في هذه السيرة الجديدة بتأليفها المتسق، وتصويرها المتقن، تروي (ماكنهوبت) على نحو غاية في الإثارة، قصة حياة وعمل (سيغموند فرويد) الذي عاش بين عامي (1856- 1939) ولا يزال تيار الجدل حول إنجازاته قائمًا. لقد كان لإسهامات فرويد في علم النفس والفلسفة الأثر البالغ في توجيه مسار المناظرات حول العقل البشري لأكثر من قرن.
قصة حياة فرويد المدهشة
يقدم هذا الكتاب قصة حياة فرويد المدهشة، مردفًا ذلك بطرائقه وأهدافه وإنشائه لنظرياته، ابتداءً من دراساته عن البنى العصبية، وانتهاءً لأعماله كفيلسوف الحضارة الإنسانية.
كما يقدم الكتاب استعراضًا سريعًا لحياة فرويد منذ طفولته في مدينة فيينا، وحتى عامه الأخير في مدينة لندن حيث تم الترحيب به على أنه يمثل ثورة علمية حقيقية، باعتباره العقل الذي غيرت أفكاره المتطرفة العالم من حولنا إلى الأبد.
هذا الكتاب الجميل ينبغي أن يكون محط اهتمام ليس فقط الشباب والقارئ العام، بل إنه ولكونه خلاصة علمية وفكرية محكمة، ينبغي أن يكون محل اهتمام طلبة الدراسات العليا، والمتخصصين في مجال الصحة النفسية والعلوم السلوكية.
(الكتاب غير متوفر للتحميل ومحمي بحقوق الطبع والنشر )
شكرا على زيارتكم
شكرا على زيارتكم
⇓
مدخل إلى علم النفس Psychologie
قبل الحديث عن الشعور واللاشعور، يجدر بنا أن نتعرف بشكل إجمالي على علم النفس، الذي
يدرس فيما يدرس هاتين الظاهرتين:
فعن السؤال "ما هو علم النفس؟"، يمكن الإجابة بإبراز ميدانه رغم تعدد المشروعات
المنهجية.
وإلى هذا النوع ينتمي مثلا الجواب الذي تقدم به دانيال لاغاش (Lagache Daniel) عام
إن وحدة علم النفس . 1947 عن سؤال طرحه عام 1936 إدوارد كلاباريد (Edouard Claparède) يبحث عنها هنا في التعريف الممكن لعلم النفس كنظرية عامة في السلوك، وهي تركيب بين علم النفس
التجريبي وعلم النفس العيادي والتحليل النفسي وعلم النفس الاجتماعي والإثنولوجيا...
وبتعبير آخر، فإن سيكولوجية الاستجابة والسلوك اعتقدت، في القرن 19 والقرن 20 ، بأنها
تمكنت من أن تصير مستقلة بالانفصال عن كل فلسفة، أي عن التأمل الذي يبحث عن فكرة للإنسان
بالنظر فيما وراء المعطيات البيولوجية والسوسيولوجية.
1- ابن سينا (ما هي النفس؟)
وفي كتاب الشفاء يرى ابن سينا أن كل نفس، حتى نفوس النبات، جوهر ولا عرض. إنها
مباينة للبدن وهي مصدروجوده وتقويمه.
في الرؤية والتعبير يعطي ابن سينا تفصيلات العلاقة بين النفس والبدن، قائلاً: إن "الإنسان
ليس معنى واحداً، ولكنه مركب من جوهرين، أحدهما النفس والآخر البدن. والنفس له
بمنزلة الموضوع، والبدن بجميع أعضائه للنفس كالآلة التي تستعملها للأفعال المختلفة.
وفي موضع آخر يرى ابن سينا، أن النفس والبدن جوهران متباينان، مع علاقة عرضية
بينهما، وأن البدن، إن ليست النفس صورته الحقيقية، يلزم أن تكون له صورة أخرى
عوض النفس
- ان مدارس علم النفس مختلفة على تعريف متفق عليه فيما بينها لعلم النفس , ويبدو أننا ما زلنا لسنا
على مقربة من ذلك التعريف الجامع المانع المتفق عليه , و على الرغم من ذلك، يمكن القول إن علم
النفس يحاول الإجابة عن السؤال " لماذا يتصرف الناس بالطريقة التي يتصرفون بها ؟ "
- ولعل أكثر التعاريف شمولية وعلمية، والذي يتلقى القبول لدى الكثيرين أيضا من المتخصصين، أن
علم النفس " هو ذلك العلم الذي يدرس السلوك الظاهر دراسة نظامية ويحاول تفسير علاقته بالعمليات
غير المرئية التي تحدث داخل العضوية سواء العقلية منها أو الجسدية من جهة، وعلاقته بالحوادث
الخارجية في البيئة من جهة ثانية."
كان الفلاسفة القدماء، يعتبرون علم النفس _ إن صح التعبير _ حيث كانوا في الحقيقة، يقصدون علم
الروح، أو بالأحرى فلسفتها، فرعا من فروع الفلسفة. لأنه يدرس فيما يدرس حقيقة النفس(الروح)،
وعلاقتها بالبدن، وبقاءها بعد الموت.
- أما المحدثون، فقد جردوا علم النفس من كل طابع فلسفي، وأطلقوا عليه إسم السيكولوجيا
Psychologie بدلا من علم الروحàme’l de science ،فالسيكولوجيا هي البحث في ظواهر النفس
لاكتشاف قوانينها، وليس البحث عن جوهرها أو حقيقتها، كما كان القدماء يفعلون. والتعريف المفضل
لعلم النفس، بالمفهوم الحديث، هو أنه: ( علم الخبرة والسلوك ). وكل مجهودات علماء النفس، مهما
كانت اتجاهاتهم، أو نظرياتهم، تساهم في أحد هذين الفرعين الأساسيين، الخبرة أو السلوك، أو تجمع
بينهما، كما تفعل أغلبية العلماء، والجميع ينظر إلى السلوك والخبرة باعتبارهما تكيف للعضوية بالنسبة
إلى المؤثرات، التي تقع عليها.
- وعلماء النفس، بمفهومه الحديث هذا، لا يعتبرون أنفسهم مهتمين بدراسة شيء منفصل عن الجسد،
وحتى لو كانت النفس موجودة فعلا، فكونها خارج إدراك الحواس، يجعلها خارج ميدان البحث العلمي
الراهن، والذي يقوم أساسا على الملاحظة والتجربة المعتمدتين على الحواس الطبيعية، أو الصناعية،
التي تستعين بها الحواس، مثل المجهر وغيره.
- ظهر علم النفس أول مرة في القرن السادس عشر، وانتشر في البلدان الأوروبية في القرن الثامن
عشر.
- علم النفس علم وضعي كغيره من العلوم الوضعية، أو أنه لا زال هكذا، غير أن الصعوبات الجمة
التي تعترضه مع غيره من العلوم الإنسانية، جعلت بعض المهتمين به، يشرعون في محاولة البحث عن
منهج مناسب له، غير المنهج التجربي الذي أثبت نجاحه في مجال الظواهر الطبيعية. ويعتمد علم النفس
- لحد الآن - مثل العلوم الوضعية الأخرى، على الملاحظة والتجربة، لكن طريقة البحث فيه مختلفة
عن طريقة البحث في غيره، لاعتمادها على أساس مزدوج من الملاحظة الذاتية ( التأمل الباطني-
الاستبطان) ، والملاحظة الموضوعية الخارجية( ملاحظة منصبة على الغير).
التعريف المفضل لعلم النفس
- أما التعريف المفضل لعلم النفس عند صاحب المعجم المذكور سلفا، هو: أن هذا العلم لا يبحث في
النفس، بل يبحث في الظواهر النفسية، شعورية كانت أو لا شعورية، بقصد الكشف عن قوانينها
العامة، لكن عندما نقول إن علم النفس يبحث في السلوك عامة، وجبت إضافة ما للسلوك الإنساني من
جانب داخلي، أو شعوري، لا يجوز إهماله، حتى لا نقع في الخطأ الناتج عن اعتبار علم النفس دراسة
للسلوك الظاهر فقط، لأن دراسة السلوك بهذا الاعتبار، على أساس أنه مجرد عمل آلي معقد، يخرج
من علم النفس كل ما له علاقة بالفعل والشعور، وهو خطأ.
مرحبا بك في بوابة علم الاجتماع
يسعدنا تلقي تعليقاتكم وسعداء بتواجدكم معنا على البوابة