ما هو منهج دراسة الحالة pdf
- المحتويات
- مقدمة
- مفهوم منهج دراسة الحالة :
- أولاً - تعريف دراسة الحالة.
- ثانياً - أغراض دراسة الحالة.
- ثالثاً - علاقة دراسة الحالة بمناهج البحث الأخرى.
- خطوات منهج دراسة الحالة.
- مزايا وعيوب منهج دراسة الحالة :
- أولاً - الخصائص المهمة في دراسة الحالة.
- ثانياً - مزايا وعيوب منهج دراسة الحالة.
المقدمة:
يعتبر منهج دراسة الحالة منهجا متميزا يقوم على أساس الاهتمام بدراسة الوحدات الاجتماعية بصفتها الكلية ثم النظر أي الجزيئات من حيث علاقتها بالكل الذي يحتويها، وتذهب دراسة الحالة إلى ما هو أبعد من الملاحظة العابرة أو الوصف السطحي فهي أحد مناهج البحث العلمي القائمة على الاستقصاء والتحقق والفحص الدقيق والمكثف لخلفية المشكلة ونصها الحالي وتفاعلاتها البيئية ضمن إطار فردي أو تنظيمي أو جماعي أو مجتمعي محدد. فهي كمنهجتقوم على أساس اختبار وحدة إدارية أو اجتماعية واحدة كمدرسة أو مكتبة واحدة أو قسما واحدا من أقسامها أو فردا واحدا أو جماعة واحدة من الأشخاص،وجمع المعلومات التفصيلية عن كل جوانب أنشطة هذه الوحدة وصفاتها فقد تدرس حالة الشخص مدمن على المخدرات لغرض معرفة كل تفاصيل حياته وتاريخه أو تدرس حالة عائلة واحدة بشكل مفصل ومعرفة كل ما يتعلق بنشاطها وحركتها، و هكذا.....من جهة أخرى فقد سلكت من المؤسسات المعاهد التعليمية والتدريبية طريقة أسلوب الحالة كوسيلة تعليمية وتدريبية ذلك لأن دراسة الحالات وفلسفتها تكمن في كونها وسيلة لتطوير مدارك رجال الإدارة أو طلبة الدراسات الجامعية في العملية الإدارية بالتمحيص والتمعن ومناقشة حالات حية غالباً، وتصور حلولاً لها، ومن ثم اقتراح حل مرجح للتنفيذ.
مفهوم منهج دراسة الحالة.
تعريف دراسة الحالة.تشمل "الحالة" في تعريف الباحث أي شخص أو مجموعة من الأشخاص (الأسرة، مؤسسة، مجتمع ) يرغب الباحث في دراستها بتفصيل كبير ( يمكن أن تستخدم هذه الطريقة في ظروف معينة على الحيوانات أيضاً ).
و بالتالي فان دراسة الحالة تعرف على أنها منهجا لتنسيق وتحليل المعلومات التي يتم جمعها عن الفرد وعن البيئة التي يعيش فيها.
أي أن منهج دراسة الحالة هو نوع من البحث المتعمق في فردية وحدة اجتماعية سواء كانت هذه الوحدة فردا أو أسرة أو قبيلة أو قرية أو نظاما أو مؤسسة اجتماعية أو مجتمعا محليا أو مجتمعا عاما يهدف إلى جمع البيانات والمعلومات المفصلة عن الوضع القائم للوحدة وتاريخها وخبراتها الماضية وعلاقاتها مع البيئة ثم تحليل نتائجها بهدف الوصول إلى تعميمات يمكن تطبيقها على غيرها من الوحدات المتشابهة في المجتمع الذي تنتمي إليه هذه الحالة أو الوحدة بشرط أن تكون الحالة ممثلة للمجتمع الذي يراد تعميم الحكم عليه،بحيث تستخدم أدوات قياس موضوعية لجمع البيانات وتحليلها وتفسيرها حتى يمكن تجنب الوقوع في الأحكام الذاتية.
فمنهج دراسة الحالة يقوم على التعمق في دراسة مرحلة معينة من تاريخ حياة الوحدة موضوع الدراسة أو دراسة جميع المراحل التي مرت بها.
وكذلك يقوم بفحص واختيار مجموعة العوامل التي تتصل بسلوك معين في هذه الوحدة وذلك بغرض الكشف عن العوامل التي تؤثر في الوحدة المدروسة وعن العلاقات السببية بين أجزاء هذه الوحدة.
كما ويقوم الباحث بالتحليل العميق للتفاعل الذي يحدث بين العوامل التي تؤدي إلى التغيير والنمو والتطور على مدى فترة زمنية معينة من الزمن.
وعلى ذلك فإن الوحدة موضوع الدراسة (وحدة التحليل ) قد تكون جزءاً من حالة في إحدى الدراسات ويمكن أن تكون هي نفسها حالة قائمة بدأتها في دراسة أخرى.
أسلوب دراسة الحالة:
• يقوم هذه الأسلوب على جمع بيانات ومعلومات كثيرة وشاملة عن حالة فردية واحدة أو عدد محدود من الحالات وذلك بهدف الوصول إلى فهم أعمق للظاهرة المدروسة وما يشبهها من ظواهر،حيث يتم جمع البيانات عن الوضع الحالي للحالة المدروسة وكذلك ماضيها وعلاقاتها من أجل فهم أعمق وأفضل للمجتمع الذي تمثله هذه الحالة.• وما يجب التأكيد عليه عند دراسة الحالة هو تحديد المشكلة الحقيقية والتمييز بينها وبين الأعراض المصاحبة لها، فانخفاض حجم مبيعات سلعة معينة ليس هو المشكلة الحقيقية للشركة بل من الأعراض المصاحبة لها.
• وِإذا قام الباحث بتشخيص الحالة فإنه قد يجد أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم كفاءة رجال البيع أو ارتفاع أسعار بيع السلعة أو انخفاض مستوى جودتها أو عدم وجود نظام حوافز مجدي لرجال البيع.
• وقد يلزم في بعض الأحيان اشتراك أكثر من فرد واحد في دراسة الحالة فدراسة حالة انخفاض مبيعات السلعة الآنفة الذكر قد تستلزم اشتراك فريق من المتخصصين من دائرة التسويق ودائرة الإنتاج ودائرة المشتريات والدائرة المالية.
جوانب هامة في دراسة الحالة:
إن كل ما سبق يؤكد على أربعة جوانب هامة في دراسة الحالة هي :• إن دراسة الحالة هي إحدى الدراسات أو المناهج الوصفية*
• دراسة الحالة هي طريقة تستخدم لاختبار فرض أو مجموعة من الفروض*
• من الضروري التأكيد على الحالات الأخرى المشابهة التي يفترض تعميم النتائج عليها*
• التأكيد على الموضوعية والابتعاد عن الذاتية في اختبار الحالة وفي جمع البيانات والمعلومات اللازمة ومن ثم تحليلها وتفسيرها
شروط دراسة الحالة :
• تتطلب دراسة الحالة الدقة في تحري المعلومات مع مراعاة تكاملها*• تتطلب دراسة الحالة التنظيم والتسلسل والوضوح لكثرة المعلومات التي تشملها*
• تتطلب دراسة الحالة الاعتدال في طرح المعلومات بحيث تكون مفصلة تفصيلا مملا وليس مختصرا بحيث يؤدي إلى الخلل في المعلومات،كما وينبغي أن تكون هذه المعلومات متناسبة مع هدف الدراسة
• تتطلب دراسة الحالة ضرورة القيام بتسجيل كل المعلومات وذلك لكثرتها وخشية نسيان بعضها
• ضرورة الاقتصاد في الجهد والتكلفة وإتباع أقصر الطرق لبلوغ الهدف المطلوب من دراسة الحالة.
عناصر دراسة الحالة:
يرىAllportبأن الدراسات الناجحة للحالات تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي:1. وصف الحالة الحاضرة.
2. سرد للمؤثرات السابقة ومراحل النمو المتعاقبة.
3. إشارة للاتجاهات المستقبلية.
أمثلة على أسلوب دراسة الحالة .
1- الصيانة وأثرها على تكاليف الإنتاج، دراسة حالة مركب النسيج والتجهيز النهائي للصوف، تومي ميلود.
2- تصميم جيومورفولوجي للأراضي لأغراض التطوير الحضري : حالة دراسة لمنطقة السك- مها قطيش.
أنواع الحالات الإدارية:
هنالك أنواع عديدة من أنماط تصنيف الحالات ومن ضمنها الحالات الإدارية ولكن أكثرها شيوعاً تصنيفها التالي:أولاً : من حيث واقعيتها إلى:
1. حالات واقعية
2.وأخرى وهمية
ثانياً : من حيث حجمها إلى:
1. حالات طويلة
2.وأخرى قصيرة
ثالثاً: من حيث مضمونها إلى:
1. حالات اتخاذ القرارات
2. حالات تاريخية
3.حالات تقييمية
4. حالات تحليل سير الحدث
رابعاً : من حيث تركيبها إلى:
1. حالات السلسلة
2. حالات عنقودية
خامساً : من حيث أسلوب عرضها إلى:
1. حالات مكتوبة
2. حالات مرتجلة
3.حالات الدراسة بالمشاركة أو حالات تقمص الأدوار
4.حالات سمعيةوبصرية
ثانياً- أغراض دراسة الحالة:
يستخدم الباحثون دراسة الحالة لعدة أغراض هي:
1- الوصف: يهدف الباحث في كثير من دراسات الحالة إلى وصف وتصوير الظاهرة التي يدرسها بوضوح. ومثل هذه الدراسات للحالة تعطي وصفاً كثيفاً للظاهرة، ويقصد من هذا مجموعة من العبارات تعيد صياغة الموقف والسياق الذي يوجد به لكي تعطي القارئ إحساساً بالمعاني المتضمنة والمقاصد الكامنة في ذلك الموقف.
2- التفسير:
الغرض من بعض دراسات الحالة تفسير ظاهرات معينة إذ ينظر الباحثون إلى قوالب محددة بين الظاهرات داخل حالة واحدة أو عبر عدة حالات.
مثال ذلك أن الباحثين قد يلاحظون أن المدرسين الذين يعلمون في المدن يختلفون عن نظرائهم الذين يعلمون في القرى من حيث إدراكهم للثقافة المحلية وبالتالي يمكن القول أن الباحثين اكتشفوا قالباً. وإذا ظهر أن أحد القوالب له آثار سببية على القوالب الأخرى يشار إليه بأنه قالب سببي وإذا لم يكن السبب محدداً يشار إليه بأنه قالب علائقي.
3- التقويم:
يمكن للباحث في دراسة الحالة أن يستخدم المعلومات والحقائق التي تتجمع لديه عن الحالة (وحدة الدراسة) في تحسين هذا الوضع أو تصحيح اتجاه غير مرغوب فيه... ومعنى ذلك أن النتيجة الكاملة "لدراسة الحالة" يمكن أن تؤدي إلى الإصلاح أو العلاج ويتبع الباحثون في ذلك عدداً من طرق التقويم يصدرون خلالها أحكاماً على الظاهرة محل الدراسة، وإن كانت مشكلة العلاج والإصلاح تقع – فنياً – خارج دائرة البحث المقصود بدراسة الحالة فمهمة الباحث في طريقة "دراسة الحالة" هي دور التشخيص أكثر منه دور الإصلاح.ثالثاً-علاقة دراسة الحالة بمناهج البحث الأخرى .
هناك علامة تكامل بين دراسة الحالة ومناهج وأساليب وأدوات البحث الأخر:
1. دراسة الحالة والمسح الاجتماعي:
إن دراسة الحالة والمسح يكملان بعضهما البعض في معظم البحوث الاجتماعية والنفسية والسياسية وهناك علامة وثيقة بينهما.ولكن هناك فرق بين طريقة المسح ودراسة الحالة يكمن بصفة رئيسية في أن المسح يعتبر دراسة كمية حيث تتجمع البيانات أو القياسات من عدد كبير من الوحدات الفردية (الأشخاص عادة)، أما في دراسة الحالة فإن الباحث يفحص بعناية واحدة أو أكثر من هذه الوحدات والتي يفضل أن تكون ممثلة للمجتمع أو للموضوع المدروس.
كما وتختلف دراسة الحالة عن المسح في أن دراسة الحالة تتطلب الفحص التفصيلي لعدد ممثل من الحالات فهي لا تتطلب – كما هو الحال في المسح – تجميع البيانات الكمية من عدد كبير من المستجيبين.
إن الباحث عند استخدامه لدراسة الحالة مع طريقة المسح الكمي يستطيع الوصول إلى معلومات لا يمكن الحصول عليها بنجاح بأي طريق آخر.
2. دراسة الحالة والمنهج الإحصائي:
إن الأساليب الإحصائية تستخدم عندما تكون الحالات مصنفة وملخصة لتكشف عن عدد مرات تكرار حدوث الظاهرة فضلاً عن التطورات والاتجاهات ونماذج السلوك.وبينما لا يستطيع الباحث الإحصائي الكشف إلا عن العلاقة بين ثلاثة أو أربعة عوامل على الأكثر في وقت واحد فإن الباحث الذي يستخدم منهج دراسة الحالة يستطيع أن يختبر مواقف وأشخاص وجماعات ونظم اجتماعية ومن الممكن أيضاً أن يصل من خلال دراسته هذه إلى تعميمات تنطبق على جميع الحالات المشابهة فالإحصاء بصفة خاصة قد لا يكفي لشرح وتفسير العوامل الديناميكية الإنسانية المؤثرة في الموقف الكلي ومن هنا كانت أهمية دراسة الحالة والبعد بها عن التجريد وفي فهمها فهماً متعمقاً وشاملاً.
3. دراسة الحالة والمنهج التاريخي:
قد تستلزم دراسة إحدى الحالات أن يقوم الباحث بدراستها دراسة علمية دقيقة، و يعمد في دراسته للحالة إلى الدراسة الوصفية المباشرة للحالة عن طريق ملاحظتها ملاحظة موضوعية، إلا انه لا يستطيع أن يقتنع بذلك لأنه يدرك بعد ملاحظته البسيطة أن المشكلة هي نتاج لخبرات تراكمية سابقة، مما يدفع الباحث إلى الرجوع إلى تاريخ حياة الفرد وهذا ما يتطلب توفر مصادر وقواعد البحث الوثائقي أو التاريخي. فعلى الدارس أن يجمع كل هذه المعلومات ويحفظها في سجل يوضح حياة الفرد موضوع الدراسة.وعلى الباحث دوما أن يربط الحالة بدراسة تاريخية، مما يساعد على فهم سرّ ظهور هذه الحالة المعنية، وكيفية تطورها من الماضي إلى اليوم.
ومن الجدير بالذكر أن دراسة الحالة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتاريخ الحالة وبتاريخ الحياة، وعلى الرغم من أن البعض يستعمل هذه المفاهيم الثلاثة ( دراسة الحالة، تاريخ الحالة، تاريخ الحياة ) بمعنى واحد إلا أن بعض المختصين يرى ضرورة التفريق بينها جميعا. فمثلا نجد سترانج يميز بين أسلوبي تاريخ الحالة ودراسة الحالة، في صف تاريخ الحالة بأنه عبارة عن معلومات تتجمع وتنظم في فترات زمنية محددة،أما دراسة الحالة فهو تحليل عميق شامل للحالة قيد الدراسة،وهي لذلك تتضمن تفسيرا لشخصية الفرد وللمشكلة التي يعاني منها سواء أكانت تربوية أم مهنية أو خلافا لذلك.
خطوات منهج دراسة الحالة
خطوات دراسة الحالة:
1- تحديد الظاهرة والمشكلة أو نوع السلوك المطلوب دراسته..2- تحديد المفاهيم والفروض العلمية والتأكد من توفر البيانات المتعلقة.
3- اختيار العينة للحالة التي يقوم بدراستها:
يصف مايكل باتون الاستراتيجيات الخمس عشرة التي يستخدمها الباحثون في دراسة الحالة لاختيار الحالة باعتبارها معاينة عرضية. أما الهدف من المعاينة العرضية فهو اختيار أفراد لدراسة الحالة يتميزون بتراثهم المعرفي بالنسبة لأغراض الباحثين ( أي أفراد تتوافر لديهم معلومات أو معارف خاصة تجعل منهم أفراد مهمين للباحثين ) وذلك بدلاً من إنفاق الوقت مع جميع الأفراد في الميدان. وأما الاستراتيجيات الخمس عشر فهي موضحة في الجدول في الصفحة التالية :
الفئة الأولى من هذه الاستراتيجيات تتضمن اختيار الحالات التي تمثل خاصية بارزة للظاهرة التي يريد الباحثون دراستها.
أما الاستراتيجيات الثلاث من الفئة الثانية فتتضمن جانباً منطقيا مرتبطاً بالتوجه النظري لمفهوم الباحث حول معنى الحالة. وأما الاستراتيجيات التاليتان فتتضمنان اختيار عينة من بين حالات ثم جمع البيانات منها فعلاً ثم يركز في الفئة الثالثة على الأفراد الذين يتصفون بصفة معينة بشكل مرتفع أو منخفض ويهمل الفئة المتوسطة.
والإستراتيجية الأخرى في هذه الفئة هي معاينة كرة الثلج التي يسأل فيها الباحث أفراد سبق له ان جمع بيانات منهم لترشيح آخرين له ممكن أن يمدوه بمعلومات مفيدة عن الظاهرة موضوع الاهتمام وبذلك يتزايد حجم العينة مثلما تتزايد كرة الثلج عند تدحرجها.
والإستراتيجية الأخيرة الموجودة ضمت الفئة الأخيرة بالجدول تعترف بأن بعض الباحثين قد يختار الحالات لدراستها بناء على توفرها وسهولة الحصول عليها.
4- تحديد وسائل جمع البيانات:
على الباحث جمع البيانات الأولية والضرورية لفهم الحالة أو المشكلة وتكوين فكرة واضحة وكافية عنها، أي توسيع قاعدة المعرفة عن الحالة أو المشكلة المطلوب دراستهاويمكن الحصول على البيانات والمعلومات في دراسة الحالة من مصادر عديدة نذكر منها :1- المقابلة الشخصية:
تعتبر المقابلة الشخصية أكثر الأساليب الشائعة المستخدمة في دراسة الحالة فكثيراً ما يجري الباحثون مقابلات شخصية مع المشاركين في الميدان في بحوث دراسة الحالة.وعادة ما تكون الأسئلة مفتوحة بدلاً من تقيدهم باختيارات محددة مما يتيح للمستجيبين حرية كاملة يمتد إدلائهم بالاستجابات ويمكن للمقابلة الشخصية أن تكون غير رسمية وتأتي صمن المحادثة الطبيعية مع المشارك وهنا لا يطلب من الباحث أن يتقيد بخطة محكمة مسبقة أو بأسئلة مخطط لها من قبل ولكن هذا لا يعني أن تتم المقابلة دون أي تنظيم بل من المفضل أن يكون هناك ترتيب وتنسيق على قدر الإمكان في إدارة الحوار وإذا ما أجريت المقابلة الشخصية مع عدد كبير من المشاركين أو إذا اشترك في المقابلات أكثر من مقابل فقد يلجأ الباحثون إلى إعداد مرشد للمقابلة يحدد مجموعة من الموضوعات لاستكشافها مع المشاركين أي تحويل المقابلة إلى مقابلة مقنعة.
قد تجري المقابلة على هيئة مناقشات يشارك فيها عدد من الأفراد يشكلون ما يطلق عليه "المجموعة المحورية" ويدير المناقشة مقابل محنك. وفيالحالة من الطبيعي أن يتناول المشاركون الحديث ويستمعون لبعضهم البعض مما يساعد على التعبير عن مشاعر أو آراء لا يمكن أن تظهر إذا كانت المقابلات شخصية.
إن ما يميز المقابلة الشخصية في دراسة الحالة هي أنها قريبة إلى الحالة الطبيعية لتشخيص المشارك فيها وبالتالي فإن العلاقة بين الباحثين والشخص الذي تتم معه المقابلة تصبح شرطاً هاماً للمقابلة وذلك مع احتفاظ الباحث المجرب بموقفه الموضوعي على قدر الإمكان.
فالباحث لي بلاي – أحد رواد منهج دراسة الحالة – قد عاش بين عائلات العمال التي كان يقوم بدراسة أحوالها الاقتصادية والاجتماعية في فرنسا وإن كان ما يؤخذ على هذه الطريقة غير الرسمية صعوبة كتابة وتدوين الملاحظات والمناقشات بين الباحثين والشخص المفحوص بدقة كافية.
2- الملاحظة:
يمكن استخدام الملاحظة في دراسة الحالة على النحو التالي :أ.إجراء الملاحظة على مدى فترة زمنية معينة
ب.إجراء الملاحظة للاستيثاق من صحة ما قاله المبحوث في المقابلة المتعمقة
ج.عند تعذر أجراء مقابلات متعمقة مع المبحوث تستخدم الملاحظة لجمع البيانات المطلوبة.
يستخدم بعض الباحثين التسجيل الصوتي أو التسجيل المرئي أو يكتبون مذكرات عند ملاحظة المشاركين أثناء عملهم في الميدان ويسعى بعض الباحثين إلى أن يكونوا هم أنفسهم ملاحظين مشاركين أي أن يتفاعلوا شخصياً مع المشاركين في الميدان في الأنشطة الميدانية وذلك لتكوين التعاطف والثقة معهم مما يساعد على زيادة فهمهم للظاهرة ومثل هؤلاء الباحثين يكتبون مذكرات على ملاحظاتهم ولكن بعد أن يغادروا الميدان.
3- الاستبيانات:
يستخدم الباحثون في دراسة الحالة الاستبيانات عندما يكون الاتصال الفردي المباشر بجميع المشاركين غير ممكن وتكون البيانات المرغوب في جمعها غير شخصية.والاستبيان المصمم تصميماً جيداً يمكن أن يستثير معلومات متعمقة.
ولكن استخدام الاستبيان المعد مسبقاً في "دراسة الحالة" لا يؤدي دائماً إلى أفضل النتائج. وذلك لأن هذا الإعداد المسبق للأسئلة قد يحول دون حرية الحديث بل قد يشجع على المراوغة والكذب.. كذلك فإن الأسئلة الخاصة بتاريخ حياة الشخص لا تتم الإجابة عليها بطريقة "نعم"و"لا" أو بعلامة معينة كما أن الإجابات المفيدة فعلاً يمكن أن تكون الإجابات المفصلة وبالتالي الطويلة.
4- تحليل الوثائق الشخصية:
وتتضمن هذه الوثائق سيرة حياة الشخص ذاته – الوثائق المجمعة عن المدارس التي دخلها – هيئات الخدمات الاجتماعية – التاريخ الطبي – المحادثات والمقابلات التي أجراها وغير ذلك.ويعتقد كثير من الباحثين تماشياً مع الأسلوب الكيفي بأن معنى الفحص المكتوب يمكن أن يختلف باختلاف القارئ والفترة الزمنية والمضمون الذي يظهر في النص وهكذا.
شروط جمع البيانات :
1.العناية بالمميزات الفردية الدقيقة:
أي الاهتمام بأي عنصر يمكن أن يسهم في فهم سلوك الفرد والذي يمكن أن يلعب دورا في تمييز الفرد عن غيره من الأفراد،وقد يحتم هذا الشرط إلى ضرورة الالتفات إلى المهارات النادرة لدى الفرد قيد الدراسة.فعلى الدارس أن يقوم بالبحث عنها فإذا وجدها درس إمكانية تنميتها إلى الحد الذي يمكن أن تساعد صاحبها على استغلالها وتسخيرها لمصلحته وفائدته.2.العناية بتقويم المعلومات:
لا بد من تقويم المعلومات تقويما دقيقا. وذلك بسبب اختلاف الطرق المستخدمة في جمع المعلومات ودرجة صدقها وثباتها.ونظرا لتعدد هذه الطرق وتشابهها،فإنه يتحتم مراعاة تطبيق هذا المعيار واختيار الضروري من المعلومات.لذا فإن الأخصائي يجب أن يكون خبيرا باختيار الأدوات المستعملة خصوصا إذا عرفنا بأن لكل أداة ميزات وعيوب،إذا ليس هناك أداة من الأدوات المستعملة في دراسة الفرد ممكن أن تقيس ما يراد قياسه بدقة تامة دون احتمال وقوع الخطأ. لذا فإن على الأخصائي أن يكون حذرا في إصدار أحكامه فيما يتعلق بالنتائج التي توصل إليها بالنسبة للفرد قيد الدراسة.3.مراعاة العامل الثقافي:
يجب أن يكون الباحث على اطلاع شامل ووعي تام بالثقافة التي يعيش فيها الفرد المفحوص وذلك حتى يتمكن من فهم المقبول وغير المقبول في هذه الثقافة خصوصا إذا عرفنا بأن الثقافة تؤثر في سلوك الأفراد وتشكيل شخصياتهم. ومن هنا تأتي أهمية دراسة الباحث للظروف البيئية التي تؤثر في الفرد مما يساعد في تحديد السلوكيات التي يقوم بها الأفراد.4.استقلال المعلومات الفردية:
إن دراسة الإنسان عبارة عن سلسة متصلة الحلقات فسلوكه الحالي هو امتداد لسلوكه الماضي،ودراسة أي حالة تتطلب دراسة أعراض السلوك المرضية أثناء الطفولة السابقة وتاريخ الحياة أمر ضروري كما أن الميدان بحاجة إلى تحسين طرق الوصول إلى المعلومات الوصفية المتتابعة.5.الاستمرار في تقويم الحالة:
إن تقييم الحالة عملية ضرورية وهامة،مما لا شك فيه أن بعض أنماط سلوك الفرد تتضح بمجرد الحصول على بعض المعلومات الأولية التي تبين بعض نواحي القوة والضعف في شخصية الفرد وقد يتبين كلما تعمقنا في دراسة الحالة أن الآراء الأولى عن الفرد كانت خاطئة تماما.لذا يجب الحذر من الحكم على الفرد من خلال المعلومات الأولية ويجب على الأخصائي أن يعيد التفكير في افتراضاته حتى يتمكن من القيام بالتشخيص السليم6.الطريقة المتبعة في كتابة التقرير الخاص بدراسة الحالة:
من الأفضل أن يكون التقرير مطولا وشاملا لكثير من التفاصيل بدلا من أن يكون مختصراً ومهملاً لبعض النواحي الهامةوأخيراً تجدر الإشارة إلى ضرورة أن تشمل البيانات التي تم جمعها على الأقل ما يلي:- أ- تاريخ الحصول على المعلومات.
- ب- أسماء الأشخاص الذين أدلوا ببياناتهم.
- ج- الكلمات الفعلية المستخدمة في هذه البيانات.
- ء- وصف مختصر للظروف المحيطة بعملية المقابلة.
- ه- ملخص للأساليب الخاصة التي استخدمت في أي جزء من الدراسة ( مثل الملاحظة الشخصية المباشرة، المقابلة، الاستبيان.... الخ).
- و- تحديد الشخص أو الوثيقة التي تمدنا بالمعلومات.
- ي- ملاحظات مكملة.
- 5- تدريب جامعي البيانات
- 6- جمع البيانات وتسجيلها وتحليلها :
تحليل البيانات :
إن الباحث يحصل عادة على كمية كبيرة من المعلومات في بحوث دراسة تعطي عدداً كبيراً من الصفحات فقد يحصل مثلاً على ( 200 صفحة تتضمن كل واحدة منها 250 كلمة وبالتالي تكون النتيجة 50000 كلمة بين يديه ) وهذا ما يجعل لتحليل هذه الكمية من البيانات أهمية تذكر، وهناك ثلاثة أنواع للتحليل:1- التحليل التفسيري :
ويتضمن مجموعة من الإجراءات المنظمة لترميز وتصنيف البيانات الكيفية للتأكد من إبراز التكوينات والأفكار والنماذج ( أي الوصول إلى استنتاجات ) ويمكن إجراء هذه العملية يدوياً، ولكن لتسهيل الأمر يتم استخدام بعض برامج الحاسب الآلي مثل برنامج إثنوجران أما خطوات التحليل التفسيري فهي:1- إعداد قاعدة بيانات تحتوي البيانات التي جمعت أثناء دراسة الحالة (المذكرات الميدانية- الوثائق- التسجيلات...الخ)
2- ترقيم كل سطر من سطور النص بالتتابع ثم تقسيم النص إلى أجزاء ذات معنى.
3- عمل فئات ذات معنى لترميز البيانات
4- ترميز كل جزء برمز الفئة أو الفئات التي تنتمي إليه.
5- جمع جميع الأجزاء التي أعطيت رمز فئة معينة.
6- استخراج التكوينات التي تظهر من الفئات.
2- التحليل البنائي:
تتكون هذه الطريقة من عدد محدد من الخطوات في تحليل البيانات الكيفية التي لا يحتاج الباحث إلى عمل أية استنتاجات للوصول إليها وذلك لأنها تعتبر مجرد معالم كافية في البيانات.والمثال التالي يوضح الفرق بين النماذج الكافية والنماذج المستنتجة وبالتالي الفرق ما بين التحليل البنائي والتحليل التفسيري:
- فيما يلي جزء من محادثة بين مدرس اللغة الانكليزية وطالب:
المدرس: ما معنى كلمة House؟
الطالب: منزل.
المدرس : هذا صحيح كلمة House تعني منزل
فإذا ما كان الباحث يجري بحثاً بنائياً فقد يلاحظ عدة مزايا لهذا الحوار مثل :
1- كان الحديث بين المدرس والطالب على التوالي.
2- احتوى كلام المدرس على عدد من الكلمات يزيد على عدد الكلمات التي ذكرها الطالب.
3- ذكرت كلمتان انجليزيتان.
4- ذكرت كل من الكلمات(كلمة، منزل، house)
مرتين في حين ذكرت الكلمات الخمس الأخرى مرة واحدة.
أما الباحث الذي يقوم بالتحليل التفسيري فقد يقوم بتجديد الفئات بناء على كيفية تلقي الطلبة للتغذية الراجعة من المدرس في قاعة الدراسة وقد يستخدم الجملة الأخيرة التي ذكرها المدرس وهي "هذا صحيح كلمة هاوس تعني منزل" كمثال على تغذية راجعة للمعلومات وهذا التصنيف لا يعتبر كامناً وإنما مستنتجاً من قبل الباحث.
لذلك فيستخدم التحليل البنائي في التحليل القصصي وفي تحليل البيانات الإثنوجرافية وغيرها من بيانات البحوث الكيفية.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنه تتم كتابة التقرير في كل من التحليل التفسيري والتحليل البنائي لنتائج دراسة الحالة بالطريقة التقليدية ( المقدمة – مراجعة البحوث السابقة – الطريقة – النتائج – المناقشة ). وهذا ما يعتبر مشابهاً لطريقة الباحثين الكميين في كتابة تقارير البحوث الكمية.
3- التحليل التأملي :
يشير التحليل التأملي إلى عملية يعتمد فيها الباحثون الكيفيون في تحليل البيانات التي جمعت اعتمادا أساسياً على حدسهم وحلهم الشخصي ولا يتضمن ذلك تحديد فئات صريحة أو مجموعة محددة من الإجراءات.وفي إعداد التقرير التأملي كثيراً ما يحوّل الباحثون دراسة الحالة إلى قصة تتناول الأحداث التي تم رصدها في دراسة الحالة.
فقد يقوم باحث مثلاً بدراسة عن التسرب من المدرسة فيتناول قصة طالب متسرب كيف تسير حياته في المنزل والمدرسة، ويعطي في ثنايا القصة أسباب تسرب الطالب المستمدة من وقائع حياته الماضية في المنزل والمدرسة.
7- استخلاص النتائج ووضع التعميمات:
وفي هذه المرحلة يوضح الباحث النتائج التي تم التوصل إليها وأهميتها وإمكانيات الاستفادة منها في دراسات أخرى.إن أي خطوة تتم في دراسة الحالة يجب أن تكون كاملة إذ أن هذه الخطوة سوف لن تتكرر مرة أخرى.
مزايا وعيوب منهج دراسة الحالة.
أولا-الخصائص المهمة في دراسة الحالة :
تذكر جول وزميليها الخصائص التالية لدراسة الحالة:
1- أمثلة على دراسة الحالة:
إن الغرض من دراسة الحالة إلقاء الضوء على ظاهرة معينة تشتمل على مجموعة من العمليات أو الأحداث أو الأفراد أو أشياء أخرى ذات أهمية للباحثين ويجب على الباحثين توضيح الظاهرة التي ستخضع لدراسة مكثفة (جمع البيانات حولها ثم تحليلها).وكمثال على ذلك دراسة كيجان حيث كانت الظاهرة التي اهتم بها هي المشاركة بين المدرسة والجامعة وبالتحديد المشاركة التي تنمي قدرة أعضاء هيئة التدريس في مدارس المناطق المحلية.
أما محوره فكان آثار برنامج المشاركة على الحياة المهنية للمدرسين.
والحالة التي اختيرت لهذه الدراسة هي أربعة مدرسين من برنامج المدرسين المقيمين في جامعة آلاباما.
ولقد أصبح مدرسو المدرسة الابتدائية ذوي الخبرة المدرسين المقيمين لمدة عامين بالجامعة حيث كانوا يقومون بالتدريس والإشراف في برنامج إعداد المدرسين قبل الخدمة، ثم يقومون من بعدها بالعودة إلى مقاطعاتهم وقد حصلا على المعلومات التي تساعدهم على تصميم برامج تنمية أعضاء هيئة التدريس أثناء الخدمة.
إذاً إن دراسات الحالة تهتم بدراسة أمثلة متعددة للظاهرة بحيث يعتبر كل مثال وحدة تحليل منفصلة وفي دراسة كيجان كانت وحدة التحليل هي المدرس المشارك أي أن الدراسة شملت أربع وحدات.
2- الدراسة المتعمقة للحالة:
تتضمن دراسة الحالة جمع كمية كبيرة من البيانات عن الحالة أو الحالات موضوع الدراسة والتي تختار لتمثيل الظاهرة. وهذه البيانات هي عبارات لفظية أو صور أو أشياء مادية ومن الممكن كذلك جمع بعض البيانات الكمية. وتجمع البيانات عادة على مدى فترة زمنية طويلة باستخدام عدة طرق لجمع البيانات.وفي دراسة كيجان (آنفة الذكر) قام الباحثون بإجراء مقابلات شخصية مدتها تسعون دقيقة مع كل مدرس.
وقد استخدمت في هذه المقابلات المسجلات الصوتية ومن ثم تفريغ الأشرطة المسجلة وتحليل كل مقابلة شخصية للحصول على سرد قصصي متماسك لخبرات كل مدرس.
هذا ودعي المدرسون الأربعة إلى تعديل وتنقيح التقرير الكامل باعتبارهم مشاركين في التأليف. نستنتج من ذلك أن البيانات التي حصل عليها هؤلاء الباحثون تعتبر دراسة متعمقة للحالة محل الدراسة.
3- دراسة الظاهرة في بيئتها الطبيعية:
يعرّف جيروم كيرك ومارك ميلر البحث الكيفي بأنه ملاحظة الناس في أماكنهم الخاصة والتفاعل معهم بلغتهم وبشروطهم. والتزاماً بهذا التعريف فإن دراسة الحالة تستلزم بالضرورة العمل الميداني،حيث يتفاعل الباحثون مع المشاركين في البحث في مواقعهم الطبيعية.4- تمثيل وجهة نظر كل من المشاركين والباحثين:
يجب على الباحث أن ينظر للظاهرة كما ينظر إليها أفرادها ويحصل الباحث على وجهة نظر المشاركين في دراسة الحالة عن طريق المحادثات غير الرسمية معهم وبملاحظتهم أثناء سلوكهم الطبيعي في الميدان.
ويحافظ الباحثون في نفس الوقت على آرائهم وأفكارهم الخاصة كدارسين للظاهرة.
وتساعد وجهة نظرهم كخارجين على تكوين المفاهيم المتعلقة بالحالة، وكذلك الإطار النظري المتعلق بها وكتابة تقرير عن النتائج يضاف إلى التراث البحثي في هذا المجال.
ثانياً- مزايا وعيوب منهج دراسة الحالة:
المزايا :
1. تعطي صورة واضحة عن الحالة باعتبارها وسيلة شاملة ودقيقة بحيث توفر معلومات تفصيلية وشاملة ومتعمقة عن الظاهرة المدروسة وبشكل لا توفره أساليب ومناهج البحث الأخرى2.تساعد في تكوين واشتقاق فرضيات جديدة وبالتالي يفتح الباب أمام دراسات أخرى في المستقبل
3.يمكن الوصول إلى نتائج دقيقة وتفصيلية حول وضع الظاهرة المدروسة مقارنة بأساليب ومناهج البحث الأخرى
4.تفيد في عملية التنبؤ لأنها تشمل الدراسة في الماضي والحاضر.
العيوب:
1. لا يعتبر هذا المنهج علمياً بصفة كلية،بسببتحيز الباحث في بعض الأحيان عند تحليل وتفسير نتائج الظاهرة المدروسة، الأمر الذي يجعل الباحث عنصرا غير محايد وبالتالي تبتعد النتائج عن الموضوعية.
2. تقوم هذه الطريقة على دراسة حالة منفردة أو حالات قليلة وعليه فإن ذلكقد يكلف سواء من ناحية المال أو الوقت المطلوب.
3. قد لا تعتبر هذه الطريقة عملية بشكل كامل،إذا ما أدخلنا عنصر الذاتية والحكم الشخصي فيها،أو كان بالأساس موجودا في اختيار الحالة،أو فيتجميع البيانات اللازمة لهذه الدراسة وتحليلها وتفسيرها.
4. تستغرق وقتا طويلا مما قد يؤخر تقديم المساعدة في موعدها المناسب خاصة في الحالات التي يكون فيها عنصر الوقت عاملا فعالا.
5. إذا لم يحدث تنظيم وتلخيص للمعلومات التي تم جمعها فإنها تصبح كم هائل من المعلومات الغامضة عديمة المعنى تضلل أكثر مما تهدي.
6. صعوبة اختيار حالات الدراسة التي ينبغي أن تكون حالات مثالية حتى تنسحب نتائج الدراسة على المجتمع كله.
7. عدم صحة البيانات المجمعة أحياناً، فقد يعتمد الشخص المبحوث إلى إرضاء الباحث بأن يقول له ما يعتقد أنه يرضيه فضلاً عن أن المبحوث قد يذكر الحقائق من وجهة نظره الخاصة لتبرير سلوكه أو موقفه.
8. نتائج مثل هذه الدراسة لا تستثمر إلا في نطاق ضيق وهو نطاق الحالة المدروسة وينتج عن ذلك صعوبة تعميم النتائج على كل الحالات في المجتمع وذلك لأن لكل حالة ظروفها ومعطياتها وبالتالي يحتاج إلى عدد كبير من الحالات لدراستها بحيث تكون هذه الحالات ممثلة تمثيلاً صحيحاً للمجتمع.
ولكن يمكن التغاضي عن بعض هذه العيوب، فالباحث في دراسة الحالة عندما يميل إلى الذاتية فهذا أمر لا مفر منه في هذا النوع من الدراسة. على أية حال، لقد استطاعت "دراسة الحالة" في الوقت الحاضر أن تثبت فعاليتها وقيمتها في مجالات متعددة كالتعليم والاجتماع والإدارة غيرها... وهذا كفيل بالتغاضي عن أسباب الضعف الكامنة في هذا المنهج.
خاتمة:
إن دراسة الحالة تتيح للباحث التركيز على موضوع واحد وبالتالي لا يضيع وقته ويشتت جهده في دراسة عدة موضوعات بنفس الوقت فمنهج دراسة الحالة، يقوم على البحث المتعمق في موضوع معين يتعلق بفرد أو أسرة أو جماعة يهدف الكشف عن العلاقات السببية بين العوامل المعزولة بصورة أكثر وضوحاً من مجرد التحليل الكمي.ودراسة الحالة تمدنا ببيانات وصفية – غير كمية – قابلة للتحليل والتفسير ويعتبر تطبيق التحليل الذي يتم التوصيل إليه من الحالات الدراسية أمراً سهلاً نسبياً.
ودراسة الحالة التي تتم بصورة صحيحة تتطلب عادة فترة طويلة من الزمن وبدلاً من القيام بمقابلة واحدة ربما يتطلب الأمر سلسلة طويلة من المقابلات للحصول على شكل وكمية المعلومات المطلوبة والعثور على العوامل والأساليب ذات الدلالة والأهمية نظرا لأن دراسة الحالة قد تتطلب وصف تطور الشخص لا في وقت محدد بل على مدى طويل من الزمن فإن الذاكرة أو الوثائق لا تزودنا بمعلومات كاملة بصفة مباشرة، فيجب على الباحث أن يتحلى بالصبر.
أخيراً يعتبر منهج دراسة من الأساليب الشائعة والملائمة للمجالات الإدارية والاقتصادية لأنه يتم من خلاله التعرف على مشكلات الإدارة وتطبيق الأسلوب العلمي في تحديدهما وجمع البيانات حولها، ثم استخلاص النتائج ووضع التوصيات الملائمة لمواجهتها.
ولقد استهوت دراسة الحالة الكثير من المعنيين بالتطوير الإداري حتى توسعوا في استخدامها سواء في التعليم أو التدريب.
قائمة المراجع:
1- رجاء محمود أبو علام،مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية، جامعة القاهرة، مصر.2- أحمد بدر،أصول البحث العلمي ومناهجه،المكتبة الأكاديمية،1996.
3- ربحي مصطفى عليان، عثمان محمد غنيم، مناهج وأساليب البحث العلمي، دار الصفاء للطباعة،عمّان، الأردن، 2000.
4- مهدي حسن الزويلف، أسلوب دراسة الحالة بين النظرية والتطبيق، كلية الاقتصاد والتجارة، دار مجدلاوي، عمّان، الأردن، 1983.
5- أحمد سليمان عودة، فتحي حسن ملكاوي، أساسيات البحث العلمي فيالتربية والعلوم الإنسانية، مكتبة الكتاني، أربد، الأردن، 1992.
6-سامي عريفج، خالد حسين مصلح، مفيد نجيب حواشين، مناهج البحث العلمي وأساليبه، دار مجدلاوي للنشر، عمّان، الأردن، 1999.
7- أوما سيكاران، ترجمة إسماعيل بسيوني، عبد الله بن سليمان العزاز، طرق البحث في الإدارة مدخل بناء المهارات البحثية، النشر العلمي والمطابع- جامعة الملك سعود، الرياض، 2006.
8-أوما سيكاران، ترجمة: د إسماعيل علي بسيوني، طرق البحث في الإدارة، دار المريخ، الرياض، 2006.
الانترنت:
1.www.darahayat.com
2.www.moe.gov.jo
3.www.kaau.org
منهج دراسة الحالة pdf
♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
مرحبا بك في بوابة علم الاجتماع
يسعدنا تلقي تعليقاتكم وسعداء بتواجدكم معنا على البوابة