أخر الاخبار

الايديولوجيا

مفهوم الايديولوجيا
الايديولوجيا

إيديولوجيا / Ideology

الايديولوجيا هي  نسق ( له منطقه ودقته الخاصتين من التمثلات ( من:
 صور و أساطير وأفكار وتصورات حسب الأحوال ) يتمتع ، داخل مجتمع ما، بوجود و دور تاريخيين.
ومن غير أن نشير مشكل العلاقات التي توجد بين علم ما وماضيه ( الإيديولوجي )، قلنقل إن الإيديولوجية، باعتبارها نسقا من التمثلات، فهي تتميز عن العلم من حيث إن و ظيفتها العملية المجتمعية تفوق، من حيث الأهمية، وظيفتها النظرية ( وظيفتها المعرفية ) .
 فما هي طبيعة هذه الوظيفة المجتمعية ؟

  1. لتبين طبيعة تلك الوظيفة، علينا أن نرجع إلى النظرية الماركسية في التاريخ . في  ( الذوات ) العاملة في التاريخ، هي مجتمعات بشرية معينة. وإن تلك المجتمعات تتبدى لنا ككليات تتشكل وحدتها بواسطة نموذج نوعي من العلاقات المعقدة، وتستخدم مستويات يمكن أن نوجزها، بعد ( انجلز ) ، في ثلاثة هي:
  2.  الاقتصاد
  3.  والسياسة
  4.  والإيديولوجية .

 ففي كل مجتمع نلاحظ، فيه أشكال يشتد تباينها في بعض الأحيان، وجود نشاط اقتصادي في الأساس ، و وجود تنظيم سياسي وأشكال إيديولوجية ( من دين و اخلاق و فلسفة إلخ . . . ) وعلى هذا النحو تشكل الإيديولوجيا جزءا عضويا في كل وحدة مجتمعية. فكما لو أن المجتمعات البشرية لم يكن في استطاعتها أن تستمر في البقاء دون أن تكون هذه الأشكال التوعية، وهذه الأنساق من التمثلات ( ذات المستويات المختلفة التي هي الإيديولوجية .

 فالمجتمعات البشرية تفرز الإيديولوجية كما لو كانت هي العنصر والمناخ الضروريين لحياتها التاريخية.
فليست الإيديولوجية إذن شذوذا، أو شيئا زاندا عرضيا في التاريخ، إنها بنية جوهرية أساسية بالنسبة للحياة التاريخية للمجتمعات، وإن وجودها والاعتراف بضرورتها هما وحدهما اللذان يسمحان بالتأثير على الإيديولوجية وجعلها وسيلة واعية فعالة في التاريخ .

الايديولوجيا واليوتوبيا كارل مانهايم

يعكس مفهوم الإيديولوجيا الاكتشاف الذي انبثق من الصراعات السياسية، وهي أن المجموعات القيادية يمكن أن تكون مرتبطة فكريا بالحفاظ على وضع معين، وإنها لا تدرك بعض الوقائع التي تسيئ إلى رغبتها في السيطرة؛ يتضمن لفظ إيديولوجيا، ويقتضي أن اللاشعور الجمعي لبعض المجموعات يكون معتما في بعض الحالات او الظروف الواقعية للمجتمع، أمام ذاته و أمام الآخرين ويؤدي دورا في إحداث نوع من الاستقرار .

 أما مفهوم الفكر الطوباوي فيرجع إلى الاكتشاف المعارض المتعلق بالصراع السياسي، وهو أن بعض المجموعات المضطهدة مهتمة فكريا بتهديم وتحويل بعض الظروف الموجودة في مجتمع ما بحيث تميل بشكل غير ارادي إلى ألا تدرك سوى العناصر التي تتجه نحو وضعها موضع اتهام وشك. إن فكرها غير قادر على تشخيص مضبوط للظروف السائدة في مجتمع معين. وهو ليس أبدا تحليلا حقيقيا للوضعية، بل لا يمكن استعماله الا كدليل موجه للعمل .

 الدراسة السوسيولوجية لإليديولوجيا المفهوم والنشأة:

لا يخلو استعمال مصطلح ( Ideology ) من التباس، نظرا لتعدد دلالاتها ضمن السياق الذي تدرج فيه، وما يزيد من هذا الالتباس ليس عدم تحديد الباحث مدلول المصطلح، بل أيضا بوصفها إحدى أدوات التحليل المتداخلة التي أنتجها تطور أشكال تمثل العالم الاجتماعي، والتي لا يزال التمييز الدقيق فيما بينهما موضع جدل بين العديد من المنظرين والباحثين.

  •  من هذه الأشكال
  •  الثقافة،
  •  الفكر، 
  •  المعرفة ،
  •  النظرية،
  •  الفلسفة،
  •  العقل،
  •  العلم،
  •  والمذاهب السياسية،

 علاوة على الطوبائية والتجليات الاجتماعية الأخرى . . . الخ ) .

 وكما يقول أحد النقاد، الأيديولوجيا من أشيع المفاهيم حالياً، واللفظ من أكثر الألفاظ تداولاً ولكن معناها من أكثر المعاني إثارة للجدل ومن ثم فهو أقل المفاهيم ثباتاً . . . لذلك فإن مفهوم الأيديولوجيا موضوع العملية أدلجة ( Ideologisiation ) مكثفة(1).

 إن مصطلح أيديولوجيا مشتق من كلمتين هما ( Idea ) فكرة، و ( Loges ) علم. إذن، فالأيديولوجيا تعني علم الأفكار. وكان الهدف من المفهوم الجديد هو أن يحل محل ( الميتافيزيقيا )، التي كانت غير ذات قيمة بعد الثورة الفرنسية، والتي عملت على تغيير كل شيء وذلك لتأكيد انفصالها عن النظام القديم .

ويرى ( دافيد ماكيلان ) D . Mclellan أن الأيديولوجيا كمفهوم يعد من أكثر المفاهيم المحيرة Elusive Concept، الذي يوجد في العلوم الاجتماعية ككل، وهذا يرجع إلى عدة عوامل أساسية منها:(2)

 إن مفهوم الأيديولوجيا تدخل في تفسيره ظروف متعددة، ومن الصعوبة تحديدها من الناحية النظرية والواقعية، وهذا ما يرتبط أساساً في تحديد مفهوم الأفكار والمعتقدات، أو اعتباره جزءا من السلوك السياسي والحياة المادية.

 ولا يزال مفهوم الأيديولوجية موضع خلاف بين العلماء والمهتمين بالأيديولوجيا السياسية، فأحياناً يستخدم على أنه سلاح، أو مجموعة من النصائح أو الإرشادات، وأحياناً، يستخدم على أنه مجموعة من الأفكار الانتقادية لطبيعة النسق العقائدي السياسي ككل (3) .

ويفضل رينهارد بندكس ( 1916 . . . ) استخدام مصطلح ( علم اجتماع المعرفة ) عندما يقوم بدراسة الأفكار من وجهة نظر علاقتها بالعمل وبالواقع الاجتماعي، ويكون التركيز في هذه الحالة على دراسة أسباب ونتائج الأفكار، وليس على مضمونها أو على مقدار صدقها .

 ويرى بندكس أيضا إلى أن عصر الأيديولوجيا قد بدأ في أوربا خلال القرن الثامن عشر مع تحطيم أساسيات التنظيم الإقطاعي الذي ساد خلال فترة العصور الوسطى، ومع ظهور ثقافة التنوع أو التعدد pluralistic Culture والتي يقصد بها؛ تلك الثقافة التي تسمح بتعدد الأفكار والآراء وبالاختلاف في المنظورات ووجهات النظر (4)، وهذا يعني أن ثقافة التعدد على حد تعبير بندكس تتضمن حرية الفكر والتفكير.

الايديولوجيا عند ماركس

 أما عند كارل ماركس ( 1818 - 1883 ) وانجلز ( 1820 - 1895 ) الذي أثار مشروعهما النظري الاهتمام بالأيديولوجيا حيث يرون أن مفهوم الأيديولوجيا لا يشمل نظرية المعرفة السياسية فحسب، بل أيضا الميتافيزيقيا والأخلاق والدين وأية ( صورة للوعي ) تعبر عن المواقف والالتزامات الأساسية لطبقة اجتماعية (5).

 إذن، الأيديولوجيات عند ماركس تعبير عن نسق من الأفكار والتطلعات والأهداف الخاصة لدى الطبقة المسيطرة والتي تسعى من خلال هذه الأيديولوجيا إلى تبرير مصالحها بصورة مزيفة، وهي تمثل إحدى معالم الاغتراب الإنساني داخل المجتمع لأنها تعبير عن البناء الفوقي Super Structure المزيف الذي يخفي البناء التحتي Infra Structure .

  1.  في حين أن نورمان بيرنبوم Birnbaum ربط بين تصور ماركس عن الأيديولوجيا، وتصوره عن الاغتراب Alienation الذي يحمل ثلاثة معان،
  2.  أولها تجاوز ناتج الجهد الإنساني لقدرة الصانع على التحكم فيه،
  3.  وثانيها إضفاء وجود مستقل على الأشياء وتجسيمها دون صانعها،
  4.  وثالثها استقلال التصورات العقلية الخالصة ونتائجها عن المادة (6) .

 ويوضح السمالوطى عدم إثبات مفهوم الأيديولوجيا عند ماركس حيث يقرنه أحيانا بالتصورات الدينية والفلسفية والقانونية السائدة في المجتمع ، ثم يعتبره إنعكاساً لمصالح الطبقات المسيطرة المالكة، ويراها ثالثاً، مرادفة لمعنى الثقافة أو الوعي المزيف عند الجماهير(7).

وقد قامت محاولات لتضييق المفهوم الماركسي للأيديولوجيا، ليصبح أحد مكونات الثقافة بدلا من أن يكون مرادفاً لها كما أدعت الماركسية. ولذا يقرر فرديناند دوموند F . Dumond أن أغلب العلماء المعاصرين في علم الاجتماع ينظرون إلى الأيديولوجيا كنسق من الأفكار والأحكام الواضحة المنظمة بصورة عامة لتفسير سلوك وتبرير وضع الجماعة التي تدين به(8).

الايديولوجيا عنذ بارسزنز

 ويعرف تالكوت بارسونز ( 1902 - 1979 ) الأيديولوجيا بأنها نسق من الأفكار الموجهة أو التي لها أصل إمبيريقي، تلك التي تمنح الإنسان تفسيراً للطبيعة الأمبيريقية للجماعة وللموقف التي تقف فيها، والعمليات التي تطورت بها حتى بلغت حالتها الراهنة، ثم الأهداف التي يتوجه إليها الأعضاء جماعياً، كذا علاقتهم بمسار الأحداث في المستقبل (9).

 أما علماء الاجتماع السياسي، فقد اعتبروا أن الأيديولوجيا السياسية تتعلق بمعالجة قضايا تتصل بالحكم والإدارة وسياسة المجتمع من خلال اهتمامها باختيار القادة وتحديد شخصياتهم ومجالات تخصصهم من ناحية، وكذلك الاهتمام بالحوار والجدل القائم بين وجهات النظر السياسية والاجتماعية المتعارضة التي تؤثر على سلوك وقيم أعضاء المجتمع.

 إذ يعتبر انتونيو غرامشي ( 1891 - 1937 ) الأيديولوجيا بأنها نسقاً متكاملاً من الأفكار السياسية والقانونية والأخلاقية والدينية والفلسفية والعلمية، يوجه السلوك ويحدد العلاقات وردود الأفعال في المواقف الاجتماعية المختلفة (10)، وأوضح غرامشي أنه ضد أي مفهوم للايديولوجيا ( كوعي زائف ) فهو لم يهتم بإمكانية زيف الأيديولوجيا ولكنه أهتم بوظيفتها التي تؤديها. فالأيديولوجيا عنده، تصور للعالم تمثله عقيدة لا تحفز على النظر بل على العمل...

الايديولوجيا pdf

المصارد 

( 1 ) ميشل قادية، الايدولوجيا وثائق من الأصول الفلسفية : ترجمة أمينة رشيد وسيد البحراوي، اط1، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت، 1982، ص 10 .
( 2 ) Melellan , D . Ideology , London , Open Uiny . Press , 1986 , p . 1 .
( 3 ) عبدالله محمد عبدالرحمن ، علم الاجتماع السياسي - النشأة التطورية والاتجاهات الحديثة والمعاصرة، ط 1 ، دار النهضة العربية ، بيروت ، 2001 ، ص 390 .
( 4 ) نبيل محمد توفيق السمالوطي ، الأيديولوجيا وقضايا علم الاجتماع النظرية والتطبيقية ، دار المطبوعات الجديدة ، الإسكندرية ، 1989 ، ص 27 .
( 5 ) على ليله ، بناء النظرية الاجتماعية ، سلسلة النظريات الاجتماعية ، الكتاب الأول ، المكتبة المصرية ، القاهرة ، ص 114 .
( 6) نبيل توفيق السمالوطى ، الأيديولوجيا وأزمة علم الاجتماع المعاصر ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، الإسكندرية ، 1975 ، ص 201 .
( 7 ) المصدر نفسه ، ص 10 .
( 8 ) المصدر نفسه ، ص 212 .
( 9 ) Talcot Parsons , The Social System , The Free Press , Glencoe , Il Linois , 195l , P349 ( 1 )
(10)  أحمد جعفر حسين الكندري ، الأيديولوجيا وعلم الاجتماع - دراسة في النظرية الاجتماعية ، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية ، 2006 ، ص 32 .

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -