خطر الادمان ، وكذلك يمكن ان يمتد ليتضمن نوعيه كل من المدرسين ورجال الدين والآباء والأمهات لينعكس ذلك علي تربيه الأبناء تربيه سليمة بعيده عن الإدمان ويتطلب ذلك خطه اعلاميه متكاملة.
2-دور المؤسسه الدينيه:
وذلك من خلال الدعوة الي التمسك بالقيم والمبادئ الدينيه و الاخلاقية.
ومن ثم ينبغي محاربه الادمان بتقوية الوازع الديني لأبنائنا، وذلك بالإكثار من الأحاديث الأسريه والحصص الدينيه في المدارس والخطب في المساجد ودور العباده التي تدعوا الي نشر الوعي الديني والقيم الدينيه التي تنبه الي اضرار الادمان ونتائجه.
3-دور الأسرة:
ان اهتمام الأسره بأبنائها يفتح امامهم مجالات متنوعة لممارسه الأنشطه المختلفه واكتشاف قدرات الآطفال العلميه او الرياضيه او الفكرية علي حد سواء باعتبار ان هذا هو الطريق الامثل لاستيعاب طاقاتهم.
ينبغي علي الآسره ( الأب و الأم تحديد) ان تراعي اساسيات التنشئة ومن اهمها:
1-عدم التمييز بين الابناء : ان تكرار التأكيد علي قدرات بعض الابناء والتباهي بها وتجاهل الآبناء الآخرين يؤدي الي احباطهم ويدفعهم الي محاوله البحث عن مجالات اخري للتفوق وتآكيد الذات
2-الاعتدال والتوازن في التعامل مع الأبناء دون إفراط او تفريط سواء في التدليل أو القسوه
3-مساعده الابن في اختيار أصدقائه والتعرف علي أصدقائهم دون قهر او اجبار لآن أصدقاء السوء يؤثرون عليه وقد يجرونه الي الممارسه الممنوعة.
4-مراقبه سلوك الأبناء حتى يتم ملاحظه اي تغيير في سلوكهم او في حياتهم الصحية من اجل الاكتشاف المبكر ثم التوجيه السريع الي اماكن العلاج ضامنا للشفاء العاجل والنهائي.
5-تعامل الأسره مع المتعاطي بنضج وفهم حتى لاتزداد المشكله فتنظر الأسره ان وجود فرد ما يتعاطي وصمه عار علي جبينها بل هي حاله طارئه يجب ان تتكاتف لإنقاذه منها.
6-عند بدء العلاج يجب ان تكون للأسره دور هام في تشجيع المتعاطي علي مواصله علاجه ودعمه نفسيا وحل مشكلاته التي كانت سببا في انحرافه.
اذا كان التأهيل مكملاً للعلاج فبالتالي على الأسره بذل الدعم النفسي والاجتماعي للمريض حتى لا ينتكس ولهذا تعتبر الأسره هي خط الدفاع الأول فإذا صلحت صلح المجتمع معها.
4-دور المدرسه:
- الاهتمام بتدعيم دور الأخصائي الاجتماعي في رصد الحالات الفرديه المعرضه للإنحراف ثم التدخل المهني وفق خطه عمليه مدروسة.
-وضع برنامج يتم تنفيذه طوال العام بالمحاضرات والندوات الخاصه بالوقايه من اخطار المخدرات يتم من خلال الاستعانه بعدد كبير من المتخصصين في مجالات مختلفة تشمل الجوانب الدينيه والصحية والنفسية،
-الاستعانة بالمنضمات والهيئات والمؤسسات التي من اهدافها مكافحه ومقاومه المخدرات سواء بالاستعانة بالخبراء فيها ام الدعم المادي للمشروعات التي تنفذها المدرسه في هذا المجال.
-توظيف الجماعه الصحية الهلال الاحمر للتوعية بأخطار المخدرات علي ان يتولى الطلاب انفسهم القيام بهذه التوعيه لما في ذلك من فائدة مزدوجة حيث يتم توعيه الطلاب من ناحية ثم يقوم هؤلاء الطلاب بمخاطبه زملائهم من ناحية اخري
-توظيف مجلس الاباء والمعلمين للاستفادة من خبرات من يضمهم ويدفعهم للمشاركة في برامج التوجيه الجماعي من خلال المحاضرات والندوات.
-توظيف جماعات الأنشطه المختلفة لخدمه هدف عام هو الوقاية من المخدرات
- قيام المدرسين في مختلف التخصصات بعمل برامج اذاعيه يوميه للتوعية بأخطار المخدرات
-قيام الاخصائي الاجتماعي بتشكيل الجماعات العلاجية وهي جماعه لا يزيد عدد اعضائها علي خمسه عشر طالبا ممن وقعوا فعلا في مشكله الادمان ويتم تطبيق الاساليب المتبعه في العلاج.
-شغل اوقات الطلاب بالأسلوب الامثل ومساعدتهم علي القيام بمشروعات انتاجيه تستثمر طاقتهم وتعود بالنفع في مجتمعهم والجماعات الاجتماعيه بالمدرسة خير وسيله لتحقيق ذلك ( جمعيه تعاونيه - خدمه عامه)
--تدريب الاخصائيين الاجتماعيين بالمدارس علي كيفيه التصدي لمشكله المخدرات وكيفيه التعامل معها والتعرف علي المدمن.
دور الدوله في علاج الادمان
يتمثل دور اي دوله في اصدار القوانين اللازمة للردع والعمل علي تعظيم دور اجهزه المكافحه بكافه اشكالها مع وضع سياسة علميه موجهه تهدف الي العمل علي:
أ-مكافحه العرض : ويقصد بها التقليل من كميه الماده المعروضه في اسواق التجاره الغير مشروعه
ويتحقق مكافحه العرض من خلال (تكثيف حملات رجال الامن) والقبض علي التجار واباده الاراضي المزروعه بالمواد الغير مشروعه.
ب-خفض الطلب : ويقصد بها تحجيم الطلب او الاقبال علي المواد النفسيه وذلك من خلال تحديد عدد المتعاطين في المجتمع.
ويتحقق مكافحه خفض الطلب من خلال (تقديم العلاج وتكثيف التوعية).
-العلاج الطبي للإدمان:
الهدف من العلاج الطبي هو تخليص الجسم من السموم يوجد بعده طرق هي:
1-طريقه المنع البات:منع المخدر منعآ باتآ دفعه واحده
2-طريقه المنع التدريجي:منع المخدر بصوره تدريجيه
3-طريقه الاستعاضة:تشمل اعطاء ادويه تحل محل المواد المخدره
4-طريقه العلاج بالإبر الصينية بغرس الابر في الاذن وحول الانف في خمس جلسات
العلاج الطبي يعمل على إيقاف الادمان بمشاركه العلاج النفسي والاجتماعي معا ويتوقف إتمام العلاج في داخل المستشفى أم في العيادة الخارجية على ثلاث عوامل:
1-مده الادمان ودرجته
2-نوع المخدر المستعمل
3-نوع الشخصيه واحتمال وجود مرض نفسي أوعقلي
العلاج الطبي يقوم على أحد مبدأين رئيسيين:
1-مبدأ الفطام التدريجي للمدمن من المخدر الذي أدمنه
2-مبدأ سد القنوات العصبيه التي يسلكها المخدر داخل جسم المدمن
للتأثير في سلوكياته
-والطبيب يختار احد المبدأين علي اعتبارات متعددة تختلف من حاله لآخرى
1-العلاج النفسي للإدمان:
-تتضمن هذه المرحله العلاجيه العلاج النفسي الفردي للمتعاطي ثم تمتد الي الأسرة ذاتها لعلاج الاضطرابات التي اصابت علاقات افرادها سواء كانت هذه الاضطرابات من مسببات التعاطي أم من مضاعفاته
-تتضمن ايضا هذه المرحله تدريبات عمليه للمتعاطي علي كيفيه اتخاذ القرارات وحل المشكلات ومواجهه الضغوط وكيفيه الاسترخاء والتنفس والتأمل والنوم الصحي.
-كما تتضمن ايضا علاج السبب النفسي الأصلي لحالات التعاطي فيتم علي سبيل المثال علاج الاكتئاب اذا وجد او غيره من المشكلات النفسيه
-كما يتم ايضا تدريب المتعاطي علي المهارات الاجتماعيه لمن يفتقد منهم القدره والمهارة اللازمة للتواصل الاجتماعي الفعال
-كما تتضمن اخيرا العلاج الرياضي لاستعاده المدمن كفاءته البدنيه ودعم قيمه احترام نقاء جسده وفاعليتة.
-العلاج النفسي للمدمن يحتاج الى فتره زمنيه تنقسم الى مرحلتين:
1-المرحله الحرجة: يتم فيها التركيز على علاج المدمن بالا دويه والعقاقير أي تخليصه من الآثار الجسميه للإدمان حيث يتم انسحاب أعراض الادمان من جسم المدمن (حيث يتخلص الجسم بشكل شبه نهائي من أثار الادمان).
2-المرحله الثانية: يتم فيها العلاج النفسي والاجتماعي عن طريق جلسات دوريه مع الطبيب المعالج لمحاوله إكساب المريض سلوكيات وعادات جديدة الى جانب إكسابه صداقات جديدة.
-العلاج النفسي يمر بأربع مراحل هي:
-التعرف على اسلوب العلاج :ويقوم الطبيب بشرح طريقة العلاج تفصيليا للمدمن وأسرتة.
-العلاج الفعلي داخل المستشفى او خارجها: وهي مسئولية الطبيب بالكامل.
-نهاية العلاج : وفيها يدخل تحت المظله العائليه ولابد ان تكون مظله قويه وسليمة وعريضة لتدعيم الشفاء والحماية من النكسات وهنا يجب ان تتغير النظره الى المدمن.
2-العلاج الاجتماعي للإدمان:
-العديد من ميادين الطب النفسي والخدمة الاجتماعيه بدأت تعطي اهميه كبري لاستخدام المنهج الديني فيتم تعديل السلوك المنحرف فالدين الاسلامي كمنهج يصلح للوقاية والعلاج بما يحوي من تعاليم.
قال سبحانه وتعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمه للمؤمنين ولايزيد الظالمين إلا خسارا))
فممارسه العلاج الاسلامي مع الأفراد المنحرفين يهدف الي إنماء شخصياتهم وتعديل سلوكهم وتقويم انحرافهم وانتشالهم من الضياع.
فهو يمهد للناس طريق الهدايه التي توصلهم إلي نمو الشخصيه بجوانبها المختلفة فهو
من الجانب العقلي: ينظم الأقكار ويرتبها
من الجانب النفسي: ينظم المشاعر والعواطف ويضبطها ويزيل القلق ويقضي علي التوتر
من الناحية الجسمية: يبنيها ويقومها ويحميها
من الناحية الاجتماعية: يقوي العلاقات وينشر الفضيلة ويدعم الأخلاق
-الخدمه الاجتماعيه تمارس أساليب العلاج الاسلامي المناسب لشخصيه الانسان بمكوناتها البنائيه والوظيفية كما يلي:
العلاج الاسلامي بتنمية العقيدة الاسلامية
وذلك من خلال مبادئ القرآن الكريم ظاهراً وباطناً، وإتباع رسول الله (في العبادات والمعاملات كل شئون الحياة)
العلاج الاسلامي بتنمية الجوانب الخلقية.
-التنمية الخلقية :هي التدريب علي السلوك الرشيد وتكوين الخلق الحميد وهي المعيار الذي توزن به نوايا الأفراد وبواعثهم وهي التوحد المستمر لأعمال الإنسان عن طريق الاستقامة
-والتنمية الخلقية لها هدفان:
الهدف القريب: وهو تكوين الانسان الخير الذي يحب الفضيلة ويؤثر مصلحه غيره على نفسه.
الهدف البعيد: وهو الوصول بالإنسانية الى سعادة الدنيا وسعادة الاخرة.
3-العلاج الاسلامي بتنميه الجوانب العقليه:
-العقل البشري طاقه كبيره ونعمه من أكبر نعم الله علي الإنسان ولقد كرم الله الإنسان بهذا العقل ما أودع فيه من قدرات كثيرة والإسلام يحترم الطاقة العقليه ويشجعها ويربيها لتتجه الي طريق الخير
4-العلاج الاسلامي بتنميه القيم الاجتماعية:
تنميه القيم الاجتماعيه يعتمد علي اساس تنميه مجموعه من العواطف الإنسانيه أهمها المحبه كاحتياج أساسي لكل إنسان ولابد من إشباعه ولن يتحقق ذلك الا بأن يصل من قطعه ويعطي من حرمه ويعفو عمن ظلمه واذا وصل الانسان الي هذه الدرجه من السمو الأخلاقي والصفاء النفسي يستطيع أن يجعل الظلام نورا والشر خيرا ويهتدي الانسان الي سبيل الخير والرحمه.
5-العلاج المتكامل:
-الإدمان ماهو إلا عرض لمرض نفسي اجتماعي ولذلك لابد من القضاء علي الأسباب النفسيه والاجتماعية الدافعه إلي الإدمان وهذه هي مهمة الطبيب النفسي والأخصائي الاجتماعي ورجل الدين، حيث ان جهودهم ضرورية لاستكمال جهود الطبيب البشري.
-علاج الادمان يتم على مراحل متتالية لا يمكن تجزئته بالاكتفاء بمرحله منه دون أخرى او تطبيق بعضه دون بعض لأن ذلك يضر به ويضعف من نتائجه ،فلا يجوز مثلا الاكتفاء بالمرحلة الأولي المتمثله في تخليص الجسم من السموم الإدمانيه دون العلاج النفسي والاجتماعي لأنه حل مؤقت ولايجوز الإكتفاء بهذا وذلك دون اعاده صياغة علاقة التائب من الإدمان بأسرته ومجتمعه ودون تتبع الحاله لمنع النكسات المحتمله التي تمثل خطراً شديداً علي مصير العمليه العلاجيه ككل.
-علاج الإدمان هو عمل جماعي يبدأ من المدمن ذاته الذي يجب أن تتاح له الفرصه ليسهم ايجابيا في انجاحه وكذلك المشاركه الأسره ذاتها ضرورة في كل مراحل العلاج وينبغي ان تتكامل التخصصات العلاجيه ويتحدد وصول النتيجة المطلوبة وهي الشفاء التام وليس الجزئي او المحدود حيث ان الشفاء الحقيقي لايكون مقصورا فقط علي علاج الانسحاب ثم ترك المدمن لينتكس انما يجب ان نصل معه إلي استرداد عافيته الأصليه من وجوهها الثلاثة :
الجسدية والنفسية والاجتماعية مع ضمان عودته الفعالة الي المجتمع ووقايته من النكسات.
-إجراءات الوقاية من مشكله الادمان:
الوقاية: في معناها البسيط هي منع حدوث حاله التعاطي للمخدرات للافراد والجماعات والمجتمعات وتهيئه مناخ اجتماعي سليم.
ويقصد بالوقاية: مجموعه التدابير التي تتخذ تحسبآ لوقوع مشكله.او لنشوء مضاعفات لظروف بعينها أو لمشكله قائمه بالفعل ويكون هدف هذه التدابير القضاء الجزئي علي امكانيه وقوع المشكله او جميعها
وللوقاية ثلاث مستويات:
الوقاية من الدرجه الأولى: هدفها منع المشكله أو الاضطرابات من الحدوث أصلاً.
الوقاية من الدرجه الثانية: هدفها تشخيص المشكله أو الاضطراب,والقضاء عليه أو تحسينه بالقدر الممكن في أقصر وقت
الوقاية من الدرجه الثالثة: هدفها ايقاف تقدم المشكله أو تعطيل تفاقمها ,رغم بقاء الظروف التي أحاطت بظهورها.
-لابد ان تتوفر في الخطه او السياسة الوقائية للوقاية من الادمان وما يترتب عليه من مشكلات مستوى معقول من الكفاءة بمعنى ان تكون هذه السياسة موجهه نحو اهداف تتصف بصفتين رئيسيتين هما ان تكون:
1-محدده 2-واقعيه
-ونعني بالتحديد في هذا السياق: تحديد مستوى الوقاية المطلوب
-حدود الشريحة الاجتماعيه المستهدفه لهذه الاجراءات
-طبيعة الماده الادمانية المقصوده.
-ونعني بواقعية اهداف الخطه في هذا المقام:
-مدى ملاءمتها او مكافحتها لدرجة التعقد التي تتصف بها مشكلات التعاطي والادمان
-الى أي مدى تغلب الاثار الايجابيه المرغوبه للخطه على الاثار الجانبيه التي قد تترتب على تطبيقها
-تحديد حجم الاثار المباشره او غير المباشره للتطبيق.
-من حيث طبيعه السياسه الوقائيه لابد ان تقوم هذه السياسه على ثلاث محاور:
محور العرض:قانوني وشرطي:الافكار ذات طبيعة قانونيه أو شرطيه أو الاثنين معا
محورالطلب : يغلب علي التصورات والبرامج ذات طبيعة تربوي اواعلامي و احياناً تكون ،أقتصادي ،أجتماعي ، طبي
محور النتائج: مضمونه غالبا طبي ,اوطبي نفسي اجتماعي.
-إجراءات الوقاية من مشكله الادمان لها أبعاد أهمها:
1-التنشئة الاجتماعية:
من العمليات الهامه التي تحتاج إلي تضافر كثير من الأجهزة والمؤسسات كالأسرة والإعلام والمؤسسات الدينيه حتى يمكن تحقيق جوانب عمليه التنشئة ومساعده الأفراد علي اكتساب أنماط السلوك المختلفة بالإضافة الي المعلومات والمهارات والعلاقات الاجتماعيه والمشاركة الفعاله في المؤسسات الاجتماعيه والاقتصادية والتربوية الموجودة في المجتمع الذي يعيش فيه الفرد.
اهم العوامل المؤثره في عمليه التنشئة الاجتماعية:
حجم الأسرة - نوع العلاقات الاسرية -ثقافة المجتمع -الطبقة الاجتماعية -الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة -
المستوى التعليمي والثقافي للأسرة.
2-الأسرة:
الأم :تلعب دورا جوهرياً في عمليه التنشئة الاجتماعيه بالنسبة للفرد خاصة في سنوات حياته الأولي فهي الكافله الأولي لكل رغباته والمعين الأول لكل ماقد يحسه من حاجه وبالتالي هي صاحبه دور رئيسي في إشباع حاجاته الأساسية.
الأب: له دور مباشر يؤديه بطريقه مباشره لتطبيع الفرد كما انه يقوم بتأمين كل مايساعد الأم علي أداء وظيفتها وخاصة تهيئه الجو النفسي لكي تتفرغ تفرغا كاملا لمهام الأمومة.
3-جماعه الرفاق:
تقوم بدور واضح في التنشئة الاجتماعيه وفي إكساب الفرد معايير سلوكيه تؤدي هذه المعايير دورها في وقاية الفرد من تعاطي المخدرات.
4-الخدمه الاجتماعية:
مهمة ديناميه تكاملية تتعامل مع الإنسان في شتي صوره كفرد وكعضو في جماعه وكمواطن يعيش في مجتمع من خلال ثلاث طرق رئيسية:
1-خدمه الفرد , ٢-خدمه الجماعه ,٣- تنظيم المجتمع
-ويمكن لهذه المهنه أن تلعب دورا بارزا في الوقاية من الإدمان وأهم ملامح هذا الدور.
-يقوم الأخصائي بمساعده الطلاب علي حل مشكلاتهم الفردية سواء كانت نفسيه أو اجتماعيه من خلال الأساليب المختلفة لخدمه الفرد.
-متابعه الطلاب ومستواهم الدراسي وعلاقتهم بأسرهم حتى يتسنى لأخصائي خدمه الفرد اكتشاف الحالات وعلاجها بصوره فعاله بالتعاون مع الأسره ومساعدتها في علاج المدمن وكيفيه معاملتهم له ووقايته من العوده بعد العلاج
-يمكن لأخصائي خدمه الجماعه مساعده الطلاب علي اقامه الندوات والمناقشات الخاصة بالإدمان لتساهم في التوعيه وأثاره الانتباه تجاه المخدرات وأضرارها حتى يقي الطلاب من تعاطيها.
-مساعدة الطلاب علي استثمار وقت فراغهم.
-تنمية الوعي الديني بين المواطنين لمساعدتهم علي تنشئة ابنائهم التنشئة الدينية.
- تحديد المشكله علي المستوي المجتمعي للتعرف علي اثارها وطرق الوقاية منها من خلال البحوث والدراسات العلميه ووضعها امام المختصين للعمل علي تعبئه الجهود والوقاية منها.
-ضرورة قيام اجهزه الاعلام بالتوعية اللازمة حيال تلك المشكله وأثاره وعي الجماهير.
-تدعيم الشعور بالمسئولية بين افراد المجتمع وتدعيم الرغبة في مواجهه المشكله.
- العمل علي دعم الاتصالات بين المدارس ومؤسسات علاج الإدمان.
5-البعد التربوي:
-تستطيع المدرسه او المؤسسة التربوية النظامية ان تؤدي دورا هاما في الوقاية من مشكله الادمان وذلك لما لها من امكانات بشريه مؤهله متخصصة في الجوانب التربويه والنفسية واجتماعيه هذا بالإضافة الي التأثير البالغ للمعلم علي شخصيه الطالب في تكوين او تعديل كثير من اساليب السلوك واهم ملامح هذا الدور هي:
- الاهتمام بدراسة المشكلات الطلابية مع التركيز علي الاهتمام بحالات الغياب والهروب من المدرسة.
- مواجهه الاسباب التي تدفع الطلاب الي تناول المخدرات بدراسة البيئة التي يعيش فيها الطالب الذي يتعاطى المخدرات .
- الربط بين المؤسسه التربويه والمنزل في تحقيق متابعه الطلاب ووقايتهم من اخطار الانحراف من خلال برامج التوجيه والإرشاد.
-عقد حلقات توعيه عن مخاطر الادمان
-الاهتمام بالا نشطه الفنيه والاجتماعية بحيث تكون هدفها الاساسي هو توجيه الطلاب نحو النشاط المنتج والبعد بهم عن مجالات الانحراف.
-ادراك المسئولية الأولى للآباء والمعلمين والموجهين الاجتماعيين وهي الاستماع للأجيال الناشئة التي تعيش عالم المستقبل.
الفصل الثالث: المخدرات
اولاً : مشكله المخدرات في بعض الدول العربية:
-من الصعب التوصل الى حكم دقيق حول مشكله تعاطي المخدرات, حيث أن الكميات المضبوطة من المواد المخدره لاتتعدئ10%من الكميات المهربة.
-يشير تقرير الامم المتحده لمكافحه المخدرات والجرائم عام2003 الى أن الحشيش من أكثر المواد المخدره أستخداما على مستوى العالم حيث وصل عدد المتعاطين الى أكثر من160مليون شخص.
-بالإضافه الى أكثر من 15مليون شخص يدمنون الافيون ومشتقاتة.
-أما الهيروين فيبلغ عدد المتعاطين10مليون نسمة.
-وقد قدر عدد الذين يدمنون نتيجة استخدام الادوية حوالي200 مليون شخص أي مايعادل 3.4%من سكان العالم
أن الامه العربيه تنفق على المخدرات ماقيمته46الف مليون دولار.
-جمهوريه مصر العربية:
اذا كانت مشكله الإدمان في حقيقتها مشكله عالميه لها جوانب متعددة فإنها لاتختلف في خطرها علي دوله دون الأخرى سوآ متقدمه او نامية والدليل علي كافه الجهود المحليه والعربية والعالمية التي تبذل لمواجهتها ومن الأولي ان تبذل هذه الجهود في دوله محدودة الموارد مثل مصر حيث القوي البشرية فيها المصدر الرئيسي والقاعدة الرئيسيه لأي تنميه فالإضرار بكفاءة الطاقة البشرية يدمر حاضر المجتمع ومستقبلة..
-تمثل مصر إحدى دول العالم النامي التي تعاني من انتشار المخدرات ففي التقرير السنوي للاداره العامه لمكافحه المخدرات تبين أن مصر تعد واحده من51 دوله على مستوى العالم تعاني من تلك المشكلة.
-وقد اثبتت بعض الدراسات التي اجريت في مصر ان هناك ارتباطا بين نوع العمل الذي يقوم به الشخص وحجم مشكله الإدمان فمثلا عمال الصناعات الثقيله يتعاطون المخدرات الطبيعيه والكحوليات اكثر من عمال المصانع الخفيفه كما ان العمال المهره أكثر لها عن العمال غير المهره بل وأكثر ميلا في الإستمرار في هذا التعاطي.
-وقد قدر ماصرفتة مصر على المخدرات خلال عشر سنوات من عام2000-1991بحوالي 187مليار و783مليون جنيه مصري.
-وأن المبالغ التي تصرف على المخدرات تستهلك مابين(21%-14) من الناتج المحلي مما يؤثر على قيمه الجنيه المصري مقابل العملات الاجنبيه
-في عام2001وصل الانفاق على شراء المخدرات في سوق الاتجار غير مشروع23.7مليون جنيه
-وتجاوز26.4مليار جنيه عام2004وعليه فإن هذه الزياده تعوق نمو وتقدم المجتمع بشكل خطير منذر بالخطر.
-موقف التشريع المصري من المدمن:
أستحدث المشرع المصري في القانون رقم122لسنه1989المعدل لأحكام القانون رقم182لسنه1960 بشأن مكافحه المخدرات عددا من المواد تدعو الافراد الذين سارو في طريق الادمان الى العوده الى الطريق القويم مع تذليل كافه المعوقات الصحية أو القانونية ويتمثل ذلك فيما يلي:
-في حاله من يتم ضبطه أثناء تعاطي المخدرات ويثبت إدمانه أجاز المشرع للمحكمة بدلا من أن تقضي عليه بالعقوبة المقرره تأمر بإيداعه إحدى المصحات التي تنشأ بهدف علاج المدمنين باعتبار ان علاجه في اجدي من عقابه تماشيا مع توصيات الأمم المتحدة وماهو متبع في الأمم المتقدمة.
-الايداع في هذه الحاله لا يقل عن ستة أشهر ولايزيد عن 3 سنوات.
-إذا تم الشفاء يفرج عنه بقرار من اللجنة المختصة ويكون الحكم الصادر عليه كأن لم يكن.
-أما إذا تم الشفاء ولم يلتزم المدمن بالواجبات المفروضة عليه رفعت اللجنة المختصة الامر الى المحكمه عن طريق النيابة العامه بطلب الحكم بإلغاء وقف العقوبة وذلك باستيفاء قيمه الغرامه المقضي بها وتنفيذ العقوبة ,ولكن بعد أن يتم خصم مده الايداع التي قضاها في المصحة.
-من اجل ادخال الطمأنينة علي نفوس المدمنين حرص المشرع على سريه البيانات التي تصل الى القائمين على العلاج وعاقب من يخالف ذلك.
-واستحدث نظاما بمقتضاه يجوز لأحد الزوجين أو الأقارب أن يطلب علاج زوجه او قريبه في احدي المصحات او دور العلاج المخصص لذلك.
-وقد وضع القانون المصري عقوبات جديدة لمحاربه المخدرات تبدأ من الإعدام والغرامة التي لاتقل عن مائه ألف جنيه ولا تتجاوز خمسمائة الف جنيه في حاله تصدير أو جلب أو أنتاج أوحيازه أوبيع أوتسليم أوشراء او تصنيع مخدر او في حاله زراعه نبات مخدره بقصد المتاجره .
-كما تنفذ عقوبة الاعدام والاشغال الشاقة المؤبدة والغرامة الماليه في حاله حيازة أوبيع أوتسليم أوشراء او تهيئه مكان للتعاطي.
-كما وضع القانون عقوبة الاعدام والغرامة الماليه إذا وقعت هذه الجريمة في أحدى دور العباده أو أماكن التعليم أو الحدائق العامه أوالمؤسسات الاجتماعيه أو السجون أوالمعسكرات,وتندرج العقوبه حسب نوع الجريمه فتصل من3-15سنه وغرامه لاتقل عن عشره آلاف جنيه ولاتتجاوز خمسين ألف جنيه في حاله الاستعمال الشخصي.
-المملكة العربية السعودية:
-تندرالبيانات المرتبطة بالإدمان في المملكة بالرغم أن السعوديه تعاني من كثره تهريب نبات القات إليها مقارنه بباقي الدول العربية وذلك لقرب حدودها من اليمن وكثره عدد المهاجرين اليمنيين.
كما يستغل تجار ومهربو المخدرات المواسم الدينيه وبخاصة موسم الحج لتهريب المخدرات,وتضبط في موسم الحج يوميا كميات تتراوح بين300-400حبه مخدره ومعظمها مهربه من دول أفريقيا وهذا مايفسر الكميات الضخمة من الحبوب المخدره المضبوطة المهربه من غرب أفريقيا الى السعوديه.
-ونظرا لشده العقوبة اتجه الشباب لاستنشاق الصمغ والبنزين وبقيه المواد الطياره.
-وتلعب العماله الوافدة في السعوديه دورا كبيرا في نقل وترويج المخدرات وأغلبهم من المجتمعات المنتجه والمستهلكة للمواد المخدره وتعد العماله الوافدة احد الجسور الهامه لعبور المواد المخدره المهربه .
-بالإضافة الي ارتفاع متوسط الدخل الإجمالي للأسرة السعوديه الي حوالي 120 الف ريال سنويا ، ويقدر الانفاق السنوي للأسرة بحوالي 83 الف ريال سنويا وهو مايعني وجود فائض عن الإنفاق الضروري لمواجهه الاحتياجات الأساسيه للأسرة فمن الممكن ان يوجه هذا الفائض لدي البعض لشراء المخدرات.
-وقد قرر مجلس وزاره المملكه العربية السعوديه مواجهه مشكله المخدرات كمشكله اجتماعيه خطيرة بإصدار قرار رقم والصادر 4137 والذي يقضي بأن كل من يثبت عليه التعاطي يعاقب بالسجن سنتين ويعزز ينظر الحكام الشرعي ويقصي خارج البلاد اذا كان اجنبيا وبالنسبه للمروجين فقد نص قرار 85 لعام 1401 هـ أن يعزر تعزيرا بليغا بالحبس او الجلد او الغرامه الماليه او بها جميعا حسب مايقتضي النظر القضائي.
-دوله الكويت:
-يجرم بشده المجتمع الكويتي استعمال المخدرات وإدمانها والهوس بها ,
-ويأخذ بعين الاعتبار الشخص الذي يستخدم المخدرات وينبذه ويطرده من بين أعضاء المجتمع
-وقد صدر في الكويت القانون في شأن مكافحه المخدرات وتنظيم استخدامها وجرم هذا القانون افعالا لم تكن مجرمه من قبل ذلك وشدد العقوبه علي افعال اخري واتجه المشرع الكويتي اخيرا لتشديد العقوبه فبعد انقضاء 12 سنه علي صدور هذا القانون وتأثر المشرع بالاتجاه العالمي نحو التشديد وخصوصا مع ارتفاع معدلات الضبط في قضايا المخدرات صدر قانون بالإعدام لكل من جرائم الاستيراد والإنتاج والزراعة
-كما اعلن المجتمع الكويتي مؤخرا التعبئة العامه للتصدي لمشكله تزايد المواطنين في شراك المخدرات وذلك من خلال التوعية الاعلامية وعن طريق تشكيل لجان تنسيقيه لمواجهه ذلك الخطر.
دوله الامارات العربية المتحده:
أشارت ندوه تعاطي المخدرات لدي الشباب الخليجي1998الى أن دوله الامارات يساء فيها أستعمال الكيماويات المتطايره والحشيش والهيروين والافيون والقات والاقراص المخدره وتوجد بها جميع أنواع المخدرات تقريبآ وتستخدم أراضيها نقطه عبور الى الدول الاخرى.
وينتشر في الامارات الهيروين وقد ضبطت فيها كميات كبيره تفوق مثيلاتها من الدول العربيه ، وكذلك ينتشر فيها ماده القات والحشيش.
أما من عوامل أنتشار المخدرات بدوله الامارات فهي ترجع الى أنفتاح الدوله على دول العالم الشرقيه والغربيه من خلال موانيها البريه والبحريه والتجاريه ذات النشاط الاقتصادي والتجاري الكبير بالاضافه الى ضخامه العماله الوافده اليها من دول منتجه ومصنعه للمواد المخدره.
-وقد صدر القانون الاتحادي رقم6لعام1986بعقوبه السجن مده لاتقل عن أربع سنوات للمتعاطي,كما يجوز للمحكمه أضافه حكم بالغرامه لاتقل عن10,000درهم مع الابعاد للاجانب.
مملكه البحرين:
أتجهت البحرين خلال السنوات الماضيه نحو الانفتاح مما جعلها مركزا تجاريا هاما لاستقطاب رؤوس الأموال وقد صاحب ذلك ازدياد تعاطي الشباب للمخدرات بشكل كبير، وأصبحت مشكله الادمان من المشاكل التي تؤرق الجهات المسئوله في البحرين نظرا لانخراط اعداد كبيره من الشباب في تعاطي المخدرات بشكل متزايد.
وتبين الاحصائيات ارتفاع عدد الجرائم,فقد أرتفعت نسبه البحرينيين المقبوض عليهم بشكل ملحوظ حيث وصل(5%.90)من العدد الكلي المقبوض عليهم في عام1983وهذا أتجاه خطير يعني أن التعاطي والاتجار بدأ ينتشر بشكل كبير بين أوساط الشباب البحريني.
وقد وصلت الخسائر الاقتصاديه المترتبه على تعاطي المخدرات والتي تستقطع أجزاء كبيره من نفقات الاسره الى51مليون ريال في نوع واحد من أنواع المخدرات علاوه على فقد واهدار بليون وثلث ساعه عمل سنويآ
وقد صدر القانون رقم10لعام1984بتشديد العقوبه على المروجين لتصل الى السجن المؤبد فالاعدام.
ثانيا: العوامل التي ساعدت علي انتشار المخدرات في الدول العربية:
1-التغيرات الاجتماعيه السريعة التي حدثت مثل (ظهور نفط ,الثراء السريع ) مماادي الي ظهور مشكلات اجتماعيه خطيره مثل الصراع بين القديم والحديث ودخول الثقافات المغايره للثقافه العربيه.
2-طبيعه التركيب السكاني في كونه يضم قطاعآ كبيرآ من الشباب والاطفال والذي يمكن استواؤهم ودفعهم الي الإنخراط في التعاطي والادمان.
3-بعض الدول العربيه لها مواقع استراتيجيه هامه وخطيره فالدول التي تقع في قاره آسيا قريبه من دول انتاج وتصدير المخدرات وعلي رآسها(ايران-باكستان- افغانستان) مع وجود الخليج العربي كمعبر رئيسي لتهريب المخدرات الي اوروبا الغربيه وكذلك الدول التي تقع في قاره افريقيا تقترب من دول تزرع المواد المخدره مثل (الصومال -الحبشه -ولبنان -واليمن).
4-كثره العماله الوافده الى الدول العربيه وطرحها لثقافات مغايره للثقافات العربيه والتي تبيح المخدرات وتعاطيها .
5-محاوله الهروب من المشكلات الاجتماعيه والاقتصاديه السيئه مثل العنف والارهاب والبطاله والفقر والغلاء.
6-البعد عن الالتزام بتعاليم الدين وضعف الوازع الديني.
7-انخفاض الوعي المجتمعي وتضاؤل دور الاعلام في التنبيه بمخاطر الادمان.
8-التنشئه الاجتماعيه غيرالسليمه في المجتمعات العربيه نتيجه انشغال الأب.
9-قرناء السوء وهم السبب المباشر في تناول المخدرات وانتشار هذه الافه
10-سهوله توفر المخدر وطرق الحصول عليه.
11-الاعتقاد بأن تعاطي المواد المخدره يزيد من متعه العلاقات الشخصيه الحميمه.
ثالثا : التأثيرات السلبية لمشكلة المخدرات في الدول العربية:
لقد توغلت المخدرات في مجتمعاتنا العربيه وبدأت تؤثر في قطاعات مختلفه تأثيرات سلبيه عديده نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر:
١-ازدياد معدل الجريمه داخل المجتمع العربي فالمدن لايفكر بشيء الا الحصول علي المخدر.
٢-تعطيل الطاقه الانتاجيه داخل المجتمع العربي
٣-التفكك الاسري وانحراف الابناء
٤-ازدياد معدلات الطلاق في الوطن العرب
٥-تحول اجيال الشباب الصغار الذين هم عماد المستقبل الي جيل من المدمنين
٦-من الثابت ان تعاطي المخدرات يأخذ دور هاما في نشآه العنف نتيجه لفقد الانسان السيطره علي نفسه وانعدام قدرته علي التحكم في ذاته.
٧-تتأثرالوظائف العقليه للمتعاطي فتجدهم يعانون من بطء في الحركه والاحساس بالهدؤ الزائف والاكتئاب الشديد وصعوبه في الادراك والتفكيرر ويصبح المدمن اكثر تجنبا للناس.
٨-العزله عن المجتمع ويعزل نفسه مع قرناء السوء وامثاله من المتعاطين للمخدرات
رابعا: الاستراتيجيه العربيه للحد من المخدرات:
1-رسم سياسة عامه لمكافحه المخدرات تنسيق وتعاون وتنظيم الجهود الرسميه والاهليه في هذا المجال ووضع برامح تنفيذيه ومتابعه تنفيذها علي المستويين الوقائي والعلاجي.
2-التعاون بين اداره مكافحه المخدرات وضباط الجمارك والمؤاني لمنع تسرب المخدرات داخل الدول العربيه.
3-الاستفاده من جهود المكتب العربي لشئون المخدرات بعمان والتعاون معه في الابلاغ عن تحركات المجرمين في الوطن العربي.
4-التشجيع على اجراء البحوث والدراسات العلميه المتعلقه بمشكله الادمان.
5-استحداث اجهزه متخصصه لاعمال المكافحه في كافه الدول وتزويدها ودعمها بالخبرات والامكانيات اللازمه مثل شبكات للمعلومات والاتصلات لمعرفه اماكن زراعه المخدرات واماكن تصنيعها واسماء وجنسيات المهربين والتحري عنهم.
6-احكام الرقابه على المنافذ البريه والبحريه والجويه المشتركه بين الدول وتبادل المعلومات مع اجهزه الجمارك وسلاح الحدود.
7-التشديد على الرقابه الامنيه على المناطق الحره والمفتوحه في الدول العربيه لمنع استغلالها في تهريب المواد المخدره.
8-التنسيق مع الدول العربيه الزارعه والمنتجه للمخدرات مع المؤسسات العربيه والدوليه المعنيه لوضع حد للتزايد المطرد في الاتجار الدولي غير المشروع للمخدرات.
9-توحيد التشريعات والقوانين الرادعه لمحاربه التجار والمروجين.
10-عمل فحص للعماله الوافده والتأكد من خلو دمائها من المخدرات.
11-تحصين الاسره العربيه من خلال التقدم التقني الهائل بوسائل الاتصال والاعلام والمحطات الفضائيه المنتشره.
12-القدوه الحسنه والمثل الاعلى, فلابد من ان يكون هناك قدوه حسنه ومثل اعلى يحتذي به الشباب العربي.
الفصل الــرابع
التطـــرف
اولا : التطرف من المشكلات الاجتماعيه شديده الخطوره
التطرف لغه:الوقوف في الطرف بعيدآ عن الوسط وأصله في الحسيات كالتطرف في الوقوف أوالجلوس أوالمشي, ثم أنتقل الى المعنويات كالتطرف في الدين أوالفكر أو السلوك, ومن لوازم التطرف أنه أقرب الى المهلكه والخطر,وأبعد عن الحمايه والامان.
-من الصعب وضع تعريف محدد لكلمه تطرف لأنها تتخذ مضمونآ نسبيآ.
في ميدان الفلسفه وعلم الاجتماع:تشير الى حاله الجمود العقائدي او الانغلاق الفكري, ومن ثم يكون التطرف بهذا المعنى أسلوبآ مغلقآ للتفكير يتسم بعدم القدره على تقبل أي معتقدات تختلف عن معتقدات الشخص او الجماعه او التسامح معها.
يرى كارل مانهايم: ان هذه الحاله تسود في المجتمعات الراكدة عندما تحتكر طائفة او طبقه لنفسها حق الوعظ والارشاد والتعليم وتفسير ظواهر الكون اجتماعيا كانت ام طبيعيه ووجود هذه الطبقه رهن بعاملين اجتماعيين
1-قدرتها علي تنظيم صفوفها كجماعه مما يعطي قوه وتأثيرا لأنماط الفكر المنغلق الذي تستمده غالبا من مذهب معين ومن ثم تفسر به الوجود والمعرفة.
2-تباعد هذا الفكر عن صراعات الحياة اليوميه التي لاتتوقف فهذا الفكر ينشآ غالبا من الصراع في أرض واقع وليس محاوله السيطرة علي الطبيعة او المجتمع بل ينشأ غالبا من أطر دينيه وافكار جاهزه سلفا.
وينظر هذا النمط من التفكير الى المعتقد انه
1-صادق صدقا ابديا
2-صالح لكل زمن ومكان
3-غير قابل للمناقشه أو البحث عن أدله تؤكده أو تنفيه
4-المصدر الوحيد لمعرفه مختلف قضايا الكون
بناء على ذلك فإن الجماعه المتطرفة تميل الى:
1-ادانه كل اختلاف عن المعتقد الذي تعتقده
2-الاستعداد لمواجهه الاختلاف في الراي او حتى في التفسير بالعنف
3-فرض المعتقد على الاخرين بالقوه
يرى عاطف غيث:
أن التطرف أنتهاك للقيم الاجتماعيه والسياسيه القائمه, ويتدرج هذا الانتهاك من مجرد الخروج عن الفكر والايديولوجيه السائده في المجتمع الى صوره أكثرتجسيدآ, كما في أعمال العنف التي تمارسها الجماعات المتطرفه.
يرى سيد عويس::
ان التطرف هو التعصب في الرأي وتجاوز حد الاعتدال فيه يترتب علي هذا التعصب ألوان من السلوك الانساني العنيف واللاانساني احيانا أخرى.
-مصطلح الارهاب من المصطلحات الداله على الاهانه
في القرن التاسع عشر كان الارهابي هو الشخص الذي يشترك في نوع خاص من الاعمال العنيفه ضد الدوله.
والمصاحب الضروري للأرهاب هو الخوف واهم مقوماته العنف وغايته هي التهديد.
-خصائص المنخرطين في الاعمال الارهابيه:
1-التناقض الوجداني والفكري
2-عدم القدره على الاستبصار
3-الاتجاه نحو تدمير الذات خارجيآ وداخليآ
الارهاب: بصفه عامه التهديد بالعنف وأستغلال عامل الخوف لجذب انتباه الراي العام او كسبه او الضغط عليه.
-كما ان الإرهاب هو العنف المنظم بمختلف اشكاله والموجه نحو مجتمع ما، سواء كان هذا المجتمع دوله او مجموعه من الدول او جماعه سياسه او عقائديه علي يد جماعات لها طابع تنظيمي بهدف محدد هو احداث حاله من التهديد او الفوضي لتحقيق السيطره علي هذا المجتمع او تفويض سيطره اخري مهيمنه عليه.
مفهوم العنف:-يرتبط التطرف بأستخدام العنف كوسيله لتحقيق الافكار التي يؤمن بها المتطرفون والارهابيون.
فالعنف :جزء لايتجزء من تكوين الجماعات الدينيه المتطرفه وهو وسيلتها لتحقيق اهدافها في المجتمع فالعنف يمثل ذروه التطرف والارهاب عندما يبدأ المتطرفون في فرض معتقداتهمم وآرائهم بالقوه كما انه مؤشر ذو دلاله علي التطرف وتقوم بينهما علاقه طرديه، حيث ان التطرف يتعلق بالغايات والآهداف بينما العنف يتعلق بالوسائل والأساليب، وله مظاهر عديده منها ماهو معنوي ومنها ماهو مادي ويبدأ بالأقوال والكلمات مرورا بالتظاهرات واحتجاز الرهائن والإغتيالات حتي عنف الدوله المؤسساتي.
-العنف اما ان يكون من أجل غرض النفوذ او لإشاعه الفوضي والذعر في المجتمع وإظهار السلطه الرسميه بمظهر الضعف في مناطق مزدحمه أو للإستيلاء علي السلطه.
-فالتطرف هو فعل إرادي متعمد بقصد إلحاق الضرر أو التلف أو تخريب أشياء أوممتلكات أومنشآت خاصه أو عامه,عن طريق أستخدام القوه.
وقد عرف كلارك:- العنف بأنه تصرف صادر من أعضاء جماعه أجتماعيه تتمتع بالقوه,موجه الى أعضاء جماعه أجتماعيه تفتقر الى تلك القوه.
التطور التاريخي للتطرف والارهاب:
التطرف ظاهره عالميه تعاني منها كل المجتمعات، وتلك الظاهره تعد نتاجا للتغيرات الاجتماعيه والاقتصاديه والسياسيه التي يشهدها العالم.
وهي أيضآ ظاهره قديمه منذ فجر التاريخ وحتى الان,وأول حدث يدل على ذلك ماورد في القصص الديني عن حادث مقتل هابيل بيد أخيه قابيل.
التطرف ليس قاصراً على ديانه دون اخرى.
-فبالنسبه للطوائف المسيحيه ظهرت جماعه مسيحيه في روسيا اطلق عليها جماعه (الجهاد الروسي) ولقد هاجرأعضاء هذه الجماعه الى أمريكا الشماليه واستقرو في كندا عام1899 ومنحتهم الحكومات مساحات كبيره من الأراضي الزراعيه ولم تكن تلك الجماعه تعترف أوتحترم التشريعات أواللوائح الحكوميه, وقد أفتى زعيمهم بتحريم الملابس لأنها رمز الوجود المادي ,كما أفتى بعدم تشغيل الحيوانات في الاعمال الزراعيه,ومارست هذه الجماعه كل أشكال العنف والتطرف والارهاب.
-بالنسبه للطوائف اليهوديه تشيربعض المراجع الى ثوره اليهود على الحكم الروماني في القدس في الثلث الاول من القرن السابق على ميلاد المسيح.
-كما ظهرت أول صوره للتطرف الديني في بدايات الإسلام وهي التي أودت بحياه الخليفه الثالث عثمان بن عفان وفي هذه الحاله نجد ان البواعث لها كانت خليطا من الفتنه السياسيه والتطرف الديني والتطرف كضاهره هي نوع من القلق الزائد الذي يعاني منه المتطرف إما لفراغ فكري او لنظره تشاؤميه أو طاعه عمياء لأحد القاده الدينين.
الارهاب: بصورته الحاليه فتمتد جذوره الي القرن التاسع عشر الميلادي متمثله في ثورات المتمردين ضد حكم القياصره في روسيا الامبراطوريه وعقب الحرب الحرب العالميه الثانيه فقد نمت عده جماعات قوميه وتحريره اعتمدت علي العنف كوسيله كفاح اساسيه ضد الغازي المعتدي كما حدث في قبرص وفلسطين وايرلندا والهند.
-هناك العديد من العوامل التي انعشت التطرف والارهاب وكثفت من جهودها:
١-ان كثيرا من الجماعات المتطرفه الارهابيه في اروبا كانت قادره علي الاستمرار بقوه وذلك لتمتعها بتعاطف الآلاف معها سواء داخل حدود البلاد او خارجها وايضا بمساعدات الحكومات الأجنبيه لتلك الجماعات.
٢-تقبل وتشجيع بل ودعم الضعف السياسي والعقائدي الموجود في بعض الدول.
٣-اتجاه الاتحاد السوفيتي لتدعيم مايسمي بالحركات الثوريه الشعبيه ضد الديمقراطيه الإمبرياليه التي قادتها دول أوروبا الغربيه وأمريكا.
.
أشكال التطرف:
1-التطرف الديني:
هو التعامل مع الدين بصيغه انتقائيه تتركز على التشدد كرد فعل لمشكلات اجتماعيه معينه و عدم الوعي والفهم الصحيح او الخاطئ لمبادئ وتعاليم الدين.
--المتطرفون دينيآ يهدفون الى أحداث تغيرات في البناء الاجتماعي القائم بهدف أيجاد مجتمع جديد يسمح لهم بتطبيق مايدعو أليه من مبادئ الدين الحنيف.
أذن فالمقصود بالتطرف الديني: هو أتخاذ الفرد موقفآ يتسم بالتشدد في الامور الدينيه بالقدر الذي يتجاوز حد الاعتدال.
-قد يكون التطرف ناتجا عن الجهل بحقائق الدين, كما أنه ينتج عن جهد فقهي انتقائي للتشديد من خلال منظور اجتماعي معين.
-من خصائص التطرف الديني: اسقاط العصمه عن الآخرين واستباحه دمائهم وأمولهم حيث لايري لهم حرمه واتهام جمهور المسلمين بالخروج علي مبادئ وتعاليم الدين وهذا ماحدث بالنسبه للخوارج في فجر الإسلام والذين كانوا نت أشد الناس تمسكا بالشعائر الدينيه صياما وقياما وتلاوه للقرآن.
2-التطرف الاجتماعي:
يعرف بأنه المغالاه بالافراط أو التفريط في السلوك والاراء والافكار الاجتماعيه, واساسه التميز والتعصب والانغلاق الاجتماعي منهجآ وفكرآ وسلوكآ.
ويشير الى الرفض والتمرد على التقاليد و الاعراف الاجتماعيه بشكل لايتفق مع ماتعارف عليه المجتمع من مبادئ وقيم.
-والفرد المتطرف الذي يتصف بالتطرف الاجتماعي له عده سمات:
انه يشعر بالتميز وينظر الي الأخرين علي انهم اقل منه في المكانه وحتي القدرات العقليه وان لهم السمات غير المستحبه والمنفره الكثير كما ينظر اليهم نظره عداء وهذا كله تحمل في طياتها مفهوم التعصب مما يدفع التطرف الي القيام بسلوك لاأخلاقي ومضاد للمجتمع.
ومن الأثار السلبيه للتطرف الإجتماعي الفرقه والعنصريه بين ابناء المجتمع الواحد من ناحيه وبين المجتمع والمجتمعات الأخري كما آن التطرف الاجتماعي يؤدي الي تدمير القيم والعادات الاجتماعيه التي نشمل عليها ابناء المجتمع والتزموا بها.
3-التطرف الفكري:
علم الاجتماع يرى أن التطرف هو نوع من الجمود والانغلاق الفكري لدي فرد او جماعه من جماعات المجتمع خرجت بفكرها عن حد الاعتدال وعلي مااعتاد عليه افراد المجتمع من طرق في التفكير والشعور.
4-التطرف السياسي:
هو تشدد الفرد في ارائه السياسيه ورغبته في تحدي السلطه والتمرد عليها ومحاولته فرض آرائه السياسيه علي من حوله.
ويظهر ذلك واضحا عندما يكون رجل السياسه متسلطا لايقبل الحوار او الرآي الآخر او ترفض جماعه سياسيه الحوار مع مخالفيها.
-طبيعه الجماعات الدينيه المتطرفه:
-شهد القرن العشرين ظهور العديد من الجمعيات والحركات الدينيه سواء منها ماهو معتدل وماهو متطرف
والملاحظ أن السلطه الملهمه(الكارزميه) هي النمط السائد في قياده الجماعات الدينيه.
-ويقصد بالسلطه الكارزميه:هو أن الشخص القائد يتميز بصفه خاصه لشخصيته وبفضلها يتميز عن اقرانه
-رغم اشتراك هذه الجماعات مع الجماعات الآخري من حيث طبيعه التنظيم الا ان لها اهدافا مختلفه وقد تكون لها مجموعه من المعايير المنظمه المختلفه ايضا ولكن الجماعات الدينيه كأي جماعه اخري تحل الاختلافات الخاصه بتفسير وتطبيق اهدافها ومعاييرها وادوارها
-فقد تميل الي تكييف او تعديل هذه الاختلافات والمعايير والادوار حتي تتناسب مع الجماعات الاخري.
-وقد تلجأ الجمعات الدينيه الي التضحيه بالاتساع في الحجم من اجل المحافظه علي التوعيه الخاصه والاتفاق العام بين الأعضاء.
-مظاهر التطرف والارهاب:
1-أن أول مظهر من مظاهرالتطرف والارهاب هوالتعصب للرأي ولايعترف برأي الآخرين فالمتطرف لايسمح لنفسه بالحوار مع الاخرين.
2-التشدد في القيام بالواجبات الدينيه ومحاسبه الناس علي النوافل والسنن كأنها فرائض والإهتمام بالجزئيات والفروع والحكم علي اهمالها بالكفر والإلحاد.
3-العنف في التعامل والخشونه في الاسلوب والغلظه في الدعوه.
4-سؤ الظن بالاخرين والنظر اليهم نظره تشاؤميه لاتري اعمالهم الحسنه وتضخم سيئاتهم(فالاصل عند المتطرف والارهابي الاتهام والادانه) وقد تؤدي هذه الثقه الزائده في النفس في مرحله لاحقه بالفرد الي ازدراء الغير.
5-يسقط المتطرف عصمه الآخرين ويستبيح دمائهم واموالهم وهم بالنسبه له متهمون بالخروج عن الإسلام ولهذا تصل دائره التطرف مداها في حكم الآقليه علي الأكثريه بالفكر والإلحاد.
.
-المكونات النفسيه للتطرف والارهاب:
1-الاحساس بالهامشيه:
الآشخاص الهامشيون يحتلون موضعا بين جماعتين لكل منهما معاييرها واساليبها الخاصه في الحياه وهو موضوع يحوطه كثيرمن الغموض وعدم التحرر وفي هذا الموضوع تتنازع الشخص دوافع مختلفه بعضها يدفعه الي الرغبه في الارتباط بإحدي الجماعتين والعض الآخر الي الإنتماء الي الجماعه الاخري وفي نفس الوقت لاتقبله اي من الجماعتين قبولا تاما والنتيجه ان الشخص يقع فريسه لصراع نقسي شديد يزكيه كون مقتضيات الانتماء الي احدي الجماعتين تتعارض مع مقتضيات الانتماء الي الجماعه الاخري مما يؤدي الي حاله من فقدان الإحساس بالطمآنينه وعدم الآمن وزياده التوتر.
2-عدم تحمل الغموض:
تتمثل الملامح الإجرائيه لمفهوم عدم تحمل الغموض في ميل الشخص الي التطرف في الإعتقاد والرأي وتفضيل الألفه والتماثل والتحديد والميل الي الحلول القاطعه التي تخيره بين الأبيض والأسود وتقسيم الأمور الي طرفين متعارضين قسمه مبالغ في بساطتها والسعي اما القبول المطلق او الرفض المطلق ممايحجب بعض جوانب الواقع.
3-التصلب:
يمكن ان يصدر السلوك المتصلب استجابه لموقف قد يكون مهددا لطمأنينه الشخص او مقيدا لتلقائيه واستقلاليه كما يمكن ان يصدر كعاده ثابته من عاداته تكمن وراءها سمه مزاجيه مستقره.
-التطرف والارهاب في ضوء النظريات الاجتماعيه
تفسيرالتطرف من خلال محور الانتماء:
يرى ماسلو: ان الانسان يحتاج بشده الى ان يكون ذا مكانه في جماعته وان احباط الحاجه الى لانتماء هو اساس عدم التوافق النفسي.
-ويمثل الانتماء أحد الحاجات الضروريه في حياه البشر,حيث لايستطيع الانسان السوي ان يعيش وحيدا أوبمعزل عن الاخرين,دون أن تكون له علاقات طيبه قائمه على الود والمحبه مع غيره من الافراد والجماعات , لهذا نجد الانسان مدفوعا نحو الانتماء الى فرد أوجماعه أو تنظيم.
- انتماء الفرد الي الجماعه يمنحه الشعور بمعني الحياه وتأكيد الذات وتقبل الآخرين له كما ينمي بداخله عدد من المسوؤليات نحو الجماعه التي ينتمي اليها ويجعله يؤدي واجبه بإخلاص واتقان تعبيرا عن مدي ولائه العميق لتلك الجماعه.
-والانتماء قد يكون أيجابيآ عندما يهدف الفرد الى العمل من أجل صالح الجماعه والنهوض بها,وقد يكون سلبيا هداما في حاله أنتماء الفرد الى جماعه متطرفه, تسعى الى تدميرالمجتمع.
-الحاجه إلي الانتماء هي التي تدفع الي التعلق بكيان اعظم قد يكون دينيا او سياسيا يستمد من الفرد الشعور بالقوه ويستمد منه المعني ومشورعيه وجوده.
-يري العديد من العلماء:
- ان من اهم الدوافع التعصب كأحد مكونات التطرف هي حاجه الفرد المتعصب الي الإنتماء لجماعه قويه يتقمص شخصيتها ويتوحد معها ويزداد شعوره بالتقدير الاجتماعي كما يزداد اعتزازه بنفسه واعتزازه بها حين ينتمي اليها ومتي ارضيت هذه الحاجه وشعر الفرد بالانتماء زاد ولاؤه لها وشعوره بانه جزء منها يصيبه مايصيبها.
-نرى أن أنتماء الافراد الى هذه الجماعه المتطرفه والجماعات الارهابيه, وانصياعهم الكامل لأوامرها ينبع من أن هذه الجماعات قد أشبعت حاجاتهم للأنتماء,ووجدوا أنفسهم مع أشخاص أخرين يشتركون معهم في نفس الخصائص, ولهم أهداف واحده يريدون تحقيقها.
- تتوقف شده تأثير الجماعه علي الأفراد من خلال الإطار المرجعي علي عوامل كثيره أهمها تماسك الجماعه ودرجه انجذاب الأعضاء لها والذي يتوقف علي مدي تحقيق الجماعه لحاجات أفرادها وطالما أن الجماعه تحقق حاجات الفرد فانها تستطيع أن تؤثر علي سلوكه وأفكاره.
-قد الآشخاص المتطرفين او الارهابيين الذين تجاوزوا مجرد الأفكار المتطرفه او الارهابيه ،اصبحت أفعالهم تتسم بالعنف والتخريب والتدمير اي تحولت من كونها تطرفا الي ارهاب يفعلون ذالك وبداخلهم قناعه ان هذه الأدوار واجب مقدس وانهم يفعلون ماأراده المجتمع الذي ينتمون اليه(الجماعه المتطرفه او الارهابيه)
-تفسيرالتطرف من خلال محور ازمه الهوية:
أن معظم المراهقين وخاصه في المرحله المتأخره, يكونون في حاله أزمه أو أضطراب وخلط فيما يتعلق بتحديد هويتهم, وقد أطلق الباحثون على هذه الحاله لفظ أزمه الهويه, وأزمه الهويه حقيقه فجائيه, وهي من خصائص مرحله المراهقه, الأ أن الثقافه تلعب دورآ في أبرازها أو التغلب عليها.
-هناك ثلاث عوامل قد يكون لها دخل في حدوث هذه الازمة:
1-عوامل تتصل بالتكوين الماضي لشخصيه الفرد
2-عوامل تتصل بنظره الفرد الى المستقبل(طموحاته وأهدافه وتصوراته لما يتوقعه منه المجتمع وخاصه الجماعه المرجعيه
3-عوامل تتصل بالحاضر(كالقيم والمعايير والاوضاع السائده في الثقافه التي يعيش فيها الفرد, ولدي الجماعات التي ينتمي لها).
-يتسم الشباب بشده الحساسيه لما يحدث داخله من تغيرات عضويه ونفسيه وفكريه ومايحدث في واقعه من تغيرات اجتماعيه وسياسيه وحضاريه وايديولوجيه متسارعه ومن هنا تبدأ حيره الشباب وأزماته في البحث عن هويه وعن معني لوجوده او بمعني متطرفا في استجابته ومواقفه بعيدا
-يسهم المناخ الجماعي السائد فيها بدور مهم في تشكيل الهويه فضلا عن ان الشباب في مرحله الدراسه الاجتماعيه اما ان يكون قد تعرف علي هويته وارتبط بمجتمع الكبار واصبح مستعدا لاتخاذ دور نشيط فيها واما ان يبقي لديه مشاعر الفشل ويظل في مواجهه خطر أزمه هذه الفتره ويجد نفسه حائرا لايعرف ماذا يريد بالضبط او ماهي صورته في نظر الآخرين وبالتالي يكون مشتت الهوية.
-بعض المراهقين يشكلون هويتهم مبكرا ببساطه وذلك عن طريق اكتسابهم قيم والديهم وتوقعاتهم
إلا أن مراهقين آخرين ربما يتخذون هويه سلبيه تحدد نفسها في اتجاه مناقض للوالدين والمجتمع لكنها تكون مطابقه لجماعه الآقران.
-ويظل اخرون لايبدو مطلقا انهم وجدوا ذواتهم او قاموا بتشكيل التزمات معينه.
-الشعور بالهويه يشتمل علي الشعور بالإنتماء والاستمرار مع الذات كما يشكل تكوين الهويه علي سنوات عديده من تجريد الأدوار والأديولوجيات من كل نوع فالمراهقون يهتمون بوظائف متعدده ويكونون صداقات من نوعيات مختلفه من الناس، ويفكرون في مدي أهميه الاتجاهات الاجتماعيه والاقتصاديه والدينيه لأن تكوين الهويه يحتاج الي جهدا نشيطا لفحص نماذج الآعمال والصداقات وفلسفات الحياه .
-عندما يحدث نمو جيد لشعورهم بالهويه يدرك المراهقون ادراكا جيدا التشابه والاختلاف بينهم وبين الآخرين ، ويدركون قدراتهم وامكانتهم.
-ان الأقل نموا في هويتهم يكونون اقل فهما لمميزاتهم ويحتاجون بشكل كبير ان يعتمدوا علي الآراء الخارجيه لتقييم ذواتهم
والأشخاص الذين لديهم شعور واضح بهويتهم الشخصيه يشعرون بصفه عامه بمشاعر جيده نحو ذواتهم يعملون بشكل بناء نحوا أهداف محدده ويظلون متحررين نسبيا من القلق والإكتئاب والمشكلات الإنفعاليه.
-يرتبط اضطراب الهويه بتقدير الذات المنخفض وصعوبه ايجاد عمل بشكل فعال نحو الأهداف الواقعيه وهم عرضه للإضطرابات الانفعاليه والعلاقات الشخصيه المتوتره..
-اخفاق الشباب في تنميه هويه شخصيه بسبب خبرات الطفوله السيئه والظروف الاجتماعيه الحاضره يؤدي الي مايسميه العلماء ازمه هويه سلبيه هويه مضاده للهويه التي خططها الوالدان ويفسر هذا السلوك الجانب بهذه الطريقه.
-التطرف هو أحد السلوكيات اللاتوافقيه التي يلجأ إليها المراهق الذي يعاني من أزمه الهويه.
-الفرد القادر علي ان يحل ازمه الهويه بآن ينحرف يكون بذلك اختار الهويه المضاده لتلك التي يقترحها المجتمع مفضلا ذلك علي ان يضل معدوم الهويه وبالنسبه لهؤلاء الشباب فإن الهويه السلبيه أفضل من اللاهويه.
-ان التطرف بمثابه هويه سلبيه يختارها الفرد لفشله في حل ازمته بطريقته سويه وهذا الهويه السلبيه تعني تمرده وثورته ورفضه لكل قيم والديه أو المجتمع من حوله.
-ان الانتماء الي الجماعات السياسيه او الدينيه المتطرفه عند المراهق الذي يعاني من ازمه الهويه يؤدي إلي ازاله القلق لديه عن طريق الشعور بالتوحد من جماعه منظمه لها اهداف واضحه ونظام قيمي محدد وإن كان موجها توجيها هداما وليس بناء.
-يجد المراهق ان عضويه مثل هذه الجماعات يوفر له اشباعا لحاجات اساسيه لاغني عنها فهي توفر له اطارا مرجعيا محدودا وواضحا في الوقت الذي يكون فيه شاعر بالضياع كنتيجه لفقدان السيطره علي الذات او التحكم في المستقبل وتشجع لديه الثوره علي الاوضاع القائمه والرفض للآدوار التي لا يستطيع اولا يملك ان يحدد ذاتيته في احد منها وتكون النتيجه في النهايه هم تدعيم بقائه فيه وصعوبه التخلي عنها.
- تأثر االأسره بمالها تأثير كبير علي سلوك أفرادها تعد المسئوله عن مساعدتهم في حل أزمه الهويه التي يشعرون بها وذلك عندما تشعرهم بالتقبل والتفهم لدوافعهم وحاجتهم وتساعدهم علي اشباعها كما تتيح لهم فرصه التعامل مع مظاهر ومتغيرات البيئه من حولهم حتي يستطيعوا ايجاد ادوار مناسبه لهم وتحديد اهدافهم المستقبليه وتكوين صوره واضحه عن ذواتهم ومابها من قدرات وامكانات او نقاط ضعف ينبغي تلافيها وسوف يكون ذلك هو الطريق لحل تلك الأزمه التي تؤدي الي الكثير من المشكلات من ابرزها مشكله التطرف والارهاب.
- ان الهويه من اهم الحاجات التي يجب اشباعها واذا فشل المراهق في تحقيقها يلجأ الي التطرف وغيره من السلوكيات المدمره للذات والمجتمع.
--تفسير التطرف في ضوء نظريات التغير الاجتماعي
وتتمثل هذه النظريات في الاتي:
1-الماديه التاريخيه والتطرف:
يرتكز المنظور الماركسي علي الصراع بين الطبقات كأطار لتفسير الحركات الاجتماعيه عامه, حيث يذهب ماركس الى ان الحركات الاجتماعيه انما هي ذلك التحرك الجماهيري الذي ينشأ كنتيجه للصراع الطبقي, ويستدل المنظور الماركسي على ذلك من التاريخ,فالحركات التاريخيه تنشأ من أن كل مرحله يسبقها ثوره جديده في الاساليب والعلاقات الاجتماعيه للأنتاج التي يمكن أن تفسر كأستجابه للتغيرات في الظروف المجتمعيه والواقعيه والصراعات الطبقيه.
هذا النمط من الاستجابه ورد الفعل يتخذ شكل الفكره ونقيضها ,ثم التأليف بينهما وهكذا فإن ظهور البرجوازيه وعمليه التراكم الرأسمالي يمكن أن تعتبر حركه,وهذه الحركه هي نقيض الحركه الثوريه للبروليتاريا والتي تنبأ ماركس من خلالها بالمجتمع الشيوعي اللاطبقي الجديد.
2-البنائيه الوظيفيه والتطرف:
يقوم الفكر الوظيفي بصفه عامه على مسلمه أساسيه وهي أن التوازن والاستقرار هو الاساس في المجتمع , وأن أفتقادها هو الاستثناء ,وتنبع الحركات المتطرفه حسب نظريه بارسونز لتفسير التطرف من عدم التوازن او الاختلال الوظيفي, وهو يرى ان الاختلال الوظيفي يحدث عندما يعجز احد الانظمه المكونه للمجتمع عن أداء وظيفته التي تحفظ التوازن فإذا لم يحدث إجراء إصلاحي فإن النظام الاجتماعي سوف يفقد توازنه.
-حدد بارسونز اربعه شروط اساسيه تؤدي الى ظهور الحركات الاجتماعيه وهي:
1-وجود عناصر دافعيه اغترابيه واسعه الانتشار بين الناس. اي وجود شعور بين الأفراد بأن النظام الإجتماعي القائم في حاجه للتغيير نتيجه لما يعانيه الأفراد من مشاكل مثل التضخم والكساد والبطاله
2-تنظيم جماعه ذات ثقافه منحرفه، وهذا الشرط يفترض قيام قاده وزعماء الحركه بعمليه التنظيم وتوفير التضامن بين اعضاء الحركه.
3-وجود ايدولوجيه او مجموعه من المعتقدات الدينيه التي يمكن ان تنجح في اكساب الشرعيه للحركه
4-مدى استقرار النظام الاجتماعي الذي تصطدم به الحركه وعلاقه ذلك بالتوازن في المجتمع
-فالحركات الدينيه المتطرفه تنشأ وفقآ للاتجاه البنائي الوظيفي بسبب فشل وتعثر النظم السياسيه في مواجهه المشكلات الاجتماعيه والاقتصاديه السائده في المجتمع، وذلك لغياب المؤسسات والأبنيه اللازمه للقيام بتلك المهمه ونظرا لضعفها وهشاشتها.
--فالحركات الإجتماعيه المتطرفه هي وليده التغيرات التي تراكمت في مجتمع ما حيث أصبحت قيمه ومعاييره لاتشبع حاجات الأفراد مما يجعل افراد المجتمع يستشعورن القلق الاجتماعي الذي يدفعهم الي القيام بسلوك جمعي تحكمه ايديولوجيه او من مجموعه من المعتقدات الدينيه يهدف الي تغيير هذه الآنماط الاجتماعيه القائمه.
-أسباب التطرف:
-ظاهره التطرف ظاهره عالميه تشمل العالم بأجمعه
-كما أن هذه الظاهرة قديمه قدم الانسانيه ذاتها
-كما ان هذه الظاهره لها ابعادها الاجتماعيه والسياسيه والدينيه والنفسيه
- تعتبر ظاهره التطرف ظاهره مركبه
-لاينبغي ان يكون تشخيص ظاهره التطرف وعلاجها محصورا في اطار منظور واحد فقط مهما بدت له من اهميه
-تقع الخطوره في التطرف في القاعده الفكريه والاقتصاديه التي ينطلق منها كذلك درجه أتساعها ومدى التعاطف والتشجيع الذي يلقاه هؤلاء المتطرفون في بدايه نشاطهم بأعتباره مظهرآ حيآ من مظاهرالانبعاث الديني أو الصحوه الديني..
-عند دراسه ظاهره التطرف لابد من مراعاه مايلي:
1-لايمكن عزل ظاهره التطرف عما يجري في السياق الاجتماعي في المجتمع ككل
2-لابد من ربط هذه الظاهرة بالبناء السياسي القائم ودرجه احترامه لحقوق وحريات الافراد ودرجه استعداده لقبول الرآي الآخر بصدر رحب لان الفكر المتطرف غالبا ماينشأفي بيئه منعزله لا تسمح بالحوار والتجديد
3-لاينبغي تفسير ظاهره التطرف على انها قضيه انحراف شباب عن قيم مجتمعه لفراغه الفكري, فهذا يعني مغالطه في التشخيص والتحليل لان القضيه هي قضيه مجتمع يتغير, وهناك مفاهيم وافده ومفاهيم من التراث ومفاهيم مستنبطه في وعي الانسان المعاصر ولايجد لها معان كثيره, ويجد تناقضا بين القيم الدينيه وبين ماهو حادث في معظم القوانين والتشريعات التي تحكم الحياه الاجتماعية.
-حاول العديد من الباحثين فهم ظاهره التطرف في ضوء الآوضاع الاجتماعيه والسياسه والاقتصاديه والثقافيه والفكريه والدينيه القائمه في المجتماعات.
ويمكن ايجاز هذه الاسباب في الاتي:
1-الفهم الخاطئ للدين ومبادئه واحكامه
2-الاحباط الذي يلقاه الشباب نتيجه افتقارهم المثل العليا التي يؤمنون بها في سلوك المجتمع او سياسه الحكم
3-الخطأ في ادراك حقيقه المثل العليا وطبيعه المجتمعات الانسانيه واسلوب الاصلاح
4-الخطأ في تبسيط الاحكام وتعميمها.
5-شيوع القهر والقمع بدلآ من الطمأنينه.
6-غياب الحوار المفتوح من قبل رجال الفكر الديني لكل الافكار الوارده او المتطرفه
7-لجوء بعض الدول لاستخدام سلطات الاكراه السياسي يخلق جو التوتر والتطرف
8-مصيده الفراغ:فراغ العقل من الحكمه والرشد,فراغ النفس من الايمان والسمو , فراغ القلب من العواطف النبيله الفياضه الملهمه
9-غيبه القيم: في غيبه القيم واحتجاب العقيده ومع افتقاد القدوه والفهم الخاطئ للحريه الفرديه
10فساد المجتمعات: حيث التقلبات السريعه في النظم الماليه والإقتصاديه وانتشار مظاهر الفساد والخلل في المجتمع وعلاقاته وضياع الفرد فيه ،ومنها الاحساس المؤلم بالوحده او الإحباط أو الفشل في العمل او الشعور بالمهانه وعدم المساواه وتكافؤ الفرص والظلم الإجتماعي الغير االمبرر والضغوط النفسيه والإقتصاديه المتفشيه في المجتمعات
-يتضح من خلال أستعراضنا لأسباب التطرف أنه لايوجد عامل بعينه فقط المسئول عن تلك الظاهره
-التصدي لمشكله التطرف:
-مفهوم التطرف يختلف من مجتمع لآخر ومن وقت لآخر وهو مفهوم عام له مدلولاته السياسيه والمظهريه والدينيه والاستهلاكيه.
-ينبغي النظر إلي التطرف بنظره موضوعيه فالتطرف يحكم عليه من خلال المحيط الذي يعيش فيه الفرد الوسط الاجتماعي الذي ينشأ فيه ويحيا فيه الفرد هو الذي يحكم سلوكه وتدينه إما بالتطرف او التوسط او التسبب.
-التطرف اتجاه عقلي يجعل الفرد يؤمن بأن أفكاره ومعتقداته هي الصحيحه ومن ثم يتشدد في الحكم علي الآخرين إما بإتباعها أو الحكم عليهم بالكفر..
-التطرف ظاهره مركبه وأسبابها كثيره ومتنوعه ومتداخله فمنها ماهو ديني ومنها ماهو سياسي ومنها ماهو اقتصادي ومنها ماهو نفسي وقد يكون سبب التطرف ذاتي.
-حيث يرجع الي شخصيه الفرد ذاته وتنشآته الاجتماعيه وعلاقاته داخل اسرته وأصدقائه وقد ترجع الآسباب الي المجتمع الذي يعيش فيه الفرد ومايحمله من تناقض قيمي والتفاوت الاجتماعي والاقتصادي وعدم وضوح الرؤيه المستقبليه امام الشباب.
-التصدي لهذه المشكله لايمكن ان يكون بالمعالجه السطحيه والمتمثله في النظر الي هذه المشكله علي انها مشكله فئه منحرفه وان أمور الشباب بخير ولكن لابد من ان تكون هناك سياسه اجتماعيه شامله للشباب تحقق لهم حريه التعبير بالإضافه إلي العداله الاجتماعيه في توزيع الثروه القوميه واهم ماتحتاجه هذه السياسه الاجتماعيه هو
التأهيل الفكري:
الملاحظ ان هناك ثلاث اتجاهات في التيار الاسلامي منها
الاول:العلماء الذين يقدمون تفسيرات محافظه للشريعه الاسلاميه ,الا ان تفسيراتهم لاترضى جموع الشباب الذي ينادي افراده بالتطبيق الفوري للشريعه الاسلاميه.
الثاني:هم الذين نصبوا انفسهم فقهاء ثوريين واباحو لأنفسهم تفسيرات انقلابيه للشريعه, تركز على جاهليه المجتمع وعلى فساد النظام وعلى شريعه الخروج عليها.
الثالث: هو الذي يقف موقفآ معتدلآ يحاول الدعوه الى تطبيق الاسلام ويؤكد على تربيه الفرد وتنقيه المجتمع.
الدعوه للحوار:
من الخطا ان نتحدث عن جموع الشباب وكأنهم كتله واحده صماء يجمعها التجانس الفكري والسياسي بل يفرق بينهم الانتماءات الآيديولجيه فبعض الشباب يتميز بعدم المبالاه والسلبيه والعزوف عن المشاركه السياسه، والبعض الآخر منها يعتنق التميز بعدم المبالاه والسلبيه والعزوف عن المشاركه السياسه والبعض الآخر منها يعتنق بعض المثاليات المجرده والتي تتحول تدريجيا لتصبح اداه نقديه لكل ظواهر المجتمع وهناك الفئات الكادحه من الشباب والتي تعاني العديد من المشكلات الاجتماعيه والتي من اهما ازمه الاسكان والزواج والأجور المنخفضه.
العبره:
التحليل العلمي لهذه الظاهره هو الذي يحدد العوامل الداخليه سواء البنائيه او التاريخيه التي آدت الي بروز هذه الظاهرع ومالم يبرز التعامل النفسي والفكري والإجتماعي والسياسي والاقتصادي مع الاسباب التي ادت الي وجودها فإن دائره نفوذها سوف تتسع ولا تلبث فوهه البركان ان ترسل الحمم علي اصحابها وعلي الناس.
-هناك عده اقتراحات لوقايه الشباب من التطرف:
1-الاعتصام بحبل الدين :
من خلال توجيه اطفالنا وشبابنا الي الإيمان السليم وأن نلبي حاجاتهم الي التدين من خلال الإشباع الروحي بالصلاه وتلاوه القرآن، اعاده النظر في مناهج التربيه الدينيه في جميع الدول الاسلاميه وضرورع الاهتمام بتدريس الدين بالجامعات.
2-الانتصار للقيم والمبادئ والافكار الصلبه:
لابد ان نثق في تراثنا وقيمنا وافكارنا الأصليه القائمه علي اساس من الدين والآخلاق والضمير وانها قادره علي مواجهه تبعات العصر والتقدم الحضاري.
3-الاهتمام بالخطاب الاعلامي:
من خلال الافلام والمسلسلات البرامج التي تعلي القيمم الدينيه والاجتماعيه وتهتم بتقويه الانتماء وتقدم النموذج ،القدوه .
4-الاهتمام بالانشطه الطلابيه والشبابيه:
ينبغي تنويع الانشطه وعدم اقتصارها علي الجانب الرياضي بل تنويعها (ثقافيه- فنيه - صحافه - تصوير)
كي يتحقق ذلك لابد من دعم المدرسه ماديا حتي يتمكن الطلاب من مزاوله هذه الانشطه فعليا وان تكون حصه النشاط اساسيه في اليوم الدراسي.
5-تشجيع الطلاب والشباب على العمل والانتاج:
لابد من تشجيع الشباب للبحث عن عمل والاتجاه الي المشروعات ولابد ايضا وهو الاهمم دعم الدوله لتلك المشروعات ان يصل الدعم الي مستحقيه.
6-الجهد الجماعي لكافه المؤسسات المعنيه بالشباب:
من المهم حتي تؤدي كافه المؤسسات دورها في خدمه الشباب توظيف طاقاته وحمايته من التطرف والانحراف علي الوجه الاكمل وان يحدث نوع من التنسيق والتكامل بين هذه المؤسسات في النهايه بجهود جماعيه تقي الشباب من االتطرف والارهاب والانحراف وتعده لمواجهه المستقبل.
7-الانضباط الصارم:
فرض حاله من الانضباط الصارم على المجتمع,تعتمد على مبدأي
أ-الثواب الناجح .ب_العقاب الرادع
الفصل الخــامس الجريمه بين التنظير والتحليل
اولا: المفاهيم المتصله بالجريمه:الجريمه ظاهره أجتماعيه قديمه لازمت البشريه منذ نشأتها الاولى
1-الجريمه
هي سلوك انساني منحرف يمثل اعتداء على حق او مصلحه من الحقوق او المصالح التي يحميها الشرع والقانون.
-كما أنها السلوك الذي تجرمه الدوله لمايترتب عليه من ضرر على المجتمع والذي تتدخل لمنعه بعقاب مرتكبيه.
في الفقه الاسلامي: هي اتيان فعل محرم معاقب على فعله,مع تقرير عقاب لكل من يخالف هذه الاوامر والنواهي.
والجرائم ليست على درجه واحده من الجسامه, فمنها ماهو شديد الجسامه ومنها ماهو متوسط, ومنها ماهو أخف جسامه, ويطلق على النوع الاول:الجنايات, وعلى الثاني منها:الجنح, أما الثالث فيطلق عليه: المخالفات.
-كما أن لكل جريمه تفردها ولايمكن أخضاعها الى عامل سببي واحد.
2-الانحراف
هو كل خروج عن انماط السلوك الاجتماعي المألوف والمتعارف عليه في مجتمع ما وان لم يرد نص تجريمي بصدده اوعقاب معين.-تجدر الاشاره هنا الى الاختلاف بين مفهوم الاجرام ومفهوم الانحراف,فالاجرام هو كل فعل نصت عليه القوانين الجزائيه فجرمته ,وأقرنته بعقاب, والاجرام له رده فعل أجتماعيه صارمه تترجم بالعقوبه الجزائيه, قياسا الى الخطوره التي يتعرض لها الافراد والمجتمع ومايحدثه هذا الفعل من أضرار بالغير وبنظم الحياه العامه.
-بينما الانحراف قد يستوجب الازدراء من الفاعل أو الاستنكارأو الاستهجان, وقد لاتصل درجه اللوم الى العقاب الجزائي.
3-السلوك الاجرامي
هو أي سلوك مضاد للمجتمع, وموجه ضد المصلحه العامه,او هو شكل من اشكال مخالفه المعايير الاخلاقيه التي يرتضيها المجتمع ويعاقب عليها القانون.-اذا كانت الجريمه هي مسمى الفعل الاجرامي فإن السلوك الاجرامي هو ممارسه هذا الفعل
-يتسم السلوك الاجرامي بخصائص منها : الحاق الضرر بالآخرين أو بممتلكاتهم ،وان يكون هذا الضرر محددا بنص قانوني ويتوفر عنصر القصد لدي مرتكب الفعل.
--يصنف فارس حلمي السلوك الاجرامي في نوعين هما
1-ذلك السلوك الذي يكون عرضآ لمرض نفسي فهو شكل من أشكال التوافق المرضي والشخص هنا قد يعي أنحرافه وقد لايعيه, وهو ينبع من أراده الفرد المقيده بقيود اللاشعوريه القويه .
2-ذلك السلوك الذي يتمثل في الاقدام على فعل او الاحجام عنه من اجل أشباع رغبات غريزيه او معنويه بطريقه تخالف الطريقه التي رسمها المجتمع زمانا ومكانا..
4-المجرم: هو الفرد الذي ينتهك القوانين والقواعد الجنائيه في مجتمع ما مع سبق الاصرار او هو الشخص الذي يرتكب فعلا غير اجتماعي سواء كان بقصد ارتكاب الجريمه او بدون قصد كما يشمل كل من ينتهك الاعراف ويتصرف علي نحو يخالف المعايير الاجتماعيه.
-حدد كليكي سمات المجرمين والاشخاص المضادين للمجتمع ومنها:
1-عدم الاحساس بالمسؤليه الاجتماعيه والرغبه في حرق المعايير الاجتماعيه.
2-لايشعر بالحرج من أي تصرف مخالف للعادات والتقاليد وقول الكذب
3-عدم الاكتراث بالسلوك المضاد للمجتمع وضعف الشعور بالعار والخزي.
4-استجابته ضعيفه للعطف والاحترام والاعتبار.
5-القسوه والغلظه وعدم الاخلاص والعجز عن الحب وأقامه علاقات اجتماعيه.
6-الفشل في وضع خطه لحياته, ويتبع نمطآ انهزاميآ لذاته طوال حياته.
7-متوسط الذكاء مع جاذبيه مصطنعه.
8-لايستجيب انفعاليآ بعد ارتكاب أي فعل مخالف من شأنه ان يظهر الشعور بالخجل او العار.
9-عاجز عن التعلم من الخبرات التي يمر بها حتى العقاب وكذلك السيطره علي انفعالاته.
ثانيا : ضحايا الجريمه:
معنى الضحيه:هو الشخص الذي يقع عليه الفعل بنص التجريم, ويقع الفعل الاجرامي او يتناوله بالترك المؤثم قانونا سواء كان شخصا طبيعيا او اعتباريآ.-او هو صاحب الحق الذي تصيبه الجريمه او تجعله عرضه للخطر,او هو الشخص الذي وقعت عليه الجريمه, او الذي اعتدى على حقه الذي يحميه القانون سواء ناله ضرر مادي او ادبي او لم يصبه ضرر.
-يقصد بمصطلح الضحايا الأشخاص الذين أصيبو بضرر فرديا أو جماعيا بما في ذلك الضرر البدني او العقلي أو المعاناه النفسيه او الخساره الاقتصاديه او الحرمان بدرجه كبيره من التمتع بحقوقهم الآساسيه عن طريق الإساءه الجنائيه لاستعمال السلطه.
-العود للجريمه: هو الحاله الخاصه بالجاني الذي سبق الحكم عليه بحكم في جريمه ثم ارتكب بعد ذلك جريمه اخرى يعاقب عليها القانون.
-فالعائد للجريمه: هو من تكرر خروجه على القواعد والاعراف الاجتماعيه التي يقوم عليها المجتمع.
اسباب العود للجريمة:
١-1- يرجع الي التكوين النفسي للشخص اوالظروف الاجتماعيه المحيطه به عائلته او الرفاق الذين يتفاعل معهم
2- ترجع الي العوامل الاقتصاديه كالفقر الشديد
٣عدم وجود فرص عمل مناسبه
4 - عدم وجود الوسائل الملائمه لشغل وقت الفراغ
5- الانضمام الي الجماعات والعصابات ذات الميول الاجراميه
-العقــاب: جزاء وضعه المشرع للردع عند ارتكاب مانهى عنه وترك وترك ماأمر به, فهو جزاء مادي مفروض سلفا يجعل المكلف يحجم عن ارتكاب الجريمه فإذا ارتكبها زجر بالعقوبه حتى لايعاودها مره اخرى كما يكون عبره لغيره, فالعقوبات موانع وزواجر بعده.
--وتتعدد أشكال العقاب وتتدرج من الأدنى مثل الغرامه ثم الحبس,الى السجن, ثم الى الاشغال الشاقه حتى تصل الى أقصى عقوبه وهي الاعدام.
-والعقاب في حد ذاته يختلف شده وضعفآ وفقآ لخطرهذا السلوك على المجتمع,وفقآ للضرر الذي يحدثه داخل المجتمع
-العقاب في مفهومه الاجتماعي:هو مجموعه القواعد التي تحدد اساليب ووسائل تنفيذ جزاء ما بسبب ماأرتكبه الفرد من أفعال مجرمه نتيجه تضافر عوامل ذاتيه وبيئيه,وتجدر الاشاره إلى أنه لافائده من العقاب بالحبس أو الإيذاء إن لم يلزمه برنامج علاجي يهدف الى تغييرالمعتقدات والاتجاهات والقيم وغرس أنماط السلوك الإيجابي السليم والاخلاق الحميده ,فيستقيم حال الفرد ويعود الى التوازن والسواء مع نفسه والاخرين.
-تشتمل الاهداف الرئيسيه للعقاب على
1-تحقيق العداله ومحو العدوان على المجني عليه لارضاء شعوره بالانصاف
٢-الردع العام : ويتم بإنذار الناس كافه عن طريق التهديد بالعقاب ليبعدهم عن ارتكاب الجرائم
-٣الردع الخاص: اذ يتجه الى شخص بعينه يحكم عليه للقصاص وسلب حريته لحمايه المجتمع من الجريمه
-الضبط الاجتماعي:
هو نمط من الضغط يمارسه المجتمع على جميع افراده للمحافظه على النظام ومراعاه القواعد المتعارف عليهااو هو: القوه التي يتمثل الافراد فيها لنظم المجتمع الذي يعيشون فيه وتختلف وسائل الضبط تبعآ لاختلاف المجتمعات.
يعرف الضبط الاجتماعي:بأنه العمليه الاطراديه التي بها يخضع الافراد لمعايير المجتمع,ونظمه المختلفه والمرتبطه بطبيعه البناء الاجتماعي ذاته,ويتم ذلك في ضوء مايتلقاه الفرد من الجماعات التي ينتمي إليها.
-الجريمه المنظمه:
تعتبرمن اكثر الجرائم انتشارا داخل المجتمع العربي وتعرف بأنها السلوك الاجرامي المضاد للمجتمع والذي يقوم به اعضاء تنظيم اجرامي معين, يمارس انشطه خارجه عن القانون, ويتم في اطارالتنظيمات الاجراميه ( تقسيم العمل- تحديد الادوار -وضع تسلسل للمكانه والسلطه).
-أستخدم الباحثون مصطلحات متباينه بين الجريمه المنظمه ، والجريمه الاحترافيه ، والجريمه المتقنه، والمخططه،
وهذه المصطلحات تعكس بدرجات متباينه بين جوانب من حقيقه هذه الظاهره الإجراميه.
-يمكن التمييز بين الجريمه الاحترافيه والجريمه المنظمه في ضوء المكانه ونموذج الجريمه والمهاره ودرجه التنظيم والتهديد بالعنف وغيرها.
-مكانه المجرم المحترف بين غيره من المجرمين ربما كانت عموما اعلي من مكانه معظم المجرمين سواء اكانو قائمين مقام الرئيس أو وكلاء أو اعضاء عصابه.
الجريمه الاحترافيه
-تنحصر في الغالب في عدد صغير من الافراد الذين يرتكبون جرائم فرديه,تفتقر الجريمه الى الجمهور ورجال السياسه
-يعتمد المجرم المحترف على دهائه ويحجم عن استخدام العنف بل يعتبره مثال على الاساليب الاجراميه المتدنيه.
-الجريمه المنظمه تستعين بالعنف في تنفيذ انشطتها, وتضم نشاطات, وتضم جماعات من المجرمين المنظمين ويقومون بأنتاج وعرض وتوفير السلع والخدمات تعرف بأنها غير قانونيه.
في الجريمه المنظمه: وجود جماعات من الجماهير في حاجه الى هذه السلع والخدمات (موظفين عموميين فاسدين) يقومون بحمايه هؤلاء المجرمين من أجل الحصول على أرباح ومكاسب لهم.
-يشير دانيال بل: الى ان الجريمه المنظمه ترتبط بالظروف الاجتماعيه والاقتصاديه في المجتمعات المدنيه التي تتقبل الانحرافات الاجراميه.
- مما تقدم يمكن وضع بعض السمات العامه للجرائم المنظمه والتي تميزها عن غيرها من الجرائم منها:
١-انها نشاط تآمري يتسم بالتآزر والتنسيق بين عدد كبير من الاشخاص في التخطيط للجرائم, وتنفيذ مختلف اشكال الافعال غير المشروعه
٢-هدفها الاساسي تحقيق مكاسب اقتصاديه في المقام الاول،فالكسب الاقتصادي يتحقق من الاحتكار وترويج المخدرات والقمار وغيرها.
٣-تشتمل على أنشطه دقيقه ومهمه مثل الاستيلاء على الاراضي وتزييف النقود وغيرها
٤-تستخدم أساليب ضاريه مثل: التهديد والعنف والرشوه لبلوغ اهدافها والحفاظ على مكاسبها
٥-تتسم جماعات الجرائم المنظمه بالسرعه والفاعليه في التحكم في اعضائها وضبطهم تحت سيطرتها.واي انحراف عن القاعده يعرض المنحرف لاستجابه فوريه تتدرج من تقليص المكانه حتي تصل الي الحكم بالإعدام
ثالثا :الاتجاهات المفسره للجريمه:
جذب علم الجريمه اهتمام المتخصصين في علم الاجتماع وعلم الاقتصاد وغيرها من العلوم, وكل علم من هذه العلوم اعطى تفسيراته وتوجهاته تجاه الظواهر الاجراميه
١-الاتجاه الاجتماعي للجريمه: يرى علماء الاجتماء ان الجريمه حقيقه اجتماعيه تسبق الحقيقه القانونيه ويرفضون حصر مفهوم الجريمه بالبعد القانوني فقط لأنه يؤدي الى أغفال البعد الانساني والاجتماعي الذي يعد ركنآ أساسيآ من أركانها, ويؤكد علماء الاجتماع على أهميه الجوانب الاجتماعيه والانسانيه للجريمه دون أهمال للجوانب القانونيه.
-ينظر علماء الاجتماع للجريمه باعتبارها ظاهره أرتبطت بالانسانيه منذ بدايه الخليقه, وان تجريم أي سلوك يخضع لحكم قيمي تصدره الجماعه على الفرد سواء يعاقب عليه القانون أم لا, ويخضع تقييم السلوك الاجرامي الى معيار أجتماعي في المقام الاول.
-ينظر الي الجريمه علي انها ظاهره ذات ابعاد اجتماعيه معينه ولذلك فإن هدف التنظير والتفسير هو تحديد هذه الابعاد وتشخيصها للعوامل المختلفه التي تشكل الاساس الذي يقوم عليه السلوك الاجرامي لمواجهته ودرء خطره ومن ثم تقويمه وتعديله.
يرى بعض السوسيولوجيين أن الجريمه هي:
١-شكل من أشكال الاستجابات الانسحابيه لعدم قدره الانسان على التكيف مع الاطار القيمي للمجتمع٢-معوق من المعوقات الوظيفيه للنسق الاجتماعي وتهديد حقيقي لجوهر القيم الخاصه بالمجتمع ككل
٣-ناتج للصراع القائم بين المجتمع وبين افراده وعدم قدرتهم علي التعايش داخله
٤-الافراز الحقيقي للتحولات والتغيرات السريعه للمجتمع ممايؤدي الي اهتزاز قيم الآفراد وانحرافها بعدم القدره علي مسايره هذه التحولات فتظهر اشكال وصور متعددع للجرائم المعتاده وغير المعتاد..
-ربما يكون المفهوم الاجتماعي للجريمه وتفسيره لأنماط السلوك الاجرامي أكثر المفاهيم شموليه وأكثر شيوعآ وأقربها للمنطق والسببيه والعليه.
٢-الاتجاه النفسي للجريمه:
-يرى أنصار مدرسه التحليل النفسي ان الجريمه سلوك لاشعوري تعويضي للتخلص من الصراعات التي يعاني منها الفرد بين الهو والذات العليا وبين منظمات المجتمع،-بمعني السلوك الإجرامي والمضاد للمجتمع نتيجه ان المجرم اخفق في ترويض دوافعه الغريزيه الأوليه أو فشل في جعلها أنماط سلوكيه مقبوله
- اي ان السلوك الإجرامي ليس إلا تعبيرا سلوكيا مباشرا عن دوافع غريزيه كامنه حينا او هو تعبيرا رمزيا عن رغبات مكبوته ممنوعه حينا اخر
٣-الاتجاه الاقتصادي للجريمه:
هناك علاقه مؤكده بين الفقر الناتج من الحرمان وارتكاب الجرائم وبين ارتفاع معدلات الجريمه وتدهور الاحوال الاقتصاديه, الا أنه في هذا الصدد تجدر الاشاره الى أنه إذا كان أغلب المجرمين من الفقراء فليس بالضروره أن أغلبيه الفقراء مجرمين,فالعامل الاقتصادي ليس هو العامل الوحيد أو ألاكثرفاعليه في دفع الانسان الى ارتكاب الجرائم.-وهناك دراسات عديده تناولت العلاقه بين الجريمه وبعض الظواهر الاجتماعيه مثل عماله الاطفال والنساء وظاهره البطاله,وثبت أرتباطها بزياده معدلات الجريمه,
ويتفق ذلك مع قول الفيلسوف الفرنسي"جبرائيل تارد" في أن العمل وحده هو العدو الاول للجريمه..
-الاتجاه الجغرافي للجريمه: ٤
يؤكد اصحاب هذا الاتجاه على عناصر البيئه الجغرافيه واهميتها كعوامل مسببه للسلوك الاجرامي,مثل:-الموقع الجغرافي والمناخ, بمايتضمنه من درجه الحراره والرطوبه والضغط الجوي,والسطح,والتضاريس, وغيرها.
أثبتت دراسه مونتسكييه في كتابه روح القوانين التي توصلت الى أختلاف معدل حدوث بعض صور الجريمه بتغير موقع المكان من خطوط العرض وقربا وبعدا عن الساحل..
- ٥-الاتجاه البيئي للجريمه
اتجه بعض الباحثين الى تفسير السلوك الاجرامي على اساس العلاقه بالبيئه المكانيه وما تتضمنه من ضغوط مختلفه سيئه تدفع الى الجناح والى الجريمه ,ويسمى التفسير القائم على هذا الاتجاه التفسيرالأيكولوجي..ومن أبرزالدراسات الايكولوجيه عامه دراسات كليناردشو حيث اهتم بموضوع الحى أو مكان الاقامه ومدى الاختلاف في معدلات الجريمه من حي الى اخر.
وقد أفاد هذا الاتجاه في عمليات مكافحه الجريمه, الأ أنه لم يسلم من النقد في بعدين أساسيين:
1-أنه من الواضح أن عددا كبيرا من المجرمين ينتمون الى هذه المناطق غيرأن فئه غير قليله لاتنتمي الى هذه المناطق ,فضلآ عن أنها مناطق تكثر عليها حملات الشرطه ممايكون له أثر في زياده نسبه المقبوض عليهم.
2-أغفل الاتجاه العوامل الفرديه والبيولوجيه, وكذلك بقيه العوامل البيئيه التي تباشر تأثيرها على الفرد
-وبالرغم من هذا النقد إلا أنها أكدت على أهميه الجوانب الاجتماعيه والبيئيه وأثرها في السلوك الاجرامي
٦-الاتجاه القانوني للجريمة:
يستهدف القانون بشكل عام حمايه افراد المجتمع من اضرار متعمده او غير متعمده وكذلك توفير حمايه خاصه للضعفاء من أفراد المجتمع من الاطفال والنساء والمسنين والمرضى وضعاف العقول وحمايه الممتلكات العامه والخاصه وحفظ الامن وتحقيق الضبط الاجتماعي داخل المجتمع.تعد الجريمه في القانون:كل سلوك يحرمه القانون ويرد عليه بعقوبه جزائيه او تدبير احترازي, وكل فعل يخالف قاعده من القواعد التي تنظم سلوك الانسان في الجماعه.
-ويمكن القول بأن الجريمه في أطار القانون هي: ضرر محظور بمقتضى القوانين والتشريعات الجنائيه منسوب الى شخص ما أرتكبه عن أراده وقصد , ويجب أن ينال عقابآ وفقآ للتدابير القانونيه المعمول بها في المجتمع.
-ويركز المفهوم القانوني على أرتباط الفعل بالاراده والقصد , وان يكون مخالفآ لنص قانوني, إذ لاعقوبه دون نص, والقانون لايحمي ولايفرق بين حسن النيه أو سوء النيه.
رابعا :الجريمه في الدول العربيه:
يمكن تحديد انماط الجريمه في الدول العربيه فيما يلي:1-جرائم ماليه ترتبط بالديون والبنوك والتحويلات العينيه(ذهب,ادويه,اجهزه) او النقديه بمختلف العملات
2-جرائم اخلاقيه وترتبط بالجنس والمخدرات تحت مسميات مختلفه لكنها تصب في شبكات خارج الحدود
3-جرائم مركبه تكون اهدافهاا الاوليه غير واضحه بالنسبه للمستويات الدنيا من الشبكه الاجراميه
حجم الاجرام في الدول العربيه:
إن تحديد حجم الاجرام في المجتمع العربي يتطلب توفرإحصاءات موضوعيه بصوره علميه وفقآ لقواعد تحددها العلوم الاحصائيه كما تفترض توافقآ في المسميات وأنواع الجرائم وأوصافها وتعريفها القانوني,
ولكن هذا الامر غير متوفر في الاحصاءات العربيه لذلك كان لابد من أتباع خط آخر في أبراز معالم الاجرام في البلدان العربيه وهو أظهار نوع الجرائم المرتكبه ومدى خطورتها.
١-الجرائم الواقعه على الاموال:من خلال البيانات المتوفره عن جرائم الاموال نجد انها تفوق بكثير الجرائم الواقعه على سلامه الانسان وحياته.
٢-جرائم الاتجار في المخدرات:-يشكل حجم جرائم المخدرات المعلن في البلدان العربيه حسبما تظهره الاحصاءات المتوفره نسبه أقل بكثير من الحجم الواقعي ,بالاضافه الى أنه في تطور مستمرمن حيث التهريب والتوزيع والتسويق .
٣-جرائم العنف: التي تقترن بالتعدي علي الانسان وممتلكاته وقداصبحت في تزايد مستمر مما يدعو الى وقفه عربيه لحصر الاسباب الحقيقيه لتلك الظاهرة.
٤-جرائم التعدي على البيئه:تزايدت في الفتره الاخيره بشكل كبير مما يتطلب دخولها الى حيز التشريعات الملزمه والمجرمه في جميع الدول.
.
الجرائم الاخلاقيه:هي الجرائم التي يعجز فيها الانسان عن التحكم بغرائزه الاساسيه,
-نجد قصورا كبيرا في تحديد صوره الجريمه في العالم العربي للنقص الشديد في الاحصاءات والمعلومات والبيانات..
دور الاسره العربيه في الحد من الجريمه والانحراف:
إذا كان التنظيم الاسري في أي مكان وزمان قادرآ على جعل السلوك المنحرف أو الاجرامي في أدنى درجاته , فإن التنظيم الاسري العربي من أقدر هذه الانظمه على ذلك لاستناده الاساسي في تكوينه على التشريع الاسلامي.
-فيما يلي عرض لبعض العوامل التي أهتم بها الاسلام في تكوين الاسره والذي يوضح أن مايقع من أنحرافات وجرائم مرده أبتعاد النظام الاسري عن الضوابط والقواعد التي وضعها الاسلام:
-- تنظيم الدافع الجنسي عن طريق الزواج
-- أختيار الزوجه
-- الحقوق والواجبات بين الزوجين
-- حقوق الابناء على الاباء
آليات مواجهه الجريمه والقضاء عليها:
يقصد بالآليه الميكانيزم الذي يساعد في تحقيق الهدف, ونضع في هذا الجزء مجموعه من الاليات يمكن أستخدامها في خفض معدلات الجريمه والتحكم في عوامل أنتشار الجريمه منها:1-ضروره الارتقاء بمستوى القائمين على الجهاز الامني والعاملين في مجال مكافحه الجريمه من حيث الاختيار والتأهيل والتدريب وكذلك لدعم الولاء والإنتماء للوطن.
2-دعم الجهاز الامني والتكنيكات والاستراتيجيات الدوليه والمستجدات العالميه في مجال مكافحه الجريمه
3-زياده الحوافز الماديه والمعنويه لرجال الامن وكذلك التقدير من قبل المواطنين لما يبذلونه من جهد في سبيل الوطن
4-ضروره الاخذ بالاسلوب العلمي والتقني في مواجهه الجريمه دراسه وتشخيصآ وعلاج
5-التواصل بين جهود رجال الامن والمواطنين
6-التكامل بين الجهود الامنيه الدوليه والجهود الامنيه المحليه للقضاء علي العصابات الاجراميه وتطوير اساليب مكافحه الجريمه.
7-التعديل والتطوير في الجزاءات والعقوبات المقيده للحريه بما يتلائم مع التغيرات التي تحدث في المجتمع
8-تبني الجهاز الامني مفهوم الثقافه الوقائيه لبعض الظواهر الاجراميه مثل الانحرافات السلوكيه والفساد قبل استفحالها
9-ضروره توفر قاعده بيانات عامه تضم المعلومات الاحصائيه الدقيقه عن مظاهر الانحراف والإجرام واسبابه ورصد تطوراتع واماكن تواجده حتي يمكن للجهاز الامني التخطيط ووضع السياسات والبرامج لمواجهه انواع الانحراف.
10-اعاده الثقه بين الجمهور والجهاز الامني وإرساء ثقافه المسؤليه الاجتماعيه والتساند بين الطرفين واعتبار ان الجهاز الامني هو احد اجهزه العداله داخل المجتمع وهو المسئول الآول عن حمايه المواطنين من التعرض للجرائم.
11-توفير سبل التواصل والاتصال بين المواطنين والجهاز الامني وذلك بإيجاد خدمات اتصاليه مجانيه للإبلاغ عن المخالفات والجرائم بشكل فوري وسريع.
12-الاهتمام بأقسام الشرطه وكيفيه الاستعداد لمقابله المواطنين وحسن استقبالهم واعداد دورات تدريبيه لكوادر الشرطه وقياداته في حسن معامله الجمهور.
13-دعم منظمات المجتمع المدني والناشطين الاجتماعيين من قبل الجهاز الامني والتعاون معهم في الحد من الجريمه والقضاء عليها من خلال برامج اجتماعيه وثقافيه وترفيهيه.
14-التنسيق بين الجهاز الامني ووزارات التضامن الاجتماعي والتربيه والتعليم والعدل في قيام اجهزه ومؤسسات اجتماعيه للحد من ظهور الجريمه ورعايه ضحايا الجريمه وأسرهم في مختلف الفئات عند الحاجه.
-دور البحث العلمي في تخطيط سياسه الوقايه من الجريمه:
-لما كانت سياسه الوقايه من الجريمه تستهدف القضاء علي العوامل الآصليه للجريمه فإن البحوث العلميه التي يقتضيها تخطيط هذه السياسه يجب ان تصب علي تحديد كل من هذه العوامل ووسائل معالجتها لضمان تنشئه مواطنين سالمين من شوائب الشذوذ والانحراف.
-يرتكز التخطيط لمنع وضبط الجريمه على البحث والتنقيب في إعداد التشريعات, وبحوث حول تشكيلات القضاء الجنائي وإجراءاته وأدله الاثبات الماديه والمعنويه.
-ومن الاهداف الاساسيه للبحث العلمي في مجال معالجه المجرمين تقييم برامج المعامله المطبقه على المحكوم عليهم في المؤسسات العقابيه, كذلك وضع معايير يرجع إليها في أختبارالجناه الذين تصلح لهم المعامله خارج المؤسسات العقابيه كالوضع تحت الاختبار القضائي والحكم بالعمل الاصلاحي دون سلب الحريه.
البــاب الســادس: المشكلة السكانية
تحظى المشكله السكانيه على المستوى العالمي بأهميه خاصه في عصرنا الحالي وذلك نتيجه للزياده المتسارعه في عدد السكان, وطبقآ لاحصائيات الامم المتحده فمن المرجح أن تظل الزيادات السنويه في السكان أكثر من90مليون حتى عام2015وكان من نتائج هذه الزياده عدم وفاء الموارد الاقتصاديه بحاجات البشر, وحيث اصبحت الدول وخاصه الناميه تعاني من مشكلات خطيره أهمها نقص الطعام وتلوث البيئه وأزمه الاسكان.
المقصود بالمشكله السكانيه:الوضع القائم في البلاد, عندما يزداد عدد الناس, دون ان يوافق هذه الزياده أزدياد مناسب في التعليم وفي المرافق الصحيه وفي الاقتصاد ويكون هذا النمو في الكم دون الكيف.
نقول أن هناك مشكله سكانيه عندما توجد الظواهرالتاليه
١-يكون النمو السكاني اكبر من النمو الاقتصادي
-٢-يكون الاستهلاك أكبر من الانتاج
٣-يزداد طلب الافراد لدخول المدارس, أو لدخول المستشفيات
وهذا يعني انه يمكن تلخيص المشكله السكانيه في نقطتين:
١-معدلات مرتفعه للزياده السكانيه من جانب
٢-ومعدلات للتنميه لاتتناسب مع ارتفاع معدلات الزياده السكانيه من جانب اخر مما يترتب عليه بالضروره انخفاض مستوى المعيشه.
-يمكن تعريف المشكله السكانيه: بأنها الخلل في التوازن بين موارد الدوله وحاجات السكان, اوبين معدلات التنميه الاقتصاديه ومعدلات النمو السكاني.
-تعد المشكله السكانيه مشكله نسبه وتناسب بين عدد السكان من جهه وبين موارد الثروه المستغله من جهه أخرى.فاذا كان معدل الزياده السكانيه في السنه اعلي من معدل زياده مقومات العيش بدأ العد التنازلي لمشاكل الحياه الإقتصاديه والإجتماعيه وربما السياسيه وعلي العكس فإذا كانت معدلات الزياده أقل من مثيلاتها في مقومات العيش الحضاري الجديد فإن التقدم الاقتصادي والاجتماعي سيحدث لامحاله ومن هنا فإن المشكله السكانيه تتصل بها لذلك فإن احصائيات المواليد والوفيات ومعدلات الهجره ونسب السكان والآعمار المختلفه وغير ذلك من الإحصاءات الحيويه تنقل للباحث الواقع الذي يستطيع من خلاله الإفاده في تحليل لمشاكل المجتمع الاقتصاديه والاجتماعيه بل وايضا السياسيه.
-أن الزياده السكانيه في العالم تسير وفق معدلات غير متكافئه.
-فالدول المتقدمه أقتصاديآ تزيد بمعدل لايتجاوز7.%في السنه وربما أقل.
على حين أن الدول المتخلفه أقتصاديآ والتي نطلق عليها الدول الناميه تزيد وفق معدل يصل في بعضها3%
-وعلى مستوى قارات العالم نجد أدنى معدلات النمو السكاني في قاره اوروبا حيث يصل الى 0.2%
-بينما تسجل القاره الافريقيه أعلى معدلات النمو في العالم والذي يقدر بحوالي 2.1%واعلى معدلات النمو يصل الى3.1% ويوجد في غرب أفريقيا.
-بينما أدنى معدلات النمو والذي يصل الى0.1% فتوجد في غرب أوروبا
ومن المتوقع أن تتناقص المعدلات السنويه لنمو السكان في أرجاء المعموره كافه, الا أن البلدان الاقل تقدمآ ستظل ذات معدلات خصوبه مرتفعه, وستستمرمعدلات الخصوبه المنخفضه في البلدان المتقدمه.
-كما أن سكان العالم يتوزعون على سطح الارض توزيعآ غير عادل, حيث يقطن نحو نصف سكان العالم فوق 5% من مساحه اليابس, في حين أن5% من سكان العالم يعيشون فوق 57%من مساحه الارض.
-ويتوزع سكان العالم العربي على قارتي أفريقيا و آسيا ,حيث تستأثر أفريقيا بحوالي70%من جمله المساحه,ومجموع السكان على السواء,بينما يزيد قليلآ نصيب آسيا العربيه على30%منهما.
-يعتبر معدل النمو السكاني في العالم العربي بصفه عامه من أعلى المعدلات في العالم,إذ يبلغ نحو4%سنويآ, وهذا يعني أن سكان العالم العربي يتزايدون في الوقت الحاضر بما لايقل عن سبعه ملايين نسمه سنويآ.
-تصل معدلات النمو السكاني في كل من السعوديه ووليبيا وقطر والاردن وسوريا الى أكثرمن3.5%سنويآ , بينما تسجل لبنان وتونس ومصر أدنى معدلات النمو السكاني في العالم العربي, الا أنها مازلت معدلات مرتفعه إذا قورنت بالقياس العالمي.
علم السكان:
ويعرف العلم الذي يهتم بالاحصائيات الحيويه للسكان بالديموغرافيا البشريه.
وهو يهتم بحساب بيانات عديده منها, تضاعف السكان ومعدلات الخصوبه ومعدلات المواليد والوفيات وتوزيع الاعمار, وغير ذلك من بيانات.
وقد بدأ أول تنظيم دولي يعمل في مجال السكان في عام1952 وهو الاتحاد الدولي لتنظيم الوالديه
وفي نفس العام انشئ مجلس السكان في نيويورك
-وفي عام1969أنشئ صندوق الامم المتحده للأنشطه السكانيه ويعتبر أشهر مؤسسه دوليه تعمل في مجال السكان, وقد تغير أسمه الى صندوق الامم المتحده للسكان,وهو أكبر مؤسسه دوليه تعمل تحت مظله الامم المتحده وتهتم بالاشراف والتمويل ومتابعه وتقييم الانشطه السكانيه في مختلف الدول الاعضاء في الامم المتحده.
-وفي عام1979 عقد مؤتمر دولي للبرلمانيين عن السكان والتنميه في كولمبو بسريلانكا.
تهتم الدراسه السكانيه بثلاث نواح أساسيه هي:
-حجم السكان: ونعني به مجموع عدد السكان, ومايطرأ على هذا الحجم من تغير , زياده كان أو نقصآ12-توزيع السكان:وما يطرأ على هذا التوزيع من تغير, ونعني به مدى انتشار السكان في مناطق المجتمع المختلفه وكثافه توزيعهم في تلك المناطق, مع تقسيمهم الى مناطق حضريه واخرى ريفيه.
3-خصائص او صفات السكان:مدى اختلاف هذه الخصائص من مجتمع الى أخر,ثم مدى تغير او ثبات هذه الخصائص واثر كل ذلك على السكان.(اي السمات السكانيه ونسبتها)
-التغير في التوزيع او في حجم السكان النسبي في مجتمع بعينه أو منطقه بذاتها يحدث من وجهه النظر السكانيه بطريقتين:-
1-أن سكان مجتمع ما قد تزيد بينهم نسبه المواليد عن الوفيات عنها في مجتمع آخر فيزداد تبعآ لذلك بنسبه أكبر
2-الهجره وذلك حين ينتقل الناس من منطقه الى أخرى فتقل نسبه الزياده تبعآ لذلك في المنطقه التي هاجرو منها بينما تزداد في المنطقه التي هاجرو إليها.
-في الدراسات السكانيه لايمكن ان نفصل بين كل من الخصائص الطبيعيه والاقتصاديه ذلك ان الاختلافات بين السكان في نسب الذكور والاناث او في توزيع فئات السن المختلفه او في نسبه توزيع مواطنيها حسب الجنس الذي ينتمون اليه كل هذه الاختلافات تؤثر في الظروف الاجتماعيه السائده في اي مجتمع حسب اختلاف نسب توزيع هذه الخصائص.
المقاييس الديموغرافيه الرئيسيه
يستخدم الباحثون دينميات السكان عدد من المفاهيم والمصطلحات التي تبين التغيرات التي تحدث في النمو السكاني والتي من اهم صورها البيولوجيه, حركه المواليد والوفيات والتي تؤدي الى تغير في حجم السكان سواء كان ذلك بالزياده أو النقص وهو مايعرف بالنمو الطبيعي للسكان.والبيانات السكانيه تعد ماده اساسيه للديموغرافيين الذين يحصلون عليها من عده مصادر اساسيه هي:
١-التعدادات الرسميه:حيث تقوم كل دوله كل عده سنوات باحصاء عدد السكان.وتسجيل البيانات الخاصه بهم والتي منها جنس الفرد وعمره وديانته وحالته التعليميه والنشاط الذي يزاوله.
تعريف تعداد السكان:جمله العمليات الخاصه بحصر وتجميع ونشر المعلومات الديموغرافيه الخاصه بمجموع السكان المتواجدين داخل حدود معينه في فتره زمنيه محدده.
٢-الاحصاءات الحيويه (التسجيل): تتضمن مجموعه من الاحصاءات المتنوعه التي تتم بطريقه منظمه ورسميه في الدول,كما في تسجيل المواليد والوفيات وحالات الزواج والطلاق والاحصاءات العسكريه وتسجيل المجندين والملتحقين بالوظائف المتنوعه,كما يتم عمل أحصاءات خاصه بالهجره سواء كانت هجره دوليه او هجره داخليه.
من المقاييس الديموغرافيه الرئيسيه التي توضح التغيرات الحادثه في حركه السكان مايلي:
1-معدل المواليد:
يطلق عليه معدل المواليد الخام, ويعرف بأنه عدد المواليد الاحياء لكل ألف نسمه من السكان في منتصف السنه, ويتم حسابه بقسمه عدد المواليد المسجلين الى جمله عدد السكان في منتصف السنه لمنطقه جغرافيه محدده, وعاده ماتحسب هذه المعادلات على اساس الف فرد.
معدل المواليد الخام=اجمالي عدد المواليد في السنه÷عدد السكان الكلي في السنه×1000
2 - معدل الوفيات:
يطلق عليه معدل الوفيات الخام ويعرف بأنه نسبه جميع الوفيات المسجله خلال سنه معينه الى عدد السكان الكلي في منتصف السنه لمنطقه جغرافيه محدده ,وعاده ماتحسب هذه المعدلات على اساس الف فرد.
معدل الوفيات الخام = اجمالي الوفيات المسجله خلال سنه ÷عددالسكان الكلي في السنه×1000
3 - معدل الخصوبه العام: وتقدر بعدد المواليد الاحياء لكل الف أمرأه في سن الحمل وفي سنه محدده, وهي عباره عن النسبه بين العدد السنوي للمواليد الى عدد السكان من الاناث في سن الحمل ويحدد بعض الديموغرافيين سن الحمل للنساء بين 15 الي 44 سنه ، ويحدد فريق اخر سن الحمل بين 15 الي 49 وتصاغ طريقه الحساب :
معدل الخصوبه العام=عددالمواليد الاحياء÷عدد النساء القادرات على الحمل في منتصف السنه×1000
4 - معدل الزياده الطبيعيه:الزياده الطبيعيه التي تطرأ على شعب هي عدد مطلق,نحصل عليه بطرح عدد الوفيات الكلي في سنه ما,واذا كان عدد الوفيات اكثر من عدد المواليد فأن الزياده الطبيعيه تكون زياده طبيعيه سالبه او نقص طبيعي,ولاتحسب الهجره في الزياده الطبيعيه.
الزياده الطبيعيه=عدد المواليد في السنه-عدد الوفيات في نفس السنه
معدل الزياده الطبيعيه =معدل المواليد في سنه ما-عدد الوفيات في نفس السنه
- معدل الزياده الطبيعيه في بلد ما يساعد في معرفه المده التي يستغرقها هذا البلد في الوصول الي حجم معلوم اذا استمر المعدلات بالمستوي نفسه.
-إذا كان المعدل السنوي للزياده الطبيعيه 1%فإن عدد السكان يتضاعف في70سنه فقط لأن الشعوب تتزايد وفقآ لمبدأ الفائده أو الزياده المركبه وليس بمبدأ الزياده البسيطه.
من المصادر التي يتم الحصول منها على أحصاءات سكانيه
أستطلاعات الراي وعمليات مسح العينه
- يهتم علماء الديموجرافيا البشريه بجمع البيانات والإحصاءت عن الآفراد في فئات السن المختلفه من الذكور والاناث وتلخيص البيانات في جداول او عن طريق رسوم بيانيه .
-اسهل أنواع التمثيل البياني فهمآ هوالنوع الذي يطلق عليه الهرم السكاني الذي يساعد في فهم التركيب العمري والنوعي لمجموعه السكان.
-من خلال فحص الاهرامات السكانيه يمكن معرفه نسبه الاطفال وصغار السن الي مجموع السكان .
ثانيا :ابعاد المشكله السكانيه
الابعاد الثلاثه المتداخله التي تتصل أتصالآ مباشرآ بحياه المواطنين الاجتماعيه والسياسيه والاقتصاديه
-1-السكان ظاهره أجتماعيه
-والنظريه السكانيه الحديثه وخاصه مايتصل منها بالاقتصاد الجزئي تقول أن وجود مشكله تضخم سكاني في مجتمع ما لابد أن تؤدي بهذا المجتمع الى أشباع سلوك أجتماعي خاص بإنجاب الاطفال يتفق مع المستوى الاجتماعي والثقافي لهؤلاء الافراد,فعدد الاطفال المولودين في مجتمعات غنيه وذات حضاره وثقافه غربيه مرتفعه
العالم الامريكي المعاصر (كزنتس)حيث يشيرالى أن شعوب الدول الناميه تختلف من حيث الخصوبه والانجاب عن شعوب الدول المتقدمه , فالدول الناميه تتميز بمعدلات خصوبه مرتفعه.لان الظروف المعيشيه تحتم علي الافراد ان يزودوا من عدد اطفالهم لزياده الايدي العامله لما في ذلك ضمان مادي ومعنوي لهذه العائلات
-الحاله الاجتماعيه السيئه والظروف البالغه الصعوبه التي عاصرت المجتمع الانجليزي في اعقاب الثروه الصناعيه مباشره هي انعكاس مباشر لزياده السكان في ذلك الوقت.
-ان زياده السكان في الدول الناميه وتكدسهم في بعض المدن الرئيسيه دون ضابط ودون سياسه سكانيه رشيده لابد وان يتولد عنها شرور وكوارث اجتماعيه خطيره تهدد الجانب الاجتماعي كله.
-انتشار الجرائم والفقر والبطاله وغير ذلك من الآفات الاجتماعيه هي انعكاس مباشر للآثر الاجتماعي الذي تحدثه الزياده السكانيه.
2-التضخم السكاني ظاهره سياسيه:
-ترجع بعض الحروب القديمه الى أسباب متصله بالازدحام السكاني الأ أن القرن العشرين وأحداثه الخطيره والعنيفه أثبتت أن الحرب لاترجع الى أسباب سكانيه, وأنما الى أسباب تتصل بطبيعه الشعوب نفسها,وبالسياسه الاستعماريه وأختلاف المذاهب والنظم المعاصره فضلآ عن أسباب تتصل بالنواحي النفسيه المتصله بالشعوب,
-ويمكن القول أن الحرب الحديثه ظاهره معقده متشابكه لايمكن أرجاعها الى سبب معين بالذات سواء أكان سكانيآ أم أقتصاديآ أم تاريخيآ, لأن المشكله أعقد من أن ترجع الى سبب واحد.
يرى لستر براون:-أن هناك دولآ كثيره وصلت الى حد التخمه السكانيه واصبح أنتاج الطعام داخل حدودها أمرآ صعب لندره موارد الثروه الزراعيه فتضطر الى استيراد طعامها من الخارج.
3-السكان ظاهره اقتصاديه
تعتبر المشكله السكانيه ذات ابعاد اقتصاديه من حيث العدد ومعدلات المواليد والوفيات والزياده الطبيعيه كانت منذ زمن سحيق في التاريخ الإنساني موضع دارسه علميه متعمقه من جانب الفلاسفه والاقتصاديين القدماء.
الحكماء الصينيون في عهد كونفوشيوس كانوا على علم تام بإن الزياده السكانيه قد تؤدي الى الأقلال من ناتج الفرد في المتوسط وإلى تخفيض معيشه الجماهير,وهي الفكره التي يقول بها أئمه الاقتصاد المعاصر.
--فالمشكله السكانيه ظاهره أقتصاديه لها أهميه وذلك من حيث:
1- أن ثلثي سكان هذا العالم يعيشون دون المستوى الاقتصادي الممكن والمتاح لهم ولذلك فهم يهدفون الى التنميه الاقتصاديه وذلك لتغيير حالتهم وإيجاد التوازن بين الانتاج المادي والانتاج البشري.
2- أن الزياده السكانيه في العالم يتركز أغلبها في الدول الناميه وهذا مؤشر مخيف بين عدد السكان في هذه الدول الناميه وبين أنتاج الطعام.
3- أرتفاع معدلات المواليد وأستمرارهذا الارتفاع سنوات طويله يؤدي الى خلق هيكل عمري معين يمكن رسمه على شكل مثلث ذي قاعده عريضه جدآ مدبب أعلاه,فقاعده المثلث ستكون الاعمار الصغيره قبل سن الانتاج.
--ظاهره الطفوله الثقيله الاعباء تؤدي الى
1 - زياده الاستهلاك2- أنخفاض المدخرات الشعبيه
-بذلك تعتبر المشكله السكانيه ظاهره اقتصاديه علي جانب كبير من الاهميه تخيم بثقلها وعواملها علي الغالبيه الساحقه من الدول الناميه والمختلفه.
ثالثا-المشكله السكانيه وأستنزاف الموارد:
-المشكله السكانيه لها تأثير سلبي خطير علي الموارد الطبيعيه الزراعيه التي تتمثل في الأرض والماء وإنتاج الغذاء والسكان هم اولا: المستهلكون للمنتجات الزراعيه والذين ينبغي علي الزراعه ان تفي باحتياجاتهم اساسا من الغذاء ثم من المنتجات الزراعيه الأخري.وهم ثانيا :المنتجون اي الزارع الذين ستثمرون الموارد الطبيعيه الزراعيه في تحقق الإنتاج الزراعي المطلوب.
حسب توقعات الامم المتحده فإن عدد السكان سوف يصل الى نحو 5.5بليون نسمه في عام 2025,وسوف تبلغ الزياده في البلاد الناميه مايزيد على95%من الزياده الكليه وهي3.2بلايين بينما تبلغ الزياده في البلاد المتقدمه مائتي مليون نسمه,وتدل هذه الارقام على أن البلاد الفقيره تزداد فقرآ,بينما البلاد الغنيه ستواصل زياده ثرواتها.
الزياده في عدد السكان تعني ببساطه:
الحاجه الى المزيد من الغذاء وخامات الكساء للوفاء باحتياجات السكان الجدد -12-الاقتطاع من الموارد الطبيعيه (الأرض والماء) للوفاء باحتياجات السكان الجدد في المجالات الآخري
3-في كثير من الحالات وخاصه في الدول الناميه يستقطع من الاستثمارات التي يمكن ان توجه للتنميه الزراعيه،بل انه في بعض الحالات تستخدم فوائض الزراعه ليس لتنميه قطاع الزراعه ولكن لتنميه قطاعات اخري تحت ضعط احتياجات السكان المتزايدين.
4-يمكن أن تشكل زياده السكان ضغطآ شديد الاثر في البيئه بدءآ بالرعي الجائر وازاله الغابات ومرورا بتلوث البيئه وحتي تآكل مورد الوعاء الوراثي.
المصادر الرئيسيه للموارد المائيه المتاحه للزراعه ثلاثه هي:
1-الامطار: وهذا المورد يمكن اعتباره ثابتآ
2-الانهار: وجزء كبير منها تم استثماره بالفعل في مشاريع الري الصناعي في معظم دول العالم..(نهر الامازون في البرازيل,الكونجو في زائير وهما أضخم انهار العالم.
3-المياه الجوفيه: هذا المورد محدود واستثمر في العديد من الدول الى الحد الاقصى
رابعا : نظريات السكان
-نظريه مالتس
اول من نبه الى المشكله الناتجه عن زياده السكان بدرجه تفوق الموارد, ومايترتب علي ذلك من آثار .حظيت نظريه مالتس باأهميه كبري في مجال الدراسات السكانيه.
أول من أهتم بدراسه السكان بطريقه عمليه إحصائيه تعتمد على الدليل العلمي.
وقد رفض مالتس الاخذ بتيار التفاؤل الذي كان سائدآ في ذلك الوقت بصدد المسأله السكانيه.
ولذلك نشر مقاله الاول عن السكان عام1789,دون ذكر أسمه خشيه ألصاق تهمه التشاؤم بأرائه, في حين نشر مقاله الثاني بعد خمس سنوات في عام1803
-وتقوم نظريه مالتس على عده أسس تحدد النظريه العامه للسكان في رأيه وأسس نظريته هذه تتمثل فيما يلي:
1-أن الغذاء ضروري لحياه الانسان وان الشهوه الجنسيه بين الأنواع ضروره ايضا وانها ستبقي علي ماهو عليه علي مر الزمان.
2-أن قدره السكان في التزايد أعظم من قوه الارض في أنتاج وسائل العيش للأنسان
3-يتزايد السكان إذا لم يعق نموهم عائق, حسب متواليه هندسيه
وطبقآ لفكره المتواليه الهندسيه فإن عدد السكان من الناحيه النظريه يمكن أن يستمر في التزايد الى مالا نهايه
4-أن الطبيعه تفرض قيودآ على نمو السكان, وأن هناك نوعين من الموانع
-العوائق الايجابيه:-وهي متعدده وتشمل كل عوامل البؤس التي تنقص عدد السكان بتقصير الحياه البشريه مثل أرتفاع معدل الوفيات.
-العوائق المانعه:-وهي تشمل الضبط الاخلاقي المتمثل في تأخير سن الزواج.
-كما أدخل مالتس بنظريته هذه على التفكير الاقتصادي التقليدي في ذلك الوقت مفاهيم جديده هي:
1-مفهوم الحركه:
إذ بين مالتس أن المجتمعات ليست راكده أو جامده على حد تعبير رجال الاقتصاد والمعاصرين في ذلك الوقت, بل هي حيه متحركه,ويتمثل عنصر الحركه والحياه بها في تغير العلاقه القائمه بين السكان من ناحيه والموارد من ناحيه اخري.
2-مفهوم الشده أوالتقشف:
عارض مالتس بشده تقديم الاحسان للفقراء كحل للمشكله, وقال ان أي عون يقدم للفقراء يزيد من عددهم لأنه يخمد الشعوربالمسئوليه ويجعلهم يعتمدون على المجتمع في تربيه أولادهم.
3-مفهوم التشاؤم:
فقد كان يخشى دائمآ أن تؤدي الزياده في السكان الى أنتشار الفقر والامراض والنضال الطبقي والحروب, وكان يعتقد أن الانسان يمكن أن يكون له أثر في إيجاد هذا التوازن والتحكم في هذه الزياده.
نقد نظريه مالتس
أثارت نظريه مالتس في السكان جدلآ واسعآ فبينما لاقت أستحسانآ وقبولآ لدي الكثير من العلماء مثل دارون الذي كان شديد الاعجاب بها حيث رأى فيها تأكيدآ لنظريه النشوء والارتقاء في مجال المجتمع البشري كما دعمها ريكاردو وقوى نزعتها التشاؤميه , ورأى فيها جون ستيوارت مل العلاج الوحيد لأمراض المجتمع كلها.وتتلخص أهم أوجه النقد فيما يلي:
-لم يزد سكان العالم حسب المتتاليات التي ذكرها مالتس.
-أغفل مالتس دور التقدم العلمي في زياده الموارد الغذائيه، في مجال مضاعفه انتاج الحبوب والفواكه والخضروات والإنتاج الحيواني وغيرها كما ان هناك مساحات شاسعه غير مستثمره في العالم ومن الممكن الحصول علي انتاج اوفر بتحسين سبل الإنتاج واستعمال الوسائل الفنيه في الزراعه والصناعه.
-أهمل دور الموارد الطبيعيه الاخرى,وأيضآ تجاهل دور المخترعات والتنظيم الاجتماعي في المسأله السكانيه.
-تجاهل الاثر الناجم عن أستخدام وسائل تنظيم الاسره وأعتبرها أحد الوسائل المرذوله.
-قد لاتكون الزياده السكانيه ضاره في كل الاحوال خاصه إذا وجهت توجيهآ سليمآ.
وأجمــالآ فإن نظريه مالتس مهما واجهت من معارضه أو نقد فهي تعد اول ما اوضح للراي العام أهميه هذه المشكله التي تعتبر في وقتنا الحاضر من أهم المشكلات الاجتماعيه والاقتصاديه التي تواجه جميع الدول الناميه وبوجه خاص في قارتي أفريقيا وآسيا
النظريات الطبيعيه:
تعتبر ان الطبيعه قوه ذاتيه تتحكم في نمو السكان ومعدل تزايدهم .وان قدره الانسان تقف عاجزه امام التحكم في عدده .هناك قوه طبيعيه خارجه عن الإنسان وأقوي منه هي التي تحدد معدل نموه.
اهم روادها: ميشيل سالدر وتوماس دبلدي, وهربرت سبنسر,وكورادوجيني.
ميشيل سادلر:
اعتقد بأن السعاده والغنى تضعف من الخصوبه, وان الحرمان من الترف يشجع على التناسل وينمي القدره عليه.
اشار سادلر الي ان كل مرحله يمر فيها المجتمع تاه الرفاهيه والترف ينقص فيها عدده الي ان يصل عدد سكان المجتمع الي نقطه يبلغ عندها اكبر من عدد السكان اقصي درجه ممكنه من السعاده.
ومن اهم أوجه النقد التي وجهت لنظريه سالدر:
أنها لم تقم على أساس من دراسه كل الحقائق المعروفه عن السكان.
كذلك لم تميز بين القدره على الانسال وبين النمو الفعلي للسكان
هربرت سبنسر:
يؤكد سبنسر في نظريته أن في الطبيعه تنافرآ بين الذاتيه والتوالد.ويمكن تلخيص نظريه سبنسر في النقاط الموجزه التاليه:
-أن الغذاء الجيد يزيد من القدره على التناسل , وأن الرخاء يؤدي الى تزايد السكان
-أن هناك تعارضآ بين التناسل والنضوج الذاتي
-لان المخلوقات كلما ارتفعت وتطورت من الأشكال الدنيا للحياه نقصت خصوبتها
-اذا كانت الأجسام العضويه الدنيا ذات قدره ضعيفه جدا يجعلها لاتستطيع المحافظه علي نفسها فإنها تتكاثر بدرجه كبيره حتي لاتفني.
--ولقد أكد سبنسر أنه كلما أزداد مابذله الفرد من جهود لتأكيد ذاته ووجوده ونجاحه ضعفت قدرته على الانجاب والتوالد.
-وتعتبر نظريه سبنسر إطارآ نظريآ مكتملآ الى حد بعيد فضلآ عن أنها أفكار قد دخلت ميدان السكان بعد"مالتس" ,واستندت الى عوامل التطور الاجتماعي في تفسير نموالسكان وتحقيق التوازن بين أفراد المجتمع.
كورادوجيني:
يفترض جيني وجود قوه طبيعيه تعمل من تلقاء نفسها في تحديد عدد سكان المجتمع وأهم الافكار التي تضمنتها نظريته هي:1-أن أي جيل سكاني يأتي من نسبه تتراوح بين 1/3 ، 1/8 الجيل السابق
2-أن العوامل السكانيه تتمكن خلال فتره قصيره من الزمن من تغيير التركيب الجنسي او البيولوجي للمجتمع.فنسبه الإنجاب المنخفضه لدي الطبقات العليا تعمل علي خلق صعود مستمر من الطبقات الدنيا لشغل الفراغ الذي يوجد فيها.
3-أن المجتمعات تتميز في مرحله تكوينها بخصوبه مرتفعه سواء أكانت أصليه في المكان الذي نشأت فيه أم هاجرت إليه.
4-بعد أن يصبح المجتمع مكتظآ بسكانه نسبيآ وبدرجه تفوق طاقته يضطر جزء من سكانه الى الهجره، وهم اصلح عناصر المجتمع وأكثرهم نشاطا وحيويه، ويعم الرخاء وتزدهر التجاره والنشاط الإقتصادي وينمو التصنيع ويزداد الاهتمام بالفنون والآداب ويحل المستثمرون ورجال الأعمال والمال محل أولئك الذين فقدهم المجتمع والمتصفون بالخصوبه العاليه.
5-تبدأ مرحله أضمحلال المجتمع نتيجه نقص الخصوبه وفقده أصلح عناصره ، وكأثر لارتفاع معدلات الهجره من الريف الي الحضر وتقهقر الزراعه ونقص الأيدي العامله وتتأثر الصناعه والتجاره وتحل الأزمات الأقتصاديه والإجتماعيه وسوء حاله العمال ويزداد الصراع والتذمر والضعف وتشتد رقابه الدوله علي الحياه ويستمر المجتمع في التدهور حتي الفناء الذي ينتهي بمرحله استعمار او تبعيه لقوه خارجيه أو بهجره جماعيه أو شبه جماعيه منه الي مجتمع آخر.
النظريات الاجتماعية:
-تفسر هذه النظريات المسأله السكانيه في ضوء الظروف والعوامل الاجتماعيه التي تؤثر على أتجاهات الانسان في تحديد نسله,وهي بذلك تعتبر أن نمو السكان يرجع الى أي قانون طبيعي ثابت يتحكم في العامل الجيولوجي للأنجاب
ومن اهم رواد هذا الاتجاه :(كارل ماركس, آرسين ديمون).
كارل ماركس: يذكر أن الفقر والشقاء يرجعان الى أي ميل طبيعي في الانسان الى أنجاب عدد من الاطفال يزيدون على قدرته على أعالتهم وأن الفقر والبؤس أنما يدينان بوجودهما في زمان ومكان معينين الى النظام الاقتصادي الذي يكون سائدآ فيهما, فيعجز عن تشغيل افراد المجتمع تشغيلآ كاملآ.
كما قررماركس أنه لايوجد قانون عام ثابت للسكان, وأنما لكل عصر ولكل مجتمع قانون للسكان خاص به, ينتج عن الظروف الخاصه السائده فيه,
ففي المجتمعات الراسماليه يتزايد رأس المال الثابت (الالآت)بسرعه تفوق تزايد رأس المال المتغير (العمال)فتؤدي زياده زياده رأس المال الثابت الى الاستغناء عن جزء من رأس المال المتغير،
بمعني آخر يؤدي تراكم رأس المال في صوره سلع انتاجيه الي نقص الحاجه الي العمال لأن هذه السلع تميل الي إحتلال مكان العمال فالعمال ينتجون الوسائل التي تجعلهم يتحولون الي نوع من الفائض ،
ويري ماركس انه لن يكون هناك سكان فائضون عن الحاجه ولافقر ولاشقاء اذا تحول النظام الرأس مالي الي إشتراكي ،
فظروف الزمان الإقتصاديه هي التي تخلق مشكله السكان وليست الخواص الثابته في الطبيعه.
ويؤخذ على ماركس أنه تجاهل العوامل التي تؤثرفي النمو الحقيقي للسكان وأغفل التفكير في أمكان وجود ضغط للسكان على الموارد , حتى في ظل النظام الشيوعي أو الاشتراكي الذي أراد أن يستبدل النظام الرأسمالي به.
آرسين ديمون::
يرى أن الفرد في المجتمع يميل الى الصعود والارتفاع الى مستويات أجتماعيه أعلى من بيئته في شكل حراك أجتماعي ,
وأنه في عمليه الارتقاء الاجتماعي هذه يصبح أقل قدره من الناحيه الاجتماعيه على الانجاب, ذلك لأنه يبتعد عن بيئته الطبيعيه ويفقد نتيجه لذلك أهتمامه بالأسره ,حيث لايكون لديه وقت لتكوينها ويتركز كل أهتمامه في عمليه الارتقاء التي سوف تعود عليه هو شخصيآ بالفائده.
-ويسمي ديمون ظاهره الارتقاء من طبقه دنيا الى طبقه أعلى منها بالتقدم الاجتماعي الذي يعد من أهم الاسباب في تحديد الاسره.
وهو يعتبر أن أنهاك الفرد في تحسين أحواله الشخصيه يعد علامه من علامات تدهورالمجتمع وضعف الروح القوميه, وهو عامل من عوامل تفكك الاسره وضعف الانجاب,
يري علي هذا الاساس ان زياده عدد السكان في المجتمع تتناسب عكسيا مع تكوين الفرد لنفسه.
كما يشير الى أن الهجره الى المدن هي عامل سلبي آخرفي تنميه المجتمع.
-وعلى الرغم من أن نظريه ديمون لاتعطي تفسيرآ كاملآ لهبوط نسبه المواليد في كثير من الدول فأنها لاتخلو من القيمه من وجهه النظر الاجتماعيه من حيث أنها لفتت الانظار الى أهميه الظروف الاجتماعيه التي تسود في مجتمع يتزايد سكانه أو يتناقصون.
خامسا : أثار المشكله السكانيه
1-الاثار الاقتصاديه
تتأثر الاوضاع الاقتصاديه في أي دوله نتيجه للزياده السكانيه المستمره في عدد السكان حيث يتبع ذلك أرتفاع عبء الاعاله نتيجه أرتفاع معدلات الخصوبه وأرتفاع نسبه الاطفال الذين يقع عبء أعالتهم على مجموعه من المنتجين حيث تتسع قاعده الهرم السكاني وتزداد نسبه غير القادرين على العمل من الاطفال إضافه الى كبار السن والمرضى والمرأه غيرالعامله.-نتيجه لعدم التوازن بين النمو السكاني ونمو الناتج القومي فإن نصيب الفرد من الناتج القومي يتناقص.
-كما أن الزياده السكانيه المستمره تؤدي الى تعثر عمليه التنميه.
2-الاثار الاجتماعيه
يترتب على مشكله زياده السكان مع تعثر جهود التنميه ونقص الموارد العديد من المشكلات الاجتماعيه خاصه في مجالات التعليم والاسكان والرعايه الصحيه.- في مجالات التعليم
تعجز الدول عن توفير المدارس التي تستوعب أعداد الآطفال فتزداد الآميه.
تتدهر حاله المباني وتعجز الدوله عن توفير الإمكانيات الضروريه للتعليم الجيد من معامل وادوات تعليميه ممايؤثر سلبا علي التعليم
تسرب التلاميذ وانقطاعهم عن مواصله التعليم ترتبط ارتباطا وثيقا بالمشكله السكانيه وابعادها المختلفه
- في مجال الرعايه الصحيه
تعجز الدوله عن توفير المستشفيات التي تستوعب اعداد المرضي.
تظهر اثار الزياده السكانيه في مجال الاسكان حيث تتراجع اعداد المساكن اللازمه لسكني الأسر وتسوء الأحوال السكنيه في مناطق كثيره نتيجه لنقص المرافق والطرق والمواصلات..
- ان هجره السكان من الريف الي المدن سعيا للحصول علي فرص عمل يزيد من مشكله الإسكان في المدن
-تسهم العوامل البيئيه الناتجه عن الزياده السكانيه في أنتشار العديد من الامراض الاجتماعيه والثقافيه داخل الاسره.
-التفكك الاسري, الاغتراب, التوتر في الزواج وكثره حالات الطلاق والاخفاق العاطفي يترتب عليه انحرافات سلوكيه للرجل والمرأه وتأثير ذلك علي العلاقات داخل الأسره.
3-الاثار البيئيه:
يرتبط النمو السريع في عدد السكان ارتباطا وثيقا بالبيئه ونظمها المختلفه .الانشطه السكانيه تحدث تأثيرات مختلفه في موارد الآرض التي تلبي احتياجات حياه البشر بل وتتسبب في حدوث تغيرات في النظم البيئيه المتنوعه.
بأختصار فإن النمو السكاني السريع فرض المزيد من الضغوط على الموارد الطبيعيه البيئيه, وأحدث خللآ في النظم البيئيه مما يعرض مسأله الامن البيئي للخطر.
-وترتبط المشكله السكانيه بأرتفاع معدلات الاستهلاك وأستخدام التكنولوجيا والتنميه ,والبيئه في علاقه معقده متشابكه تؤثر بشكل واضح وملموس في حياه البشر ورفاهيتهم والامر جد خطير ويتطلب إداره جيده ونهجآ عالميآ طويل المدى يسترشد بمبدأ التنميه المستدامه من أجل الحفاظ على الامن البيئي وحياه البشر.
خامسا :مواجهه المشكله السكانيه :
يمكن مواجهه المشكله السكانيه من خلال الأساليب:1- الارتقاء بمستوى التعليم ونشره بين الجنسين وتحسين الوعي السكاني والصحي والبيئي
2- استثمار مرحله الطفوله واعداد الاطفال ذهنيآ وصحيآ ورياضيآ وخاصه اطفال القريه الي جانب اطفال الحضر
3- الاستخدام الامثل للموارد الطبيعيه والبشريه
4- العمل على تحقيق التوازن وعدم اهدار الطاقه والموارد والتوفيق بين انشطه الانسان والموارد والبيئه
5- زياده الاهتمام بموضوع تنظيم الاسره في المجتمعات المحليه ذات الثقافات المتباينه ( بدويه - ريفيه - حضريه) ونشر الثقافه السكانيه من جانب الهيئات الرسميه والشعبيه.
6- النهوض بالوعي الصحي والبيئي والثقافي عند تنشئه الإنسان في مراحل حياته وإعلاء قيم الإنتماء والمواطنه والتضحيه والمشاركه.
7- التنميه في العديد من المجالات فهي الاسلوب الامثل لحل مشكله الانفجارالسكاني، والتخطيط الطموح من أجل بناء الإنسان وبناء المصانع واستصلاح الآراضي.
8- التنميه الاقتصاديه: من خلال تخطيط الاقتصاد القومي، وتنميه الموارد الطبيعيه
9- تنميه الموارد الزراعيه
10- التنميه الاجتماعيه: من خلال نشر التعليم وخاصه تعليم الفتاه والتوسع في محو الآميه الوظيفيه نشر الخدمات الصحيه وتحسين مركز المرأه ونشر خدمات رعايه الأمومه والطفوله بالإضافه الي نشر الوعي بالمسؤليه الإجتماعيه.(النهوض بالوعي الصحي والبيئي والثقافي).
11- تنميه التصنيع: من خلال زياده عماله المرأه والحد من الاستهلاك وتشجيع الادخار, واستخدام الاكتشافات العلميه الحديثه.
تـم بحمـد الله
♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
مرحبا بك في بوابة علم الاجتماع
يسعدنا تلقي تعليقاتكم وسعداء بتواجدكم معنا على البوابة